وكالة القدس للأنباء - متابعة
حذر مسؤول عسكري إسرائيلي سابق من تحول الوضع في تل أبيب إلى شبيه بما يجري في سديروت “في حال اندلعت حرب في الشمال” مع “حزب الله”.
وقال القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية العميد احتياط ران كوخاف، لهيئة البث العبرية: “إذا اندلعت الحرب في الشمال فستصبح تل أبيب مثل سديروت”، في إشارة للمستوطنة المحاذية لشمال قطاع غزة والتي تتعرض منذ بداية الحرب لرشقات صاروخية.
وأضاف كوخاف الذي شغل أيضا منصب المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي": “ليست هناك حاجة لمناورة برية في لبنان لتحقيق ما هو مطلوب”.
وبشكل متقطع منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تطلق فصائل مقاومة فلسطينية رشقات صاروخية على المستوطنات المتاخمة لقطاع غزة ومنها “عسقلان” و”سديروت” و”نيرعام”.
ويأتي هذا التحذير في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان و”حزب الله”، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله “مرحلة جديدة”.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الحزب في سلسلة بيانات، قصف مناطق واسعة في شمالي إسرائيل بعشرات الصواريخ من نوع الكاتيوشا و”فادي 1″ و”فادي 2″ التي يستخدمها لأول مرة، خلفت وفق صحيفة “هآرتس” إصابة 5 إسرائيليين.
فيما يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية عنيفة ومكثفة على مناطق واسعة في جنوبي لبنان والبقاع زادت حدتها خلال الساعات الماضية.
ومؤخرا، تصاعدت الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان، أوقعت 37 شهيدا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وخلقت 45 شهيدا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، و68 جريحا وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة.
بدوره قال الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” تامير باردو، الأحد، إن حكومة بنيامين نتنياهو “اختارت سياسة الانتقام وقتل المحتجزين الإسرائيليين” في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات باردو الذي تولى رئاسة الجهاز بين عامي 2011 و2016، لموقع “سروغيم” العبري الإخباري.
وقال باردو: “في 8 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، كان ينبغي عقد صفقة مع (رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى) السنوار لإعادة المختطفين، مقابل إطلاق سراح جميع المخربين (الأسرى الفلسطينيين)”، على حد وصفه.
وأضاف: “قال السنوار في اليوم الأول، حتى قبل بدء المناورة البرية، أعيدوا كل هؤلاء الإرهابيين وستستقبلون مختطفيكم”.
واستدرك بقوله: “اختارت إسرائيل الانتقام، وكانت تعلم أن المختطفين لا يمكن تحريرهم جميعا بعملية عسكرية”.
باردو أكد أن “إسرائيل عرفت أن كل غارة جوية (على قطاع غزة) يمكن أن تقتل المختطفين أيضا، والحكومة الإسرائيلية تعرف كل هذا ولم يزعجها، وبدأت حملة لإقناع جميع مواطني دولة إسرائيل بهراء مثل النصر المطلق”.
وشدد على أنه “كل ما كان عليها (الحكومة الإسرائيلية) فعله هو تنفيذ صفقة لتحرير المختطفين، وبعد ذلك كان يمكنها القيام بكل ما هو ضروري”.
والخميس، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن تل أبيب قدمت إلى واشنطن مقترحا جديدا لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، رغم تأكيد حركة حماس في أكثر من بيان أنها لا تريد مقترحات جديدة وأنها توافق على المقترح المستند إلى رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن المعلن نهاية مايو/ أيار الماضي.
ويشمل المقترح، وفق هيئة البث: “تأمين الخروج الآمن للسنوار وكل من يريد الخروج معه من قطاع غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين (لم تحدد عددهم)، ونزع سلاح القطاع وتطبيق آلية إدارة للقطاع وإنهاء الحرب”، على حد زعمها.
وبوساطة مصر وقطر، ودعم الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، بسبب إصرار نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم (يقسّم شمال غزة عن جنوبها)، ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، بينما تتمسك حماس بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.