/الصراع/ عرض الخبر

بالفيديو اقتحام زنزانة القيادي مروان البرغوثي على يد بن غفير يثير مخاوف من تصفيته

2025/08/15 الساعة 09:49 ص

رام الله - متابعة

اقتحم ما يسمى وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير، الخميس، زنزانة القيادي البارز في حركة "فتح"، مروان البرغوثي، الأسير في سجن غانوت (المعروف سابقاً بسجنَي رامون ونفحة) وسط الكيان الصهيوني، وسط مخاوف من إعدامه.

يأتي ذلك في إطار السياسات الاستفزازية للوزير اليمني المتطرف، وغداة تصديق رئيس أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" إيال زامير، على "الفكرة المركزية" لخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء.

وقالت "القناة 7 " العبرية الخاصة، إن الوزير المتطرف بن غفير، اقتحم قسم العزل الفردي الذي يقبع فيه الأسير البرغوثي، وقال له: "من يقتل أطفالنا أو نساءنا سنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا".

ونشرت القناة مقطعاً مصوراً لبن غفير وهو يُجري الزيارة الاستفزازية للبرغوثي، الذي بدا في المقطع بجسد هزيل وأنه يعاني وضعاً صحياً سيئاً، وقالت القناة إن "زيارة بن غفير للسجن كانت لمتابعة تشديد ظروف احتجاز الأسرى الفلسطينيين".

من جهتها، عبَّرت عائلة الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، عن خشيتها من "إعدامه" داخل الزنزانة، بقرار من وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير، بعد تهديده في سجنه.

وقالت عائلة البرغوثي: "نخشى من إعدام مروان داخل الزنزانة بقرار من بن غفير، بعد تهديده في سجنه"، وأضافت: "مصدومون من تغير ملامح وجه مروان، والإنهاك والجوع الذي يعيشه".

قلق فلسطيني

وإثر تداول المقطع المصور، تتالت الإدانات الفلسطينية، حيث عدّت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام بن غفير زنزانة البرغوثي وتهديده "استفزازاً غير مسبوق وإرهاب دولة منظماً"، فيما وصف حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، تهديد بن غفير للبرغوثي في سجنه بأنه "قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي".

وقال الشيخ، في منشور عبر منصة "إكس" إن "تهديد بن غفير للقائد مروان البرغوثي في سجنه قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي الذي يمارَس ضد الأسرى، وضربٌ للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية"، وأضاف: "هذا يشكل انفلاتاً غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، ما يتطلب التدخل الفوري من المنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم".

من جهته، أعرب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية رائد أبو الحمص، عن القلق على حياة القيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، بعد اقتحام وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير، زنزانته وتهديده، في تجاوز لكل الخطوط الحمراء.

وقال أبو الحمص، في بيان له الخميس، إن "وصول المتطرف بن غفير إلى زنزانة القائد أبو القسام (مروان البرغوثي) بمنزلة تهديد علني، وما صدر عنه من ألفاظ ونقاش، بمضمونها وأسلوبها، مؤشر خطير على النيات التي يخفيها هذا العنصري المأزوم".

وأضاف: "بن غفير، مَن مارسَ تعذيب الأسرى أمام عدسات الكاميرا، وله أسبقيات كثيرة تعجّ بالحقد والعنصرية، أن يتجرأ على قائد بحجم أبو القسام، فهذا فيه تجاوز لكل الخطوط الحمراء، ونحن في حالة قلق على حياته"، ودعا أبو الحمص الشعب الفلسطيني إلى الانتصار لأبو القسام وتضحياته.

من جهته، وصف مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، مساء الخميس، تهجم بن غفير على مروان البرغوثي داخل زنزانته بأنه "مشهد يكشف عن عقلية الانتقام"، وقال المكتب في منشور على منصة تليغرام، إن "تهجم بن غفير على القيادي الأسير مروان البرغوثي داخل زنزانته مشهد يكشف عن عقلية الانتقام والتحريض التي تقود منظومة السجون الإسرائيلية".

وشدد على أنه منذ تولي بن غفير منصبه في وزارة الأمن القومي تحولت إدارة السجون إلى أداة عقاب جماعي بحق الأسرى الفلسطينيين عبر إجراءات ممنهجة تهدف إلى إذلالهم وسحق إنسانيتهم، وأكد مكتب إعلام الأسرى أن ما يجري "انتقام بغطاء رسمي".

مَن البرغوثي؟

ويعد البرغوثي أحد أبرز قيادات حركة "فتح" وعضو لجنتها المركزية، ويقبع في سجن غانوت (المعروف سابقا بسجني رامون ونفحة) وسط إسرائيل.

ويعد البرغوثي من أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية في السجون الإسرائيلية، وهو معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بخمسة مؤبدات.

واعتقلت إسرائيل البرغوثي في أبريل/نيسان 2002، وحكمت عليه بالسّجن المؤبد 5 مرات و40 سنة، بتهمة المسؤولية عن عمليات نفَّذتها مجموعات مسلحة محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين.

والحكم "المؤبد" في إسرائيل غير محدد المدة، وإن كان من المتعارف عليه أنه يعني السجن مدى الحياة، لكنَّ تل أبيب باتت تنتهج في السنوات الأخيرة سياسة احتجاز جثامين الأسرى حتى بعد وفاتهم داخل السجون.

ومنذ تولي بن غفير مهامه وزيراً للأمن القومي نهاية 2022، شهدت أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل تدهوراً ملحوظاً، حيث لوحظ انخفاض كبير في أوزانهم نتيجة السياسات التي فرضها في السجون.

وفي 17 يوليو/تموز الفائت، تفاخر بن غفير بتجويع الأسرى الفلسطينيين، حين قال صراحةً في منشور عبر منصة "إكس" إنه في منصبه "ليضمن حصول الإرهابيين على الحد الأدنى من الحد الأدنى (من الطعام)"، في إشارة إلى الأسرى.

ووفق معطيات سابقة نشرها نادي الأسير، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل 10 آلاف و800 حتى مطلع أغسطس/آب الجاري، بينهم 49 أسيرة و450 طفلاً، و2378 معتقلاً يصنَّفون "مقاتلين غير شرعيين".

وأوضح النادي أن العدد الإجمالي لا يشمل المعتقلين في معسكرات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي ومنهم أسرى من لبنان وسوريا.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفاً و776 شهيداً و154 ألفاً و906 مصابين فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصاً، بينهم 106 أطفال.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/218575

اقرأ أيضا