/مقالات/ عرض الخبر

محمد بنعلي اُعفي من منصبه بسبب هذه المقالة التي نشرها على الفايسبوك

2025/08/04 الساعة 12:21 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

وداعاً رئاسة المجلس العلمي:

"في هذا الصباح المبارك استقبلني شيْخُنا ومفيدُنا وعالمُنا الدكتور مصطفى بنحمزة في المجلس العلمي الجهوي، وسلّمني قرار إعفائي من رئاسة المجلس العلمي المحلّي لفجيج في المملكة المغربية".

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (في المغرب) قد أصدرت قرارا بإنهاء مهام محمد بنعلي، رئيس المجلس العلمي المحلي بفجيج، دون توضيح الأسباب الكامنة وراء ذلك.

أثار هذا القرار المفاجئ، الذي وقعه أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ( الذي سبق له وزار كيان العدو على رأس وفد قضائي قبل اسابيع عدة) موجة من الجدل والانتقادات، خاصة وأن بنعلي كان له حضور بارز في المجلس العلمي المحلي بفجيج، وفق ما أكدته مصادر مقربة من الأخير.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الوزارة لم تعلل قرارها، واعتبرته انتقاما من المسؤول الديني بسبب مواقفه من مجموعة من القضايا، خاصة فلسطين وغزة.

وكان بنعلي قد نشر مقالة على موقعه "الفايسبوك" انتقد فيها الصمت الذي يخيم على العالم الإسلامي بشأن جريمة التجويع التي تشهدها غزة..

هذه هي المقالة:

 

في ظلال آيةٍ كريمةٍ:

قال تعالى: "ويطعمون الطعام على حبِّه مسكينا ويتيما وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا." [سورة الإنسان: 8/9]

هذه الآية العظيمة تصف أمة الأبرار الأخيارِ الذين يمثلون الإسلامَ أكملَ تمثيلٍ، وهؤلاء عرفهم العهدُ النبويُّ والسلفُ الصالحُ، بعلمائهم وحكامهم وشعوبِهم.

أما الواقع الآن فهو يصفُ أمّةً تنسَبُ إلى الإسلامِ شكلاً لا مضمونا، وقالَباً لا روحاً، أمةٌ لا تُطعِمُ ولا تُغيثُ، أمة تراقِبُ المجازر وتغض الطرف، وتبكي على الهواء ثم تمسح الدموع وتنثني، وتنددُ في المجامع والمؤتمراتِ ثم تتآمر مع أعداء الله من وراءِ حجابٍ .

وكأن الآيةَ الكريمةَ تصفُ أهلَ غزّةَ الآن: فهم مساكينُ، يتامى، وأسارى.. فمن يطعمهم لوجهِ اللهِ يا من يدَّعون أنهم أمةُ رسولِ اللهِ.. من يمدُّ إلى أفواههم المتشققةٍ جرعةَ ماءٍ تُنعِشُ أجسامهم المتهالكة؟ من يقذف في بطونهم الخاويةِ لقمة طعامٍ أو كسرةَ خبزٍ تساعدهم على التقلب في الأرض لا على الوقوفِ؟ من يرحم صرخاتهم التي بدأت عالية ثم أخذت في الانطفاءِ، أطفأ الله بصيرةَ كلِّ مسلِمٍ قادرٍ على مساعدتهم ولم يساعدْ؟!

نفتح كتابَ الله فنجد مشهداً إيمانيّاً ربّانيّاً في سورةِ الإنسانِ هو الذي كان من المفروضِ أن يتصف به المسلمون منذ نزول القرآن إلى أن تقوم الساعةُ، ثم نفتح الكتابَ المنظورَ فلا نجد إلا واقعاً إسلاميّاً تتقطّعُ لفظاعتِه ووحشيّتِه القلوبُ المومنة.

وعجبي ممن يلقي اللوم على الأمم المتحدة، أو على الدول الغربيّة التي أخذتْ إنسانيّتُها تضطربُ وتموجُ مما ترى، ثم يسكت عن المسلمين الذين يأكلون هنيئاً مريئا، ويعتلون فرشاً وثيراً، لا تتحرك لهم يدٌ وأموالُ الدنيا في جيوبهم. حين لم يكن على أرضِ مكّةَ مسلِمون تكفّلَ اللهُ بحمايةِ بيته من أبرهةَ. أما مع وجودنا فقد انتقلت المسؤوليّةُ إلينا لينظرَ اللهُ كيفَ نعملُ في هذه المسؤوليّةِ.

إنني لا أدندن حول الآية من أجل التأثر العاطفيِّ أو المشاركةِ الوجدانيّةِ فحسبُ، ولكن لأُذَكِّر المسلمين الذين انحرفوا عن نهج الله وتنكبوا طريقه المستقيم، أذكِرَهم بالميزان الإلهي الذي يقيِّمُ به إيمانَنا وأخوّتَنا وعلاقاتنا في هذه الظروفِ العصيبة علينا جميعا.. فما بقي لنا من الإسلام إلا الاسم ولا بقي لنا من الإيمان إلا الدعوى.

فاصطفّوا مع من شئتم أيها المسلمون، فالاصطفافُ الأكبرُ آتٍ آتٍ آتٍ.. وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.. أما أهلُ غزّةَ فإننا نعزي فيهم أنفسَنا باعتبارِهم شهداءَ عند الله، ونسليها بالصبر، ونواسيها بالتسليم.. إنك ميتٌ وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامةِ عند ربكم تختصمون.

فأعدّوا يا أيها المسلمون جوابكم لخصومكم الغزاويّين عندما يقوم الناس لرب العالمين، ويسمعون النداء الأعظمَ: لمن الملكُ اليومَ لله الواحدِ القهار، اليوم تجزى كلُّ نفسٍ بما كسبتْ لا ظلْمَ اليومَ... وأعدّوا جوابكم حينما يسألون ساخطين ناقمين: بأي ذنبٍ قتلتمونا وأنتم إخوانُنا في الله.

ربّنا لا تواخذنا باستخذائنا وضعفِنا، ربنا لا تواخذْنا بما فعلنا، ولا بما فعل السفهاءُ منا، ربنا اغفِرْ لنا وأدخلنا في رحمتك وأنت خير الراحمين.. آمين.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/218285

اقرأ أيضا