وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
ديما جمال.. أصغر فنانة فلسطينية (17 عاماً)، تعود أصولها إلى بلدة تفوح، غرب مدينة الخليل، بالضفة الغربية المحتلة، أظهرت مؤخراً إمكانيات مبدعة في ممارسة الفن التشكيلي، الذي تجد فيه وسيلة للتعبير عن آمال وآلام شعبها، وذلك من خلال إقامتها معرضاً خاصاً بها تحت عنوان: "ريشة فنان"، حيث استطاعت ديما أن تبرز الهوية الفلسطينية والتراث الفلسطيني من خلال لوحات رسمت بتقنيات وأساليب مختلفة. ورغم صغر سنها، إلا أنها استطاعت أن تلفت انتباه من حولها، فتجد في أعمالها الجمال الطفولي، والحياة التي تشع من قلب اللوحات وكأنها تتكلم، وبإمكان المشاهد أن يستمع لحكاية لوحاتها دون أن تتكلم، فقط بألوانها وفنية رسمها العفوي الجميل.
وعن مسيرتها الفنية، تحدثت ديما لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "ثماني سنوات.. كانت كفيلة بإتقان وتطوير موهبتي في الفن التشكيلي بشكل فردي، دون الحاجة إلى دورات تدريبية، فكانت البداية من لوحات منطفئة باللون الأسود إلى عالم مليء بالألوان"، مضيفة: "لقد كان الصراع الأكبر شغف الرسم أثناء الدراسة، يد تحمل الكتاب، ويد تحمل فرشاة الرسم، معادلة التعليم والفن كانت مختلفة، ولكن الإجابة هي النجاح".
وقالت ديما لوكالتنا، "لم أكتف برسم اللوحات ووضعها في مكان مهجور ترافق العناكب، بل شاركت بعدد من المعارض الفنية، لكن إيماني بالوصول لمرحلة انتقالية كاملة في مجالي الفني، وأنا مازلت طالبة ظل يراودني، لذلك بذلت كل جهدي للوصول مهما كان الطريق مليئاً بالعثرات، لقد كان وقوعي في الفن وقوعاً عميقاً لم أعرف الوسطية يوماً، فافتتحت معرضي الخاص الذي يحمل عنوان: "ريشة فنان"، وكان سبب اختياري لهذا العنوان هو احتواء المعرض على لوحات تتضمن الفن والخط العربي".
الكتابة بالريشة وتحديد الهوية
وأضافت "اعتاد العرب على الكتابة بالريشة، لذلك حاولت من خلال معرضي التنويع، بلوحات رسمت بتقنيات وأساليب مختلفة، تطرح أفكاراً عن القضية الفلسطينية والبوصلة التي تتجه نحو فلسطين، وتمكنت من إبراز الهوية الفلسطينية بأسلوبي"، موضحة "تنوعت مواضيع لوحاتي في المعرض وكان منها: دور المرأة الفلسطينية في المجتمع، وارتباط الإنسان بالطبيعة، والنظرة الوردية للحياة، وشخصيات فلسطينية (الشهيد إبراهيم النابلسي، المطرب الفلسطيني محمد عساف، القائد الراحل ياسر عرفات)، تراث فلسطين، خريطة فلسطين بأكثر من تقنية حيث تم تشكيلها بحروف اللغة العربية والزجاج، مقتطفات عن مدينة يافا، حيث جمعت لوحة يافا (جامع يافا الكبير وشاطىء يافا ومحصول البرتقال)، والرسم الحر".
وختمت الفنانة ديما جمال حديثها لوكالة القدس للأنباء بالقول: "وُصِفت لوحاتي بالطابع الفني المتمرد.. أحلامي بكل قوتها، إلا أنها كانت مرتبكة، ماذا لو احترق المحصول قبل الحصاد؟! الكثير من هذه الاسئلة لو أعطيتها أهمية وأخدت المساحة المرجوة، كانت ستلتهم كل ذرات الأمل، لذا كان هدفي أن أحلم بالمستحيل، وأحمد الله على ما وصلت إليه". وفي نهاية حديثها، أكدت أن "المعرض حصد نجاحاً كبيراً من اللحظة الأولى، و كان شيئاً غريباً ومبهراً لجميع الحضور، فالوصول للعالمية بإبراز الراية الفنية أمرٌ لا بد من حدوثه في مجتمعات تدرك الفن".