/مقالات/ عرض الخبر

ماذا وراء نشر "إسرائيل" خرائطها التاريخية؟ ....

2025/01/13 الساعة 04:32 م

آلاء الغزي

 أثارت خريطة "إسرائيل التاريخية" التي نشرتها حسابات رسمية "إسرائيلية" على منصات التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، "ومنها ما يعود لوزارة خارجية الكيان" غضباً عربياً واسعاً، فيما "ندد" كل من الأردن والإمارات والسعودية بهذه الخرائط التي تضم مناطق من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، إضافة إلى الأراضي الفلسطينية، والتي تتزامن مع دعوات "إسرائيلية" لضم الضفة المحتلة إلى كيان العدو.

وتتضمن الخرائط المزعومة التي يروج لها الجانب "الإسرائيلي" مناطق كانت في الماضي جزءا من فلسطين التاريخية او الأراضي الفلسطينية المحتلة مع الإشارة إليها كجزء من "إسرائيل" والذي يؤكد على نوايا سلطات الاحتلال في تكريس احتلالها والاستمرار في الاعتداءات السافرة على سيادة الدول العربية، وانتهاك القوانين والأعراف الدولية.

نفى ديفيد منسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، لقناة «الحرة» أن تكون لإسرائيل «أى مطالب تتعلق بالأرض من الدول المجاورة لها".

كما أكد شيمون شتريبت، الوزير الإسرائيلى السابق، أستاذ القانون الدولى، للقناة الأمريكية نفسها، أن الخريطة ليست واقعية، ولا تعكس أى خطط "إسرائيلية" فى التوسع، لكنه لم ينكر وجود أحلام من هذا النوع لدى شرائح عديدة فى "إسرائيل".

أما جورد ونجراى، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى السابق لشؤون الشرق الأدنى، الأستاذ فى كلية إليوت لشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، فرجّح أن يكون نشر هذه الخريطة، الآن، محاولة من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" لمغازلة أعضاء تحالفه من اليمين المتشدد أو المتطرف.

بات متكررًا أن يظهر مسؤولون "إسرائيليون" وهم يحملون خرائط في مؤتمرات صحفية أو محافل دولية، تكشف عن نيات دولة الاحتلال التوسعية،  أو على الأقل رغبتها فى استيطان ما تبقى من الأراضى الفلسطينية،  وقد سبق وظهر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" حاملًا خريطتين مزعومتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضى .

تصريحات قادة الكيان، وأوهامه، لا تتوقف عند مسألة بالتوسع.. فنتنياهو خرج على منصة الأمم المتحدة عارضاً خريطة تظهر فلسطين التاريخية، بما يشمل الضفة وغزة والجولان على أنها «دولة إسرائيل»، كما أن أفعالهم تتطابق مع أقوالهم، حول ضرورة إنهاء القضية الفلسطينية، بطرد الشعب وتهجيره بأي طريقة كانت، حتى لو بإبادته وضربه بالنووي، وهذا ما نراه واقعاً في غزة التي يُحرق أطفالها ونساؤها يومياً، والضفة التي تستبيحها قوات الاحتلال، وتقتل أهلها كيفما شاءت، في ظل غياب أي رادع قانوني أو أخلاقي يلجمها ويوقف عدوانها.

مقابل وضوح المواقف "الإسرائيلية" المتبنات من قبل بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية، اكتفت بعض الدول العربية بييانات الادانة على استحياء، من بينها، الخارجية الإماراتية، والسعودية، والأردنية، وسلطة رام الله.

واعتبر المين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن "نشر الخرائط المزعومة ليس تصرفا عابرا".

كما أوضح ايو الغيط أن "هذه الخرائط ليست سوى ترجمة لنوايا شديدة التطرف تضمرها حكومة تُمثل خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة وعلى التعايش السلمي بين شعوبها".

وحذر من أن "تغافل المجتمع الدولي عن مثل هذه المنشورات التحريضية والتفوهات غير المسؤولة يُهدد بتأجيج مشاعر التطرف والتطرف المضاد من كل الأطراف".

الأمر لا يتوقف على الأحلام فقط، إذ أن عمليات الضم تسير على قدم وساق بكل المناطق، ولا سيما في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والراضي السورية المحتلة، وجديدها مواقع في جبل الشيخ وامتدادها على بعد 15 كيلومترا من العصمة السورية دمشق،  في ظل صمت عالمي مطبق أمام أعتى الجرائم، إذ تعتقد "إسرائيل" أنها لن تُواجه من أحد مهما تغولت أو فعلت، مع تواطؤ حكومي غربي وعربي لا مثيل له، للإبادة الجماعية على امتداد الأرض الفلسطينية، ولا سيما في غزة، التي تتصدى بكب قوة لربادة الجماعية التي تديرها وتسلحها وتمولها وتغطيها الإدارة الأميركية الراحلة والأتية!

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/212033

اقرأ أيضا