/مقالات/ عرض الخبر

معاريف: ما الذي تحاول السلطة الفلسطينية تحقيقه قبيل “الإبراهيمية” المقبلة؟

2023/09/12 الساعة 10:05 ص
مفاوضات ع الواقف.. ماذا سيقبض عباس ثمن  التطبيع السعودي ؟..
مفاوضات ع الواقف.. ماذا سيقبض عباس ثمن التطبيع السعودي ؟..

وكالة القدس للأنباء - متابعة

وصل إلى السعودية في الأسبوع الماضي وفد من (سلطة رام الله) بهدف البحث مع النظام السعودي، وللدقة مع ولي العهد محمد بن سلمان، في إنجازات فلسطينية محتملة نتيجة لإقامة علاقات بين السعودية و"إسرائيل".

في خلفية الأمور نشاط أمريكي حثيث في هذا الشأن، رغم نفيها، بأن اختراقاً بين القدس والرياض متوقع قريباً. رغم التقارير في وسائل الإعلام العربية، يبدو أن السعودية معنية بالتقدم. وعلم أنها مستعدة للتخلي عن موقفها التقليدي الذي يشترط ألّا يتحقق التطبيع مع "إسرائيل" دون تحقيق حل الدولتين، وإن كان من غير المعقول أن توافق على الوصول إلى اتفاق مع "إسرائيل" دون أن يتضمن إنجازات من الفلسطينيين، بما فيها زيادة سيادتهم في “يهودا والسامرة” (الضفة الغربية المحتلة).

في هذا الإطار، طرح الفلسطينيون اقتراحات بأن تؤيد الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وتعيد فتح قنصليتها في شرقي القدس، وتلغي تشريعاً في الكونغرس يعرف السلطة الفلسطينية كمنظمة إرهابية. إضافة إلى ذلك، اقترحوا أن تؤيد واشنطن نقل أراض من المناطق “ج” من السيادة "الإسرائيلية" إلى سيادة فلسطينية، وهدم بؤر استيطانية غير قانونية. وكالمعتاد، طالبوا بالعودة إلى خطوط 67. هذه هي مطالب بالحد الأقصى وبعيدة الأثر. وسبق أن علم أن محافل رفيعة المستوى في الإدارة ردتها، وأوصت الشرطة بتقليصها كثيراً.

الموقف الفلسطيني الدائم هو المعارضة الحادة لكل تطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية، لأن معناه فقدان قبضة الخنق التقليدية على علاقات "إسرائيل" مع العالم العربي، في ضوء معارضتهم لإنهاء النزاع مع إسرائيل. هكذا وجه الفلسطينيون بعد الإعلان عن “اتفاقات إبراهيم” نقداً حاداً للغاية تجاه الإمارات والبحرين، ولم يترددوا في حينه في أن يرفعوا العلاقات معهما إلى مستوى الأزمة العميقة، التي لم تحل بعد. إضافة إلى ذلك، سبق لأبو مازن أن رفض طلب بن سلمان الموافقة على إقامة علاقات بين السعودية و"إسرائيل"، وأثار عليه غضب ولي العهد السعودي.

وعليه، يبدو أن الفلسطينيين يتخذون هذه المرة نهجاً مختلفاً؛ فهم يدركون بأن ليس بوسعهم وقف “قطار التطبيع”، وثمن نزاع علني قاس وطويل مع بن سلمان غال عليهم. وبالتالي، سيحاولون انتزاع إنجازات بعيدة المدى وثابتة من التطبيع، لا تتيح لإسرائيل أو للولايات المتحدة التراجع عنها.

يبدو أننا الآن على شفا تغيير دراماتيكي في الآلية الإقليمية. فإقامة علاقات بين "إسرائيل" والسعودية ستنهي النزاع العربي "الإسرائيلي" (لكن ليس النزاع الفلسطيني – "الإسرائيلي") بحكم الأمر الواقع، وستخلق فرصاً اقتصادية هائلة "لإسرائيل".

الأمر واضح للفلسطينيين كالشمس. لذا فإنهم يعارضون قدر استطاعتهم. ليس في نيتهم إنهاء النزاع مع "إسرائيل"، الذي يشكل هويتهم ومصدر دخل دولي. من ناحيتهم، فإن إنهاء النزاع لن يأتي إلا عندما تهزم "إسرائيل" عسكرياً، لا سمح الله، أو تتفكك من الداخل.

-------------------

الكاتب: أوفير جندلمان

المصدر:  معاريف

التاريخ: 11/9/2023

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/197508

اقرأ أيضا