بقلم: ندى أحمد*
تتحضر السلطة الفلسطينية بحاميها ومَن فيها حالياً لرحلتها الرياضية الجماعية. ويقوم في هذه الأثناء أعضاء الوفد الـ(40 نفراً) بتوضيب شنطهم للانطلاق الى المشاركة في كأس العالم لكرة القدم الذي يقام في دوحة قطر، وقضاء الفترة من 19 الى 26 تشرين الثاني 2022.
وبحسب الوثائق التي تم تسريبها على بعض وسائل التواصل الإجتماعي، فإن الوفد المرافق "لسيادة رئيس السلطة الفلسطينية"، أي محمود عباس الشهير بـ"أبو مازن"؛ يتألف من 40 شخصاً هم عائلة الرئيس بدءاً من حرمه التي تتصدر الفريق. وبطبيعة الحال تشمل القائمة وفداً رسمياً هم معالي الوزراء المقربين من سيادته: حسين الشيخ وماجد فرج وجبريل الرجوب. أما بقية الوفد المرافق فهم عبارة عن: أولاد "سيادة الرئيس" وأزواجهم مع الأحفاد والحفيدات، السكرتير الخاص للسيد الرئيس وبعض الدبلوماسيين. ويطول هذا الوفد لتشمل القائمة في صفحتها الثانية طبيب السيد الرئيس الخاص وطبيب إحتياطي وممرض وعدد من أفراد الأمن الخاص، إضافة للمصور التلفزيوني والمصور الفوتوغرافي الخاصان بسيادته، و7 أفراد من الحرس الرئاسي الشخصي... إنتهت القائمة.
كما وتظهر إحدى الوثائق المسربة، إيعازاً الى الصندوق لصرف مبلغ ثلاثمائة وخمسة عشر ألفاً وستمائة (315.600) ريال قطري، تحوّل للسفارة الفلسطينية في الدوحة، كبدل لإقامة الوفد والطيارين. ويعادل هذا المبلغ 79 ألف و500 دولار أمريكي، تظهر جلياً في فاتورة مسربة لفندق "الريتز كارلتون بإسم "سفارة دولة فلسطين"، وذلك عن إقامة الوفد للفترة ما بين 16 الى 26 تشرين الثاني 2022. وبذلك تشمل مدة الإقامة في قطر المشاركة في كأس العالم والسياحة لبضعة أخرى من الأيام المقتطعة من القضية بما فيها ولكنه حتماً يعنيها.
وكما نعلم جميعاً، علم اليقين دون أدنى مجال للتخوين، فإن سيادة الرئيس ومن حوله من سياسيين يحملون همّ القضية الكروية فوق رؤوسهم؛ فهم يعانون أرق متابعة شؤون الدولة والعباد في تلك المساحة المقتطعة من فلسطين الأبية. دون أن ننسى ذكر الضغط النفسي والمعنوي للحفاظ على أمن ما يُسمى بدولة "إسرائيل" من خلال التنسيق الأمني. هذا التنسيق اللعنة الذي يدفع ثمنه أبناء شعبنا الأشاوس وخيرة شبابنا لا سيما أبطال كتيبة جنين وعرين الأسود، وكافة الكتائب المسلحة.
وبناءاً على ما أنف ذكره، نحن أبناء الشعب المسكين نسجل للتاريخ بأننا لم نتنازل عن أموالنا المنهوبة في جيوب السلطة بمن فيها ويحميها، ولم نتبرع لهم بأموال أسرانا وأيتامنا وحقوق عوائل شهدائنا لقضاء حاجتهم من الترفيه في دولة قطر. وبالتالي فإن الكرة الآن في ملعب الرئيس تنتظر ركلة الحفيد في أحد مرامي دولة قطر.
وعليه، نتساءل: اذا ذهبت مقامات "دولة فلسطين" من الرئيس الى السياسيين وذوي المناصب الأساسية في "الدولة" برحلة سياحية كروية، فمن تركوا وراءهم في مقر الرئاسة الخالي الوفاض لمدة عشرة أيام؟ ومن بقي في الضفة الغربية المشتعلة ذات الإحتلال المزدوج؟ أستذكر هنا أغنية للراحل العملاق وديع الصافي تقول: داري يا داري يا داري .. صرخة صدى مهجور مرسوم في كل جدار..
وهنا اللهم لا إعتراض، فشأنكم أن تسافروا وتتركوا الدار وإن شئتم أن لا تعودوا وتهجروها فكونوا على هواكم، فواللهِ لن نكسر خلفكم إلا ألف جرة ونمزق كل كرات أقدام هذا العالم الذي داس على قضيتنا ولم ينصفنا يوماً.
دعونا نجلس الآن ونشخص أنظارنا الى التلفاز لنشاهد أين سيجلس محمود عباس ووفده في الإستاد، وهل تُراه وضع علم فلسطين على المقعد الملاصق له ليحجزه لشريك التنسيق الأمني؟!
وعجبي!
*الولايات المتحدة الأميركية