/الصراع/ عرض الخبر

في ذكراه الأولى

المجاهد "محمد شعت" .. صمت عن الكلام وأبدع في الميدان

2015/08/20 الساعة 07:01 ص
المجاهد محمد شعت
المجاهد محمد شعت

الثامن عشر من أغسطس للعام 2014 وفي خضم الهجمة البربرية والتخبط العسكري الصهيوني الذي تجلى بأوضح صوره في هجمات الطيران الحربي بأثقل صواريخه على تجمعات مدنية وملاهي أطفال خلال معركة "البنيان المرصوص"، انهالت صواريخ الغدر صوب ديوان عائلة شعت الذي نزحوا له من براثين النيران العشوائية التي طالت كافة المناطق الشرقية للقطاع .

 حصدت الهجمة الغادرة في حينها روح الشهيد محمد عبد الحميد شعت، أحد أبطال الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، وأبناء خاله الثلاث "أحمد ومحمد وأمجد" سامي شعت، الذين كانوا يتبادلون أطراف الحديث بعد الانتهاء من صلاة العشاء .

نشأته

ولد الشهيد محمد عبد الحميد محمد شعت  بتاريخ 4/10/1985م،  في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة لأسرة فلسطينية مجاهدة حملت عبء رعاية وإعداد أبنائها التسعة (خمسة أبناء وأربع بنات) وكان الشهيد البكر في البنين.

ليتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الشيخ جبر، قبل أن ينتقل إلى مدرسة معن الابتدائية بعدما انتقلت عائلته للعيش في منطقة "المنارة"، ودرس الإعدادية في مدرسة البرش، ثم درس الثانوية في مدرسة كمال ناصر، والتحق بجامعة القدس المفتوحة، لكن لم يكمل مشواره التعليمي، بسبب انشغاله في العمل مع والده في مهنة الحدادة .

ورزق الله محمد بعد الزوجة الصالحة بطفلين هما (سلوى "5 أعوام" ، وعبد الحميد "عامين")، وتقول والدته الصابرة المحتسبة: "مصابنا بفقدان محمد كان عظيما وموجعا، ولكن الحمد لله الذي من علينا وعلى والده وأشقائه بالصبر، وأبقى لنا من نسل محمد سلوى وعبد الحميد لتبقى رائحة الشهيد تسكن بيننا ".

مشوار الجهاد

ومع اشتعال فتيل انتفاضة الأقصى الثانية وتطور العمل العسكري ضد العدو سارع الشهيد محمد للالتحاق بركب مجاهدي "سرايا القدس" فكان من بينة النخبة الأولى التي تشارك ضمن وحدة الرصد والاستطلاع لتحديد أهداف دقيقة وموجعة.

والتحق الشهيد محمد بوحدة الاستشهاديين التي تلقى خلالها تدريبات عسكرية مكثفة وقوية وشارك في العديد من العمليات الفدائية التي تتحفظ "سرايا القدس" على تفاصيلها، بالإضافة إلى العديد من المهام القتالية التي تمثلت بزرع العبوات لآليات العدو على طريق "موراج".

 وتؤكد والدة الشهيد محمد أن نجلها كان شديد الكتمان حول عمله العسكري ومهامه المناطة به، مضيفة: "لم يكن محمد يتحدث بأي حرف حول طبيعة العمل أو أنه خارج لمهمة عسكرية وفي الكثير من الليالي كنت أذهب ليلاً لتفقده فلا أجده وأبقى أنتظر عودته، وأول ما يطلبه مني فور عودته أن لا أخبر أحداً وأن أبقي الأمر بيننا".

 وتوضح الوالدة المكلومة أن "محمد كان بعد فراق كل شهيد من أصدقائه ورفاق دربه في مشواره الجهادي يعود إلى البيت في حالة صعبة، ويمكث في غرفته على سجادة الصلاة يلهج بالدعاء بأن يتقبل الله صديقه ويجمعه به".

وتقول: "تمنى محمد للشهادة وعمله الجاد من أجل نيلها كان يهيئنا لاستقبال هذا النبأ ولكن هذا لم يمنع من مكوث الحزن في قلوبنا لحظة سماع الخبر"، معربة عن ثقتها بمجاهدي السرايا وكافة الفصائل المخلصة في أرض فلسطين التي ستواصل السير في ذات الدرب.

ذكرى للأجيال

وفي الذكرى السنوية الأولى أقدمت عائلة شعت على احياء الذكرى وتخليدها للأجيال القادمة من خلال إنشاء نصب تذكاري للشهداء عبارة عن بلاطة رخامية تحمل أسماء الشهداء وتاريخ وطريقة الاستشهاد في ذات المكان الذي ارتقت ارواحهم فيه، كما قام أبناء العائلة بزراعة أربعة أشجار زيتون تحمل كل شجرة اسم أحد الشهداء.

 ويقول رمزي شعت خال الشهيد محمد وعم الأشقاء الثلاثة محمد وأحمد وأمجد الذين ارتقوا في ذات القصف :"الذكرى أليمة والفراق قاسٍ حين اختطف من بين ظهراننا مجموعة شباب بوقت واحد، ونتمنى أن يتقبلهم الله ".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/78535

اقرأ أيضا