وكالة القدس للأنباء - متابعة
أكد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، أن "الدكتور رمضان عبد الله شلح رحمه الله كان قائداً كبيراً، ترك بصمة مميزة على طريق المقاومة، وفي مواجهة المشروع الصهيوني، حيث أصبح الأعداء يحسبون ألف حساب لسرايا القدس التي استطاعت مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، أن تثبت توازن رعب، على الرغم من تواضع الإمكانيات، مقابل الترسانة العسكرية الهائلة التي يمتلكها عدونا".
كلام عطايا جاء خلال مشاركته في حفل تأبين فقيد الأمة الدكتور رمضان عبد الله شلح، في منطقة سبلين في إقليم الخروب، فقال: "في هذه المناسبة نستذكر ذلك القائد المبدع الذي استطاع أن يغير مجرى التاريخ في المقاومة وفي المواجهة مع العدو الصهيوني.. فسرايا القدس اليوم باتت أقوى من أي وقت مضى، وبات العدو الصهيوني يحسب لها ألف حساب".
وأضاف: "عندما نتحدث عن فقيدنا الغالي وقائدنا الحبيب الدكتور رمضان، رفيق درب الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي الذي أرسى دعائم هذا المشروع الجهادي من أجل تحرير فلسطين، لا بد أن نستحضر إنجازاته بعد تسلمه المسؤولية وحمله الأمانة. حيث أوصل حركتنا إلى هذا المستوى من التطور والتقدم في المجال العسكري وفي مجالات شتى، قبل أن يترك الأمانة إلى مهجة قلبه القائد الكبير الأستاذ زياد النخالة حفظه الله، الذي انتخب أمينًا عامًّا لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ليتابع مسيرة الجهاد والمقاومة، ويواصل درب من سبقه بإضافة نوعية على نهج الحركة ومصداقيتها، فيعلي شأنها، ويرفع مكانتها، ويثبت شجاعة عالية في اتخاذ القرارات، وجرأة فريدة في حسم الخيارات، مما أرعب قادة العدو وجنوده".
وتابع عطايا: "لقد ظن العدو الصهيوني أنه باغتيال الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي سينهي حركة الجهاد، وإذ بها تزهر نباتًا مختلفًا ألوانه، وتؤتي أكلاً طيبًا، وينبلج فجر جديد بأمينها العام الراحل الذي قاد هذه المسيرة لسنوات طويلة، واستطاع أن يكون رجل المرحلة بامتياز، على مستوى الأمة، وأن يكون القائد المفكر والسياسي المثقف، وأن يكون وحدويًّا بشهادة الجميع. فقد كان حريصًا كل الحرص على وحدة الكلمة ووحدة الموقف ورص الصفوف في مواجهة المشروع الصهيوني. وقد بذل جهدًا كبيرًا لرأب الصدع بين فصائل المقاومة الفلسطينية ومكونات شعبنا بمختلف أطيافها، حتى نستطيع أن نطلق مقاومة شاملة وانتفاضة عارمة في كل مكان على أرض فلسطين المحتلة، لترتفع راية الجهاد خفاقة، ويندحر الاحتلال عن أرضنا المباركة إلى غير رجعة، لأنه لم يكن ليستمر هذا الاحتلال لولا انقسامنا البغيض، ولولا تشتتنا وتفرقنا وتمزقنا، ولولا ابتعادنا عن مبادئنا وتضييعنا الوقت طويلاً بعيدًا عن مشروع المقاومة والتحرير".
ودعا ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، إلى "الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة لمواجهة المؤامرات الأمريكية والغربية، وأذيالهم من بعض رؤساء وملوك الأنظمة العربية المتواطئة معهم لمصلحة المشروع الصهيوني ضد القضية الفلسطينية، والذين باعوا القدس وباعوا فلسطين بثمنٍ بخسٍ ودراهم معدودة، بل قدموا للأعداء بيت المقدس وأكنافه على طبق من ذهب ودفعوا فوق ذلك أموالاً طائلة إرضاءً لأسيادهم وحماية لعروشهم، فبئس الزعماء والقادة وبئس ما فعلوا، لقد نُكست رؤوسهم وخسروا الدنيا والآخرة".
وختم عطايا كلامه معاهداً القائد الراحل أبا عبد الله على "مواصلة الجهاد والمقاومة حتى تحرير كل ذرة تراب من أرض فلسطين، وحتى تحرير القدس والمسجد الأقصى وكل المقدسات، وحتى تحرير كل قطرة ماء من مياه فلسطين، وكل متر من جغرافية فلسطين، وكل حرف من تاريخ فلسطين، وكل أسير من سجون الاحتلال...
إننا مطمئنون وعلى يقين تام بأنه لا يمكن لأي قرار من رئيس أمريكي أو أي رئيس آخر أو أي شخص مهما كان شأنه، أن يغير ويمحو معالم فلسطين ومقدساتها؛ لا قرار الضم، ولا قرار اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ولا أي قرارٍ تهويدي لفلسطين، ستكون له أية قيمة أمام شعبنا المضحي والمعطاء، كل ذلك سيزول وينتهي بفعل بواسل المقاومة وأبطال الانتفاضة.
وها هي ملامح هزيمة العدو باتت واضحة للجميع، وملامح نصرنا ظاهرة للعيان، وإننا على موعد مع النصر القريب، على أمل أن نكون معًا ويدًا بيد، لننال شرف التحرير والعودة إلى ديارنا بإذن الله تعالى، لأنه لا مكان للشعب الفلسطيني إلا فلسطين، ولا مكانة للعرب بلا فلسطين".
