وكالة القدس للأنباء - متابعة
في وقت تواصل فيه السلطات المغربية اعتقال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة اللتطبيع، لاعتراضه على مشاركة شركات صهيونية في معرض التمور في منطقة أرفود المغربية، تستقبل المملكة التي ترأس "لجنة القدس" بين الخامس عشر والسابع عشر من تشرين الثاني الجاري فريقا مدعوا للمشاركة في الدورة الخامسة لمنتدى القادة الشباب، وهي المشاركة التي اعتبرتها الحملة المغربية لمقاطعة إسرائيل BDS (المغرب) «تطبيعاً واضحاً ومحاولة لإظهار دولة الاحتلال، الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي، وكأنها شريك طبيعي في منتدى يعقد في المغرب، حيث غالبية شعبنا ترفض التطبيع بالمطلق» ودعت المنظمة الشباب المغاربة لمقاطعة هذا النشاط.
المشاركة الإسرائيلية
وكشف بلاغ للحملة المغربية، أن المشاركة "الإسرائيلية" هي الأولى في هذا المنتدى رغم أنه يعقد للمرة الخامسة بمدينة الصويرة، برعاية السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي بالمغرب، وجاءت المشاركة "الإسرائيلية" في هذا المنتدى في نداء أطلقته سفارة فرنسا في تل أبيب بقصد تشجيع "الإسرائيليين" من الناطقين بالفرنسية على التسجيل والانضمام.
ويدعو النداء الذي أطلقته السفارة «الشباب الإسرائيلي ممّن يتراوح سِنُّهم بين 18 و25 سنة ويفهمون اللغة الفرنسية جيداً لتقديم ترشّيحاتهم من أجل المشاركة في الدورة الخامسة لمنتدى القادة الشباب، وموضوعها «الالتزام والشّراكة من أجل مواطنة جديدة»، وهي من تنظيم سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي بالمغرب»، ويذكر أن السفيرة الفرنسية، هيلين لوغال، كانت سفيرة لدى الكيان الصهيوني قبل تعيينها سفيرة بالمغرب قبل عدة أسابيع.
واعتبر مناهضو التطبيع أنه بهذه الدعوة «تمنح السفارة الفرنسية نفسها الحق، رغم أنها ضيفة على المغرب، بأن تدعو إلى الأراضي المغربية شباباً "إسرائيليين" في سن الخدمة العسكرية ضمن جيش احتلال يمارس يوميّاً جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، بالذات في غزة والقدس، أي أشخاص عملوا بالأمس القريب أو سيعملون قريباً على الخطوط الأمامية لِحرب استعمارية وإحتلالية مستمرّة على الشعب الفلسطيني».
واستنكرت «BDS» أن تقوم السفارة الفرنسية باستضافة شبان "إسرائيليين" على أرض المغرب، «حيث إن موقف الشعوب المغاربية عامة والشعب المغربي خاصة ثابت تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود، كما أننا نرفض قطعاً أن تتعامل السفارة الفرنسية مع نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري "الإسرائيلي" كدولة «أمر واقع»، وتقوم بفرضها على الشباب المغاربة للتعامل معها»، مضيفة: «يبدو أن السفارة الفرنسية في المغرب بحاجة للتذكير بأن عهد الاستعمار قد ولّى".
الحملة الفلسطينية
واعتبرت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (وهي جزء من أكبر تجمع يمثل المجتمع المدني الفلسطيني ويقود حركة المقاطعة BDS عالمياً) أن هذا التجمع «تطبيع فاضح مع نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني "الإسرائيلي" وغضّ طرفٍ عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني». ودعت جميع الأطراف المعنية «للضغط السلمي من أجل إلغاء دعوة الإسرائيليين ومقاطعة المنتدى إذا لم يتم التجاوب مع هذا الطلب، كما دعت السلطات المغربية إلى "منع الإسرائيليين من الدخول إلى التّراب الوطني".
من جهة أخرى، عبر حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي المعارض عن تضامنه مع الناشط أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع وعضو السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والذي اعتقل، السبت الماضي، على خلفية أحداث الاحتجاجات التي شهدها معرض التمور بالراشيدية، ضد مشاركة فعاليات "إسرائيلية".
وأكد بلاغ للحزب، أنه يتابع بقلق ما تعرض له ويحمان «من تعنيف ومتابعة قيد الاعتقال بسبب قيامه بواجبه الوطني والنضالي في التصدي لمشاركة شركة صهيونية في معرض التمور بالراشيدية». ونبه إلى خطورة «سياسة التطبيع المنتهجة مع الكيان الصهيوني ضد القرارات العربية الرسمية التي التزم بها المغرب وضد التزام الشعب المغربي بكل مكوناته بالدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، معبراً عن إدانته «بشدة لهذا الاعتقال، ويطالب بإطلاق سراح رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الدكتور ويحمان فورا".
وكان ويحمان قد سافر من الرباط إلى أرفود قاطعاً 700 كيلومتر وهو يسوق سيارته الخاصة، من أجل الحضور في معرض التمور وكشف حقيقة الحضور "الإسرائيلي" فيه، حيث بعد دخوله للمعرض بدأ في تسجيل فيديو يتحدث فيه عن مشاركة الشركة "الإسرائيلية" «نيطافيم» في المعرض، قبل أن يتفاجأ بيد تنزل عليه وتبدأ ضربه، ويسقط أرضاً تحت الركل، قبل أن يرد على ما تعرض له من «إهانة» بالضربة التي وثقتها السلطة في شريط فيديو تناقلته بعض وسائل الإعلام.
(المصدر: القدس العربي)