/مقالات/ عرض الخبر

بعد إعلان نتنياهو حدود "إسرائيل الكبرى" هل يستيقظ العالم العربي من غيبوبة "السلام" وأكاذيب التطبيع

2025/08/24 الساعة 02:09 م
‘سرائيل الكبرى"
‘سرائيل الكبرى"

أسماء بزيع

في لحظة سياسية مشحونة بالدلالات، خرج مجرم الحرب، الصهيوني بنيامين نتنياهو ليكشف، بلا مواربة، عن ملامح ما أسماه بـ"حدود إسرائيل الكبرى"، التي تمتد – في خريطة رمزية – إلى أراضٍ فلسطينية وعربية تشمل الأردن وسوريا ولبنان ومصر، كاشفًا للعالم، وللعرب خصوصًا، حقيقة مشروع ظلّ يتخفّى لعقود خلف شعارات السلام وأوهام التسويات.

لم يكن إعلان نتنياهو مجرد تصريح عابر، بل هو صافرة إنذار مدوّية تعلن انتهاء مرحلة التضليل، وبدء مرحلة التهام ما تبقّى من الجغرافيا والهوية العربية تحت رعاية دولية وصمت إقليمي مريب. كما لم يكن مجرد تعبير شعوري؛ فقد تزامن مع قرار الكنيست "الإسرائيلي" قبل نحو 50 يومًا بضم الضفة الغربية المحتلة، ما جعل الخطاب يبدو بمثابة إعلان رسمي عن مشروع توسعي معلن، لا رفرفة طائشة في فضاء الكلام.

من كامب ديفيد إلى "أبراهام"… رحلة الخداع باسم السلام

منذ اتفاقيات كامب ديفيد مرورًا بأوسلو ووادي عربة وصولًا إلى اتفاقيات أبراهام، صدّرت الأنظمة العربية لشعوبها وهمًا اسمه "السلام العادل والدائم"، فيما كانت "إسرائيل" تُرسّخ واقعًا استيطانيًا على الأرض، وتبني جدارًا وراء آخر من القوة والسيطرة. اليوم، لم تعد الخريطة سرًا، ولم يعد التوسع مجرد طموح، بل صار خطة معلنة تتباهى بها "تل أبيب"، بينما تُستنزف الشعوب العربية في صراعات جانبية تُبعد البوصلة عن فلسطين.

التطبيع… من شعار التنمية إلى تكريس الاستعمار

لم يكن التطبيع يومًا "مشروع سلام"، بل كان، وما يزال، جسرًا يُمكّن الكيان من التغلغل اقتصاديًا وأمنيًا وثقافيًا في عمق المنطقة العربية. وها هي الحقيقة تنكشف: كل ما قيل عن "الفرص الاستثمارية" و "الاندماج الإقليمي" لم يكن سوى غطاءً لابتلاع الأرض، وفرض وقائع جديدة لا مكان فيها لدولة فلسطينية، ولا حتى لسيادة عربية حقيقية.

السؤال، والذي من المفترض أن يكون جارحًا: إلى متى يبقى العالم العربي في غيبوبة السلام المزعوم؟ هل من إدراك متأخر بأن كل التنازلات السابقة لم تُنتج إلا مزيدًا من الغطرسة الصهيونية؟ هل يدرك القادة والشعوب أن السلام المبني على أكاذيب التطبيع لا يقف أمام مشاريع الاحتلال الواقعة؟ في الوقت الذي يلهث فيه البعض خلف أكاذيب التطبيع، يُعاد رسم خرائط المنطقة بدماء الفلسطينيين، وتُكتب وثيقة جديدة للاستعمار بأقلام عربية مُهرّبة تحت عنوان "المصالح المشتركة".

الفرصة الأخيرة قبل الانهيار الكامل

إن إعلان "حدود إسرائيل الكبرى" ليس مجرد استفزاز سياسي، بل هو تتويج لمسار طويل من الصمت والخضوع العربي. واليوم، لم يعد السؤال: هل يحق للفلسطينيين مقاومة هذا المشروع؟ بل هل يبقى للعرب أصلًا ما يدافعون عنه إذا استمروا في ترديد ترانيم السلام الزائف؟

إنها لحظة الحقيقة… فإما أن تصحو الأمة من غيبوبة التطبيع قبل أن تتحول إلى موت سريري، وإما أن نقرأ قريبًا على جدران التاريخ عبارة: "هنا كانت هناك أمة اسمها العرب".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/218800

اقرأ أيضا