/مقالات/ عرض الخبر

المهندس سليم حمادة (أبومسلم).. اسم بحجم فلسطين

2016/07/11 الساعة 08:49 ص
سليم حمادة "أبو مسلم
سليم حمادة "أبو مسلم

هيثم أبو الغزلان

وُلد سليم حمادة "أبو مسلم - "أبو أحمد"، في مخيم ثكنة "غورو" للاجئين الفلسطينيين في مدينة بعلبك شمال سهل البقاع في لبنان في العام 1960. وتعود أصوله إلى قرية "سحماتا" في الجليل الأعلى لقضاء مدينة عكا شمال فلسطين المحتلة. متزوج وأب لسبعة أبناء.

وقد شغِل سليم أحمد يوسف حمادة "أبو مسلم" مسؤوليات عديدة في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من بينها عضو مكتب سياسي، ومسئولًا وموجهًا لمؤسسة "مهجة القدس" منذ نشأتها حتى وفاته في العام 2012 بالإضافة إلى العديد من المناصب والمهام الحساسة في حركة الجهاد الإسلامي.

تولى أول مهمة تنظيمية في العمل المقاوم وكان عمره 13 عامًا وقتئذ..و يحمل شهادة الهندسة المدنية من جامعة بيروت العربية 1986. وقد عمل في شركات مختلفة كمهندس مدني في لبنان لسنوات عديدة حتى قرر التفرغ بالكامل للمشروع الجهادي.

وقد احتجزته قوات الاحتلال الصهيوني في العام 1982، في بلدة البرج الشمالي شرقي مدينة صور بلبنان أثناء قيامه بعمل جهادي مقاوم في جنوب لبنان.

وتعرّف "أبو مسلم" على الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي (الأمين العام الأول والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي) بعد إبعاده إلى جنوب لبنان في آب (أغسطس) 1988، وشكل ذلك انطلاقة نواة عمل جهادي في إطار حركة الجهاد الإسلامي على الساحة اللبنانية. ويعتبر أحد المؤسسين لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان استقطابًا وتنظيمًا. وكان على قائمة الاستهداف من العدو الصهيوني.

تعاطى سليم حمادة "أبو مسلم" مع القيادة بمفهوم إسلامي، ضمن حديث للنبي صلى الله عليه وسلم مع الأحنف بن قيس رضي الله عنه والذي ساد بني قيس، والذي قال له: "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة"، فقال الأحنف رضي الله تعالى عنه أهما خصلتان تخلّقت بهما؟ أو هما خصلتان جبلني الله عليهما؟ فقال صلى الله عليه وسلم "بل هما خصلتان جبلك الله عليهما".

والتزم سليم حمادة (أبو مسلم، أبو أحمد)، بالصفتين السالفتي الذكر وغيرهما مما لم نذكره. فهو إنسان مؤمن ملتزم بأمور دينه، ودائم الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، واستحضار مخافة الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة.

كما أنه قرن الإيمان بالعمل، وكان صاحب دعوة صادقة، وعمل نبيل للمحبة والمودة والرحمة لتكتمل دائرة التكامل والتعاضد في رضى الله تعالى وتثبيتاً لمسيرة الجهاد والمقاومة.

يقول عنه من عرفه عن قرب إنه كان شديد الحرص على الاستمرار في العمل ومتابعته رغم كل الظروف الصعبة، لأن هذا العمل هو عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى. فكان دائم الاستحضار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان دائم التكرار: "الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه"، ولذلك فإن من يعرفه يدرك جيداً أنه كان يركز على الإنجاز المؤسساتي، ووضع الضوابط الإدارية والمالية، فالإدارة عنده خط مستقيم لا مجال فيها للنوايا الحسنة. وقد وصفه أحد العارفين به بأنه "لا يجيد إلا لغة العمل، وترجيح لغة العقل العلمي والمعرفي، انطلاقاً من قناعاته الجهادية في العمل المنظم والمؤطر".

وتجسّدت الصفات القيادية لدى سليم من خلال البناء الرائع في "مؤسسة مهجة القدس"، التي ترعى أسر شهداء وأوضاع أسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وعائلاتهم، وذلك من خلال النظم والقوانين التي وضعها من أجل متابعة أوضاعهم وعدم ظلمهم أو التقصير تجاههم. ولذلك كان دائم الإحساس بالمسؤولية وعظمها، عبر تفعيل الأداء، والحرص الشديد على متابعة أسر الشهداء والأسرى والجرحى.

وهو كان حريصاً ودقيقاً ومتفانياً في عمله، ويعرف قيمة الوقت، والإنجاز المثمر، فتميز بالجدية والمهنية والالتزام، والحرص الشديد على وضع النظم والقوانين والالتزام بها.

كما تميز أبو مسلم بالطاعة والإخلاص الشديدين لقيادة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وعلى استمرار الأخوّة مع الجميع، والتحمّل والصبر، والأناة في التعاطي مع المشكلات التي تواجهه، والاستعداد الدائم للتراجع عن الخطأ إن حصل، لأنه كان يستطيع التحكم في نفسه وضبطها.

وافته المنية يوم الأحد الموافق 08/07/2012 في دمشق، إثر عارض صحي أليم، وعن عمر يناهز 52 عامًا قضاها مجاهدًا في سبيل الله، متفانيًا في خدمة قضية شعبه وأمته، فلسطين.

في ذكرى رحيله الرابعة إلى روحه الطاهرة سلام.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/95099