وكالة القدس للأنباء - خاص
الجهاد، لا يفرق بين رجل وإمرأة، لا يعرف صغيراً ولا كبيراً، وقد ذكر التاريخ القديم والمعاصر أسماء العديد من النساء، اللواتي جاهدن في سبيل قضايا أوطانهن، وشاركن في العديد من المعارك، ساندن الرجال، أسعفن الجرحى وبذلن ما بوسعهن لنصرة شعوبهن.
أم أحمد، نموذج عن المرأة الفلسطينية المجاهدة، المرأة التي كانت ومازالت حتى هذا الوقت تقدّم كل ما بوسعها في سبيل إسترجاع أرضها التي سُلبت منها. وقد روت لـ"وكالة القدس للأنباء"، حكايتها في نصرة الفدائيين الفلسطينيين، فقالت: "لمّا كان عمري 9 سنين، كنت أحضر كتير من الإجتماعات، وكان هدفها توعية الجيل الفلسطيني وتعريفه أن هذا البلد مش بلدنا وأنو العدو الإسرائيلي طردنا من بلادنا ولازم نواجهه بكل شي منملكو لنرجِّع أرضنا، وكانت هاي المجموعة إسمها (الأشبال)، وكانوا يزرعوا هالفكرة بعقولنا لإنو كان الأمل كبير بالرجعة إلى فلسطين، وما كنا نفكر إنو رح نطوّل لهلق" وتابعت قائلة: "بس صار عمري 12 سنة، صرت أشارك بدورات، تعلمنا على حمل السلاح و كيف نستخدمو، وكتير من البنات كانوا يتعلموا مش بس أنا، يعني هاي الشغلة ما كانت بس للرجال."
جمع التبرعات والحصول على السلاح
وعن سرية العمل الفدائي أضافت أم أحمد: "لما كانت تصير الإجتماعات عنا بالبيت، كنت كتير حريصة إنو ما حدا يعرف إنو عنا إجتماع، يعني كنت متل الحرس لحتى يخلص الإجتماع، وما حدا يدرا شو كان في، والعمليات الفدائية كمان كانت تصير بسريّة، فيروح الواحد يعمل عملية ويرجع بدون ما حد يعرف مين راح لوقت ما صارت الثورة علنية".
أما عن السلاح المستخدم بين صفوف الفدائيين قالت: "السلاح كنا نجيبو من سوريا، وكل وحدة معها ذهب كانت تتبرع فيه للفدائية، والنسوان الفلسطينيات كانت تبرم لتجمع منهن التبرعات، ليقدروا يشتروا لسلاح، ومجموعات تانية كانت تساعد الرجال من نقل السلاح من مكان لأخر،لإنو كل هدفنا الدعم وكل واحد على طريقتو، وحتى فيه أخوات كانت تعمل دورات بالإسعافات الأولية والتمريض، لتقدر تساعد الجرحى وتتطوع بالمستشفيات".
وأشارت أم أحمد إلى أن عملها كان في الشؤون الإجتماعية: "كنا نروح نعمل أبحاث عن أسر الشهدا والأسرى ونقدملن المساعدات الإجتماعية، وبهداك الوقت عملنا كتير من المشاريع، منها مشروع (الكنزة الفلسطينية)، بهادا المشروع كنت روح عند وحدة من الجيران مثلاً، كون واثقة فيها وعارفيتها ما بتحكي، فأحكيلا تشتغل هالكنزة ونقدمها لحدا من الفدائيين، وكانت كل وحدة تحيّك كنزة.وكان في مشروع تاني إسمو (هدية المناضل)، كمان شاركت فيه، كنا نبعت هدايا مع رسالة للفدائيين بالقواعد،
هي عبارة عن هدايا بسيطة، كل واحد حسب رغبتو وشو حابب يهدي الفدائي كتذكار وعربون محبة، وهاي الشغلات كانت ترفع من معنويات الفدائيين".
توصيل الأكل للقواعد
وعن سؤالنا إذا كانت أم أحمد تشارك في أخذ الأكل على القواعد أجابت: " أنا ما كنت آخذ أكل للفدائيين بس كنت أشارك بتحضير الأكل وكان في مجموعة من الأخوات مسؤولة عن توصيل الأكل للقواعد". وأضافت: "من المشاريع لشتغلت فيها كمان، مشروع إسمو (الفرنك)، هو عبارة عن صندوق، كان كل واحد يحط فيه المبلغ ليقدرعليه، وقدرنا بالمبلغ لجمعنا من هالمشروع، إنو نفتح روضة وكانت أول روضة ببعلبك".
وأثناء حديثنا معها تدخّل زوجها فقال: "ثورتنا غريبة، لإنو كل ثورة بتبدا من الأرض نفسها، إلا شعبنا الفلسطيني خاض ثورة من خارج الأراضي الفلسطينية". وأضاف: " المرأة الفلسطينية تعبت أكتر من الرجل، ويلها ولادها من جهة، ولادها لتربيهن وتقدمن شهدا، وويلها زوجها لكان ينام بالأيام والشهور برا البيت، ومع هيك كانت تجاهد وتساعد الفيدائية".
فمن حكمة الله تعالى أنّه خلق المرأة من ضلع آدم، فكانت سنداَ له في هذه الحياة، ومعينة له في الشدائد وبسواعدهم معاً، ستعود الأرض التي سلبتها منهم همجية العدو وكان السبب في تعرضهم للذل في الشتات.