/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

أم محمد :"شفت أطفالي عم بموتوا من الجوع فلجأت إلى حاويات القمامة"!

2016/05/12 الساعة 10:34 ص
c9617b138c5f320a83ff67b1e67b9a69
c9617b138c5f320a83ff67b1e67b9a69

وكالة القدس للأنباء - خاص

غاب زوجها فأخذت على عاتقها تربية أطفالها الصغار، في غرفة صغيرة أشبه بزنزانة لا تصلح للعيش الآدمي، لا تتعدى مساحتها ثلاثة أمتار وسقفها منخفض، لا تدخلها الشمس، هذه العائلة تفترش الأرض بين أكياس علب التنك المكدسة،  تجمعها في ساعات الليل المتأخرة من كل يوم، لتؤمن رغيف خبز  تقتات به وأفراد أسرتها.

وكعادتها تنتظر أم محمد الطراف، من مخيم شاتيلا قدوم الليل، لتخرج وأطفالها الثلاثة إلى زواريب المخيم، للبحث عن علب التنك وغيره من بقايا الخرضوات، هذا المشهد المثير كان يتكرر أمامي كل يوم، ما دفعني للإقتراب منها، والتعرف إليها، والإطلاع على الدوافع التي اجبرتها وصغارها على هذا العمل.

حلمي عودة أطفالي إلى المدرسة

"بعرف إنه الشغلة مش شغلتي، وأنا كتير بخجل من عيون العالم، وأنا عمبلم علب التنك، بس أنا مضطرة إنه أشتغل لحتى أطعمي أطفالي"، هكذا بدأت أم محمد حديثها لـ"وكالة القدس للأنباء" بصوت خافت يختزل المعاناة والقهر والظروف الصعبة التي تعيشها.

وأضافت أم محمد:" خمس سنوات مرت عليَ وأنا بجمع التنك في أزقة المخيم على مرأى ومسمع الجهات المعنية بالشؤون الإجتماعية، دون النظر إلى وضعي المزري أو والرأفة بأطفالي الصغار، فهم لا يعرفون سوى مساعدتي في جمع علب التنك وبيعها للحصول على شيء من المال لا يكفي لوجبة طعام واحدة".

وقالت:" كان حلمي أن أعلم أولادي وأدخلهن مدارس، بس وضعي ما بيسمح، ما في مصاري، وأنا بضطر إنه يخرجوا معي ويلموا تنك، لإنه ما فيني أتركهن بالبيت لوحدهن كونهم صغار".

ورأت أن "الشغل مش عيب، وأنا بشوف إنه الواحدة تشتغل هاك ولا إنه إتمد إيدها للعالم ، أنا وجدت أطفالي جوعانين وما كان معي مصاري لحتى أطبخلهن، ولا معي أدفع أجار الغرفة ، وحاولت أفتش على شغل أفضل بس الأولاد ما فيني أتركهن بالبيت لحالهن،  فاتسكرت كل الأبواب بوجهي فاضطريت إنه أشتغل هالشغلة،  لإنه ما فيني أشوف أطفالي عمبموتوا قدامي من الجوع وأقعد أتفرج عليهن".

أين أصحاب الخير والمؤسسات الإجتماعية ؟

تمنت إم محمد من أصحاب الخير بأن يلتفتوا لوضعها ويساعدوها ولو بشيء بسيط كي تستطع تربية أطفالها الصغار، وقالت وعينها تذرف دمعاً:" الحمل صار كتير ثقيل عليَ، بطلب المساعدة من أهل الخير". 

هذه عينة من العائلات الفلسطينية الفقيرة، التي اضطرتها الحاجة إلى نبش القمامة بحثاً عن وسيلة رزق، فيما "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" غارقة في تقليص خدماتها الإٌجتماعية والإنسانية، لتشكل بذلك عاملاً إضافياً مع الزمن الصعب، لحرمان اللاجئ الفلسطيني من أبسط حقوقه المعيشية والإنسانية.

نداء أم محمد لأصحاب الأيادي البيضاء هو ملاذها الآن، علَها تسعفها في تخفيف وجعها، وتساعد أطفالاً في عمر الزهور لاستكمال حياتهم دون الوقوع في براثن الجوع القاسي والمرض الذي لا يرحم.

وبالتالي أين المؤسسات الاجتماعية والخيرية التي من صلب وجودها مساعدة هؤلاء الفقراء ..وإلى متى يبقى ثلاثة من الأطفال خارج مقاعدهم الدراسية بسبب الحاجة ؟

نداء أم محمد واستغاثتها هل يجدان صدى أم أن أصوات الفقراء مجرد أنين في واد سحيق ؟

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92572

اقرأ أيضا