وكالة القدس للأنباء - خاص
لم يتردَد العدو الصهيوني لحظة في استخدام أساليب القهر الإجرامية في تعذيب الروح الأسيرة المقاومة مستغلاً غياب المحاسبة والرقابة وإدانة المؤسسات الحقوقية الدولية، فشرَع القوانين العنصرية التي تخدم أهدافه في محاولة منه للنيل من عزيمة وإصرار الأسرى الفلسطينيين وصمودهم ومواجهة معركتهم الأمعاء الخاوية، ولكن الأسير الفلسطيني إنتصر على سجانه بعزيمته الصلبة، وأجبر المحتل على التراجع والخيبة، كما حصل مع الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان، وكما يحدث اليوم مع الأسيرين سامي جنازرة و فؤاد رباح شكري عاصي الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ(34) على التوالي، احتجاجاً على سياسة الإعتقال الإداري بحقه.
وكان الأسير المجاهد عاصي اعتقل من قبل سلطات الإحتلال بتاريخ 08/09/2015م، وحولته للاعتقال الإداري دون أن توجه إليه أية تهمة تذكر.
يشار إلى أن إدارة مصلحة السجون الصهيونية نقلت عاصي؛ من عزل سجن النقب إلى زنازين العزل الانفرادي في سجن أيلا- بئر السبع.
ويواصل الأسير سامي جنازرة (43 عاماً) المضرب عن الطعام منذ 67 يوماً ضد اعتقاله الإداري في مستشفى "سوروكا".
وقال محامي الأسير جنازرة، أن "عدداً من السجانين اعتدوا عليه ، بعدما رفض أن يتم تكبيل قدميه ويديه في السرير، ورداً على ذلك فقد نفذَ منذ يومين ، إضراباً عن الماء"، موضحاً أن عظام القفص الصدري للأسير باتت بارزة بعدما نقص وزنه 25 كغم، حيث كان وزنه قبل الإضراب 72 كغم ونقص إلى 47 كغم.
واشتكى الأسير جنازرة من المعاملة السيئة للأطباء والممرضين، مؤكداً أن عدداً من ضباط مخابرات العدو قاموا بزيارته خلال الأيام الماضية، "إلا أنهم لم يحملوا له إلا الوعود".
يذكر أن الأسير جنازرة من مخيم الفوار في الخليل، معتقل منذ 15 تشرين الثاني العام الماضي، وهو أسير سابق اعتقل خمس مرات.
والجدير بالذكر أن الأسير المحرر خضر عدنان (37 عاماً)، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أول من بدأ خوض معركة الأمعاء الخاوية بإضرابه المفتوح عن الطعام لأيام عديدة ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه، أفضت إلى الإفراج عنه في 17 نيسان عام 2012م.
وقبع الشيخ عدنان في زنازين العزل الإنفرادي في سجن هداريم "الإسرائيلي"، يرفض تناول المدعمات، كما يرفض إجراء الفحوصات الطبية وتناول الملح أو السكر، ويقاطع المحاكم الإسرائيلية رافضاً أن يمثله محاميه الخاص أو أي من المحامين التابعين للمؤسسات الحقوقية أمام تلك المحاكم التي تعمل على إضفاء طابع قانوني لمسرحية الملف السري، وذلك رداً على استمرار تجاهل سلطات الاحتلال لمطالبه المشروعة بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.
وفي آخر رسائله قبل أن يتحرر من سجون الإحتلال، أكد الشيخ عدنان أنه يخوض إضرابه المفتوح عن الطعام دفاعاً عن الكل الفلسطيني، لأنه يهدف من ورائه لتحدي المحتل الذي حاول سحب إنجازات الحركة الأسيرة، بإعادة اعتقاله لأبطال معارك الأمعاء الخاوية".
وأوضح الشيخ عدنان أن سلطات الاحتلال منذ اللحظة الأولى لإعلانه الاضراب المفتوح عن الطعام وبالتحديد بتاريخ 05/05/2015، أقرت عدداً من العقوبات التعسفية بحقه حيث شكلت له محكمة تأديبية ونقلته لزنازين العزل الانفرادي؛ وحرمته من الخروج للفورة أو حتى الإستماع للأخبار؛ ومنعته من الحصول على دفتر أو قلم، بالإضافة لتهديده بالنقل للمحكمة رغما عنه، إلا أنه قابل هذا التعنت بإصرار على مطالبه المشروعة في الحرية وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.
ويذكر أن الأسير خضر عدنان من بلدة عرابة قضاء جنين ولد بتاريخ 24/03/1978، وهو متزوج وأب لستة أطفال؛ واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 08/07/2014م، وحولته للاعتقال الإداري؛ ويعد هذا اعتقاله العاشر؛وقد خاض اضراباً تحذيرياً عن الطعام لمدة أسبوع عند تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثانية في يناير الماضي؛ وأعلن صراحة أنه سيدخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام في حال تم تجديد اعتقاله للمرة الثالثة، وهذا ما تم فعلاً بتاريخ 05/05/2015، إذ أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بعد تجديد أمر اعتقاله الإداري للمرة الثالثة على التوالي إلا أن صموده في النهاية قاده إلى تنسم الحرية.