/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

محللون: المقاومة أقوى بكثيرٍ مما يتخيله المغامرون بالفشل

2016/05/07 الساعة 08:41 ص
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم تعد الأمور تقاس لدى قادة الاحتلال الصهيوني وجيشهم كما كانت في السابق، فأي اعتداء أو توغلٍ لداخل حدود قطاع غزة سيقابله ردٍ من المقاومة يوازي الاعتداء الصهيوني ويحجمه دون الوصول إلى حرب واسعة مع الكيان، لكن تمادي العدو الصهيوني في عدوانه سيدفع المقاومة حتماً إلى تبني خيار الرد والتصعيد ليطال عمق جبهة العدو الصهيوني الأمر الذي تخشاه "إسرائيل" في الوقت الراهن، هذا ما أكده بعض الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين.

لا حرب واسعة في الأفق

ومن وجهة نظر الخبير العسكري، اللواء واصف عريقات أنه وفق المنطق والمعطيات على الأرض يصعب على حكومة اليمين الصهيوني المتطرف الذي يقوده " نتنياهو" الإقدام على حرب واسعة في قطاع غزة، واستدرك قائلاً :" لكن نحن نتعامل مع قيادة صهيونية متطرفة ومغامرة غامرت قبل ذلك في شن حروب كثيرة فاشلة أخفقت فيها، لهذا يجب أن تكون كافة الخيارات مطروحةٌ أمامنا".

وأوضح عريقات أن دولة الكيان الصهيوني تدرك جيداً أن زمن تصدير أزماتها الداخلية بشن عدوان جديد على قطاع غزة أو على لبنان أمرٌ بات شبه مستحيل، مؤكداً أن شن العدو الصهيوني لحرب جديدة ستكون مكلفة وباهظة الثمن، لدرجة التي لن يستطيع إخفائها كما في المرات السابقة.

ولفت الخبير العسكري إلى أن الاعتداءات الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع دائمة ولن تتوقف، لكن اتخاذها منحى التوسيع ناتج عن حالة القلق المتزايد لدى الجبهة الداخلية لحكومة الاحتلال وقيادتها من استعدادات المقاومة الفلسطينية وتحضيراتها المتواصلة سواء على صعيد الصواريخ أو الأنفاق، مبيناً أن الاعتداءات وعمليات الحفر والزيارات التي قامت بها قادة حكومة الاحتلال مؤخراً هدفها طمأنة الجبهة الداخلية أن حكومة كيانهم مصممة على إعادة قوة الردع، ورسالة لشعب الفلسطيني ومقاومته أنهم مستعدون للعدوان والضرب بقسوة.

رغبة موجودة وقدرة مفقودة

وفي التفصيل تحدث عريقات عن الأسباب التي تمنع حكومة "نتنياهو" المتطرفة الإقدام على شن عدوان جديد على قطاع غزة قائلاً :" الرغبة لدى الكيان الصهيوني موجودة، ولكن القدرة على شن العدوان غير متوفرة لدى حكومة نتنياهو التي تعيش خلافات كبيرة وتتشكل من ائتلاف يميني هش، كما أن المقاومة تمتلك في جعبتها الكثير من الإمكانات التي نعلمها ولا نعلمها والتي تشكل قلق دائم للجبهة الداخلية وقيادة الاحتلال، بالإضافة إلى (الاحتلال) لن تحظى بالدعم والمساندة من حلفائها حال شنت حرب جديدة وهو ما سوف يزيد من عزلتها الدولية وانتقاد العالم لها وربما تصل الأمور إلى المطالبة بمحاكمة قادتها على الجرائم التي يقترفونها بحق الأبرياء العزل"، مشيراً إلى وجود تيار صهيوني يدفع "نتنياهو" للدخول في حرب واسعة ضد قطاع غزة من أجل إسقاطه.

ولفت الخبير العسكري إلى ما تم تسريبه عبر وسائل الإعلام من تقرير أعده مكتب "مراقب الدولة الصهيونية" الذي يترأسه "يوسف شابيرا" يحمل في طياته إخفاقات خطيرة وقعت فيها حكومة الكيان في معركة "البنيان المرصوص" عام 2014 فاقت إخفاقات حرب لبنان الثانية، وإن وقعه على الجمهور لو نشر سيكون أشد من تقرير لجنة "فينوغراد" الذي نشر بعد حرب لبنان الثانية.

المقاومة تحافظ على موقعها

وبدوره يرى المحلل السياسي أ. حسن عبدو أن المقاومة الفلسطينية نجحت في إجبار العدو الصهيوني بالالتزام بالتوازن القائم وعدم الإخلال به، بين المقاومة في غزة من جهة، وجيش الاحتلال الصهيوني من جهة أخرى، مستبعداً أن ما حدث من رد المقاومة على الخروقات الصهيونية رغبةً في التصعيد حال التزم الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في معركتي "السماء الزرقاء" و"البنيان المرصوص".

وقال عبدو :" المقاومة فعل مستمر يجب ألا يتوقف فترات طويلة لكي لا يشعر هذا العدو بالأمان في أرض فلسطين، وحالة سلم أو حالة حرب يجب أن تتوقف، فالأصل بيننا وبين الاحتلال حالة سجال، وأن تستمر هذه الحالة التي نشهدها الآن على الحدود من عمليات قصف للتجمعات العسكرية وبعض العمليات الموضعية دون قصف العمق الصهيوني وفق استراتيجية واضحة تتبادل فيها أجنحة المقاومة الأدوار حسب المصلحة الوطنية"، مشيراً إلى ان الهدن السابقة سمحت بالاشتباك على جانبي الحدود دون أن يؤدي ذلك إلى عدوان شامل.

وحمل المحلل السياسي الكيان الصهيوني المسئولية الكاملة عن التصعيد الحالي وسعيها للإخلال بالتوازن القائم، مؤكداً أن المقاومة ستفشله وستحافظ على قوة الردع.

المصدر: الاعلام الحربي

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92293

اقرأ أيضا