وكالة القدس للأنباء – خاص
ظاهرة تحسين المخيمات، وإضفاء لمسة من الجمالية على أحيائها وجدرانها، انتقلت من مخيم إلى آخر ومعظمها انطلقت من مبادرات فردية، وذلك بهدف إزاحة صورة البؤس والحرمان عن هذه الزوايب التي كاد الإهمال أن يتسبب لها بالتصدع، ومجرد مساحة للغبار والسواد. فبعد "شاتيلا" و"عين الحلوة" و"برج الشمالي"، بدأ بعض الناشطين في مخيم برج البراجنة إلى الإقتداء باقرانهم، وتنفيذ مشروع تزيين مشابه.
وأكد المشرفون على هذا النشاط لـ"وكالة القدس للأتباء"، أن ما ينجزونه غايته استبدال الملامح البائسة القديمة، بأخرى جميلة خدمة لأبناء المخيم الذين يستحقون الكثير.
وقال مدير "ملتقى جفرا" والمشرف على مشروع رسم وتزيين حيطان زواريب المخيم "اليوم حارتي وبكرا حارتك" ، أحمد اسكندر أن" المشروع دليل انتمائنا الوطني والمخيم ".
وتابع :" بدأنا هذا المشروع لتجميل صورة المخيم وإحياء ذكرى "يوم الأرض" وكل الرسومات والصور الموجودة على الحيطان تجسد معاناة الشعب الفلسطيني داخل المخيمات، في ظل ما يعانونه من وضع مأساوي صعب نتيجة تقليصات خدمات الأونروا ونزوح أهلنا من مخيمات سوريا."
وأضاف:" يشارك في مشروع الرسم عدد من الفنانين العرب من بينهم الفنان الفلسطيني أحمد السيد، والفنانان السوريان حمودة حسن وميلاد أمين، والفنانان العراقيان سروان بوران ورياض نعمة، وكان يهمنا وجود رسام عراقي معروف عالمياً مثل سروان بوران ليعطي وجهة نظره ويضع لمساته على المشروع ، كما شارك الرسام الفلسطيني جهاد موسى من "جمعية الكشاف المرشدات الفلسطيني" في هذا العمل إضافة إلى شباب المخيم الذين ينتمون إلى مؤسسات غير حكومية ولا تتقاضى التمويل".
وأوضح:" المشروع ممول من السفير الفلسطيني في لبنان، أشرف دبور بدون إملاءات، ولكن اليد العاملة المشاركة كانت من جميع الإخوة بالمؤسسات داخل المخيم من "ملتقى جفرا"، مؤسسات "أمان"، "النقب" أو "إنسان" ونحن قسمنا العمل بشكل أسبوعي، وبالأمس كانت مشاركة فاعلة لمؤسسات "أمان، النقب، وجفرا"، وقد أوكلت مهمة الأسبوع القادم إلى إخواننا بمركز "أمان و إنسان"، وباقي المؤسسات ستتقاسم الأدوار في الأسابيع التالية، وممكن أن نلحظ بالصور وجوهاً مشاركة عن "نادي مجيدو" و"الجليل" ولكن دورهم سيأتي في مهمات لاحقة حتى نطلع بصورة أجمل للمخيم، وإن شاء الله سوف نتنقل بهذا المشروع من زاروبة إلى زاروبة ومن حي إلى حي ومكملين على هذا الأساس، ونطلب مشاركة كل الشباب الفلسطيني في تجميل المخيم".
وأشار اسكندر أنه بصدد إعداد مشروع آخر يتعلق بإطلاق حملة تنظيف"نظف حولك وحواليك" في كافة أرجاء المخيم، وكل أهالي المخيم معنيين بالموضوع حتى نطلع ببيئة نظيفة وصورة أجمل لمخيمنا".
وطالب المدير الإعلامي في مركز "أمان" ثائر دبدوب جميع الجمعيات والمؤسسات المتواجدة في المخيم "بالتعاون معنا ونكون يداً واحدة ونكمل المشروع كي ننجز أكثر من حارة أسبوعياً ونجعل المخيم جميلاً وننقله من سجن كبير إلى حديقة كبيرة فيها ورد وأزهار من المحبة والصداقة والسلام، لأن المحبة والسلام تنبع من الإيمان والمبدأ والعقيدة، وهذا كله من أجل فلسطين، ونحن نقدم هذا المشروع لشعبنا الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض".
