وكالة القدس للأنباء - خاص

قرر عدد من شباب مخيم برج الشمالي القريب من مدينة صور في جنوب لبنان، أن يحولوا شوارع وأزقة وساحات المخيم إلى أحياء نموذجية، فعمدوا إلى استكمال مبادرة سابقه انحصرت في الساحة العامة ليتوسعوا ويضيفوا لمسات جميلة تعطي مخيمهم نوعاً من الحيوية، فمخيم الشهداء كما يطلقون عليه، يستحق منهم الكثير من العناية والاهتمام، وأكدوا في أحاديثهم لـ "وكالة القدس للأنباء"، أن مساحة المخيم الضيقه سنجعلها رحبة بالطلاء وسندخل البسمة والضوء والبهجة على الزواريب من خلال التحسينات الجديدة.

وتحدث يوسف داوود، وهو صاحب أول مباردة طلاء جدران شارع الساحة العامة في مطلع العام الحالي 2016، فقال: "نحن نسكن داخل المخيم بزواريبه الضيقة، غير الكثافة السكانية الكبيرة، ونحتاج أن نرى مناظر جميلة مريحة للنفسية، ونحتاج أيضا أن نغير صورة المخيمات عند الآخرين وبالأخص الجوار اللبناني، فهم فور سماعهم مخيم يسترجعون كل الصورة السيئة التي سمعوها، عن أننا عشوائيون على سبيل المثال. لكن لم تخطر الفكرة ببالي حتى قامت إحدى الجمعيات بطلاء الجدران والرسم عليها، لكن لم تعجبن، فخطر ببالي فكرة التسابيح بدل الرسم، تخطيط التسابيح على الجدران، وبهذه الطريقة يتذكر المارة من صغار وكبار تسيبح الله، كما قمت بكتابة بعض الوطنيات، وتكفلت بالمبادرة على نفقتي الخاصة، وتبرع بعض الأشخاص كل حسب قدرته، مثل تقديم مواد البناء، أو التبرع بأجرته، فالمبادرة شملت توريق وطلاء وتخطيط الجدران، وإضاءة الطرقات وترتيب الأسلاك الكهربائية".

وأضاف: فكرتي أوسع من فكرة حي الزيب، وتوقفت بسبب موضوع الأونروا، لكنني سأكمل ما بدأت به، وسأشجع باقي أحياء للعمل بالفكرة ليصبح شكل المخيم جميل وعدم حصرها هنا، فعلى سبيل المثال أقوم كل عام بتزيين الشارع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك".

اقتداء بما قام به يوسف داوود قامت مجموعة من شباب المخيم بمبادرة آخرى مشابهة، الشباب هم: نسيم الشلبي، عماد ووائل داوود، وخصر الأحمد حيث سيقومون بطلاء الجدران، وتنظيم الأسلاك الكهربائية، وإنارة الطرقات في الحي الغربي في المخيم.

ورأى عماد داوود، "أنه عندما قام يوسف بمادرته ولمسنا كيف أصبح الشارع جميلاً قررنا أن نفعل مثله وتطوير الفكره".

وأكد نسيم الشلبي "أننا مستمرون في العمل وسنتابع، وما قمنا به ما هو إلا بداية، سنضع الزهور وسلات القمامة، وإنشاء قاعة للحي  يستطيع الجميع أن يقيم فيها أي مناسبة وبشكل مجاني، كما سنشكل لجنة مصغرة للمحافظة على الحي، والعمل الدائم لتحسينه، إضافة إلى إنشاء صندوق دائم للحي يدفع الأهالي اشتراك شهري بسيط،  مما يمكننا من تمويل المشاريع القادمة.

ونأمل أن يصبح حيينا مثل حي الزيب،، لكن الموضوع ملكف مبادياً وكل ماجمع من الأهالي لا يتجاوز الـ 200.000 ل.ل، وتكفلنا نحن بما تبقى، والدفع اختياري. كما بدأنا بالعمل لنقل الفكرة إلى باقي الأحياء في المخيم".