وكالة القدس للأنباء – متابعة
تسعى الأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية من جديد في شأن الأزمة اليمنية، وكشفت مصادر إعلامية ودبلوماسية أن المبعوث الأممي إلى اليمن، ولد الشيخ أحمد، توصل إلى تفاهمات حول وقف النار والانسحاب، معربة عن تفاؤلها بشأن التوصل إللى صيغة تقرب وجهات النظر بين جميع الأطراف.
واعتبرت المنظمات الإنسانية أن الوضع في اليمن سيئ جداً، بسبب الدمار ووقف المساعدات، فيما تواصلت الغارات السعودية على المناطق اليمنية، مقابل رد يمني عليها، باستهداف المواقع العسكرية السعودية، ما أسفر عن مقتل 4 جنود سعوديين.
وأفادت المصادر، أن "اللقاءات والاتصالات التي يجريها أحمد في القاهرة تحاول كسر الجمود، وتشمل كل القوى تقريباً، وإن المساعي تنصب على كيفية إحياء العملية السياسية من جديد، بعد فشل مشاورات جنيف و3 هدن إنسانية، كانت لتمهيد الطريق نحو استئناف التفاوض بين القوى المتنازعة".
وكشفت المصادر عن "وجود تفاهمات حول مشاريع اتفاقات بشأن وقف القتال والانسحاب، في ظل ما تطرحه الأمم المتحدة بشأن وجود مراقبين عرب في اليمن"، معربة عن "تفاؤل كبير بشأن التوصل إلى اتفاق، في وقت قريب، بشأن تلك التفاهمات"، مؤكدة أن "هناك عقبات وعراقيل تعترض سير المشاورات والاتصالات التي تجري في القاهرة"، مشيرة إلى أن "التطورات الميدانية التي شهدتها جبهات القتال، أخيراً، عكست نفسها، بشكل كبير، في طبيعة طروحات كل القوى، إضافة إلى أن ضمن الملفات التي يعتقد أنها شائكة، ما تطرحه بعض الأطراف الجنوبية بشأن المرحلة الجديدة في الجنوب".
واعتبرت رئيسة منظّمة "أطبّاء بلا حدود" جوان ليو، في حديث لصحيفة "السفير" أن الوضع سيّئ جداًّ.
وقالت: "لقد زرت عدّة مدن ورأيت أشياء مؤلمة. الدّمار في صعدة (شمال) كبير، وقد دمَّر كثير من المنازل. في تعز (جنوب) القصف لا يتوقّف، وقد اضطررنا، قبل يومين، إلى العبور عبر منطقة اشتباك مدفعيّ مرّتين، أمّا عدن (جنوب) فقد ذكّرتني ببيروت أيّام الحرب الأهليّة. تلك مدينة كثيفة السّكان عالقة وسط الحرب. وبينما كنت هناك حدث انفجار في مكان يبعد حوالي 100 متر عن المستشفى الذي يعمل فيه فريقنا".
أما بالنّسبة إلى وضع المستشفيات، أستطيع أن أقول إنّ 100 في المئة من السّكان يحتاجون عناية صحيّة، وهذا يشكّل ضغطاً كبيراً، خصوصاً وأنَّ المستشفيات تعاني من تبعات الحصار، وقد توقّف الكثير منها عن العمل ـ من بين 220 مستشفى في تعز، توقّفت 50 عن العمل.
وأشارت ليو إلى أن "إنشاء مستشفيات ميدانيَّة في مثل هذه الظروف ليس أمراً سهلاً". والمشكلة الأساسيّة هي أنّ عدد المؤسسات العاملة في المجال الإنساني في اليمن اليوم قليل جداً مقارنة بحجم الأضرار. أضف إلى ذلك مشكلة صعوبة وصول المصابين والمرضى إلى المستشفيات بسبب القصف المستمر.
وتحدث حوالي 50 في المئة من الوفيات نتيجة التأخر في الوصول إلى المستشفى. قبل خمسة أيّام، وصلت إلى مستشفى كنــت فيه، امرأة مع ابنها الذي كان قد توفّي عــلى الطّريق. كانت تلك تجربة مؤلمة.
كما نواجه تحديات تتمثَّل بوجود عدد كبير من النازحين داخليّاً، والذين يحتاجون إلى تدخل طبيّ وإنسانيّ عاجل.
وأكدت أن "هناك عدداً من الأمراض المعدية الآخذة في الانتشار، كالكوليرا والإسهال الشّديد، ويعود السبب في انتشارها إلى عدم توفّر الأدوية".
ميدانياً، قتل 4 جنود من حرس الحدود السعودي، وأصيب 8 آخرون في ظهران الجنوب في استهداف الجيش اليمني مواقع عسكريةً حدوديةً مع اليمن، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السعودية.
في المقابل، أغارت طائرات التحالف السعودي على قاعدة العند في محافظة لحج، وعلى مواقع للجيش في منطقة لودر في محافظة أبين جنوب اليمن.
إلى هذا استهدفت عبوة ناسفة موكب أركان حرب اللواء 135 بين سيئون وشبام في حضرموت.