/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الهجمات على مجلة (شارلي إيبدو) ومتجر كوشر: الموساد الإسرائيلي جاهز للإنقاذ؟

2015/01/13 الساعة 01:09 م

 خاص القدس للأنباء، ترجمة: آمنة الأشقر

بقلم: Prof. Michel Chossudovsky
هنالك الكثير من الدلائل والوثائق التي تبرهن بالدليل القاطع دعم فرنسا، تحت قيادة رئيسها الحالي فرنسوا أولاند، إرهابيي تنظيم القاعدة. "الحقيقة المحرّمة" التي يجب على الشعب الفرنسي معرفتها هي أنّ حكومتهم بالإشتراك مع الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل يوفرون غطاء ودعماً سخيّاً للكيانات الإرهابية والتي هي واجهة "حروبهم الإنسانية" و"عمليات مكافحة الإرهاب".
وفي الوقت الذي يضع فيه الإعلام الفرنسي ثقله على تهديد المتطرفين "لحرية التعبير"، لم تمتلك وسيلة فرنسية إعلامية واحدة الشجاعة للحديث عن موضوع أهم وأوسع، وهو دعم الحكومة للإرهاب والدور الفرنسي الخطير في دعم الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة، وليس فقط في أفريقيا والشرق الأوسط بل في فرنسا أيضاً.
المضحك المبكي في هذا الموضوع هو أنّ الهجوم الإرهابي على "شارلي إيبدو" لم يسهم في دعم "حرية التعبير"، بل على العكس تماماً، أسهم في حدوث موجة جديدة من الرقابة الإعلامية.
 خلف كواليس الهجمات الأخيرة تقبع أجندة سياسية بشعة، يجب أن تكون في واجهة الحديث والنقاشات العامّة. فمن هم الإرهابيون؟ هل هم من يقومون بالعمل الإرهابي أم من يمولونه ويدعمونه مادّياً؟

إسرائيل على أهبّة الإستعداد لإنقاذ متجر كوشر في باريس
وفقاً للتقارير الصحفية، نفذت الشرطة الفرنسية هجمات على "منطقتين منفصلتين، وهما متجر كوشر في الحي اليهودي في باريس وفي في دمارتا وهي بلدة صغيرة تبعد حوالي 30 كلم عن باريس، حيث قتل منفذي الهجمات على شارلي إيبدو".
ووفقاً لتقارير غير مؤكّدة تمّ احتجاز حوالي 10 رهائن في المتجر. وبما أنّ المجتمع اليهودي يزعم أنه مهدد بشكل دائم، كانت إسرائيل على أهبة الإستعداد لإنقاذ متجر البقالة في فرنسا، وهو ما أكدته تصريحات لمسؤولين في الحكومة الإٍرائيلية.
وبهذا الصدد، أكّد رئيس الحكومة الإسرائلية جهوزية فرقة تدخل خاصة إسرائيلية للعمل جنباً إلى جنب مع الشرطة الفرنسية بقوله:" هناك وحدة تدخّل مختصة بحالات الإحتجاز جاهزة للعمل مع الوحدات الفرنسية ولمساعدة السلطات الفرنسية على حلّ موضوع محل البقالة اليهودي في فرنسا." (وفقاً لصحيفة هآرتس العبرية)
تجدر الإشارة إلى أنّ وحدات الشرطة الفرنسية جميعها مستعدّة ومتأهبة للعمل..إذاً ما هي الحاجة لوحدات شرطة إسرائيلية وما هو دورها؟ هل هي دعاية سياسية؟

هل كان هناك علم فرنسيّ مسبق بهجمات شارلي إبدو؟
المشتبه بهم كانوا معروفين للمخابرات الفرنسية. وبحسب ما ذكرته صحيفة الديلي تيليغراف، أكدت وسائل الإعلام ومصادر في المخابرات الفرنسية أنّه "سبق وأن تلقت السلطات الفرنسية تحذيرات بشأن سعيد وشريف كوشاني قبل حدوث الهجوم يوم الأربعاء على شارلي إيبدو."
وعلى هذا، لماذا لم يحاولوا منع الهجمات على المجلة مع أنهم  تم تحذيرهم مسبقاً؟

دور الموساد
بالإضافة إلى وحدة التدخل الخاصة الإسرائيلية، طلب نتنياهو من الموساد تزويد المسؤولين الفرنسيين كل المساعدة التي يحتاجونها للتعامل مع الوضع الراهن في باريس. ما يعني أنّ عملاء الموساد سيعملون على الأراضي الفرنسية برفقة المديرية العامة للأمن الخارجي أو ما كان يعرف سابقاً بالمكتب الثاني.
ووفقاً لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فإنّ:" الهجمات على شارلي إيبدو والمتجر اليهودي في باريس ما هي إلّا صورة مصغّرة للمعركة الكبرى ضدّ الجهاديين. إنه كفاح عالميّ، وإحضار القتلة إلى العدالة هي فقط البداية... كلهم يسعون لتدمير حرياتنا. يمكن أن يكون لهم أسماء متنوعة ومختلفة ولكن جميعهم يقودهم الكره والحقد الأعمى والتعطش للدماء.
فهم يفجرون الكنائس في العراق ويذبحون السائحين في بالي ويقذفون الصواريخ من بين المدنيين في غزة ولديهم النية لبناء مفاعلات نووية في إيران.. يجب أن نحارب هذا العدو المشترك.."
ما لم تذكره صحيفة التايمز أوف إسرائيل العبرية هو أنّ نتنياهو يقدّم الدعم بشكل دائم للدولة الإسلامية وجبهة النصرة في مرتفعات الجولان. ولدى قدومه إلى فرنسا من أجل الإنقاذ، لا ينكر نتنياهو مساعدة حكومته للجهاديين في سوريا. وقد اعترف كبار الضباط الإسرائيليين بدعمهم "لعناصر الجهاد العالمي في سوريا".
وهكذا فإن إسرائيل تدعم الحكومة الفرنسية في مواجهة العمليات الإرهابية في الوقت نفسه تدعم تنظيمي الدولة الإسلامية والنصرة في سوريا.
لا دليل واضح على وجود الموساد الإسرائيلي على الأراضي الفرنسية إبّان هجمات شارلي إبدو، ولكن لا يمكننا أن ننسى وجود علاقات ثنائية وطويلة الأمد بين فرنسا وإسرائيل في الشؤون العسكرية والإستخباراتية. وحقيقة أنّ الحكومة الإسرائيلية أعلنت عن نيتها إيفاد مسؤولي موساد إلى فرنسا قد يشير إلى أنّ الإستخبارات الإسرائيلية سبق وأن كانت موجودة في فرنسا قبيل تصريحات نتنياهو في التاسع من الشهر الحالي.

رعاية الدولة للإرهاب
هنالك الكثير من الدلائل والوثائق التي تبرهن بالدليل القاطع دعم فرنسا، تحت قيادة رئيسها الحالي فرنسوا أولاند، أنّها تدعم إرهابيي تنظيم القاعدة. "الحقيقة المحرّمة" التي يجب على الشعب الفرنسي معرفتها هي أنّ حكومتهم بالإشتراك مع الولايات المتحدة والناتو وإسرائيل يوفرون غطاء ودعماً سخيّاً للكيانات الإرهابية والتي هي واجهة "حروبها الإنسانية" و"عمليات مكافحة الإرهاب":
فرنسا وبصفتها، جزء من ائتلاف بقيادة الناتو، كانت تدعم وتسلّح وتساعد الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة لسنوات طويلة، كالذي فعلته تماماً في ليبيا بعد الإطاحة بمعمر القذافي. وهي مستمرة حتى اليوم في تسليح ودعم الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش عن طريق الناتو.
تقف الحكومة الفرنسية لتتحمل المسؤولية والذنب لما حدث في باريس بعد أن قامت الحكومة بدعم أشكال التطرف في أفريقيا والشرق الأوسط بشتى الطرق عبر تقديم السلاح والدعم، تلك الجماعات التي بدأت الآن بقتل المواطنين الفرنسيين ليس فقط على الأراضي الفرنسية ولكن في العاصمة الفرنسية أيضاً.
 

 

المصدر: Global research

 

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/69114

اقرأ أيضا