/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

لماذا يعيش قاطنو الأبنية المستأجرة في "البارد" نكبة ثانية؟!

2014/10/29 الساعة 08:50 ص

القدس للأنباء – خاص

أنشأت وكالة الأونروا كخطوة أولى، بعد تدمير مخيّم نهر البارد، نتيجة الإشتباكات بين "فتح الإسلام" والجيش اللبناني عام 2007، "بركسات"، كمساكن مؤقتة، لبعض العائلات، فيما أعطت عائلات أخرى، بدل إيجارات شقق سكنية، في أبنية مستأجرة. وقد أعلنت بالتعاون مع الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، حالة طوارئ تنتهي مع انتهاء إعادة إعمار المخيّم.

وبعد أن قلّصت "الأونروا" خدماتها بشكل ملحوظ منذ منتصف عام 2013، وجّهت مع نهاية العام الجاري 2014، سلسلة إنذاراتٍ لقاطني الأبنية المستأجرة، بإخلاء منازلهم، واستبدالها بـِ"البركسات"، بسبب إنتهاء صلاحية عقد الإيجار بين "الأونروا" ومالكي الأبنية.
 
الأبنية غير صالحة للسكن

 يقول أحد قاطني بناية "العكي" المستأجرة من قبل "الأونروا" سعيد أبو حيط لـ "القدس للأنباء":  "هذه البناية، أسكن فيها منذ ثماني سنوات، وهي غير صالحة للسكن، فكنا ننام على الأرض دون ماء ولا كهرباء، ولكنها أفضل حالاً من البركسات. وفي حال ذهبنا إلى البركسات، فلن نستطيع السكن فيها وستكون "نكبة ثانية".
ويتابع: "وعلى الرغم من أن الأونروا رفضت مؤخراً، صيانة بئر الماء – كمحاولة منها لإرغامنا على المغادرة بالقوّة- إلّا بضغط من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، رفضنا عرضها الذي يقضي بمغادرة منازلنا والسكن في البركسات." مشيراً إلى قول مدير المنطقة أسامة بركة في زيارة لمالك المبنى "لا علاقة لنا بهولاء السكان"، فيما ردّ المالك عليه قائلاً: "أنا لا أطرد أحداً من هنا". مشدداً "لن نترك هذه الأبنية حتى يتم تعمير منازلنا في المخيم القديم".

ويقول أحمد طه، الذي انتقل سابقاً من البركسات إلى مجمع "العكي" بسبب مرض الوالدين لـِ "القدس للأنباء": "انتقلنا إلى هنا، بطلب من الوكالة سابقاً، بسبب مرض الوالد والوالدة في القلب والضغط. ولكن الأونروا تحاول الآن  أن تمارس الضغط علينا، عبر قطع الماء والكهرباء - إلى جانب الوضع الأمني المتدهور في المنطقة- ويطلبون منا ومن جميع سكان المجمع المغادرة، والعودة إلى البركسات."


البركسات بحاجة إلى ترميم

وفي ما يتعلق بحال البركسات في المخيّم، تعرض نهر البارد قبل عدة أيام، إلى عاصفة قوية، تساقطت خلالها  كمية  أمطار هائلة، كشفت الكثير من العيوب في بركسات الحديد التي أضحت بحاجة إلى ترميم، وهي لا تصلح للسكن أصلاً بعد مرور 7 سنوات على إنشائها.

وفي هذا السياق، يقول الحاج زياد شتيوي لـِ "القدس للأنباء": "تكلمنا كثيراً عن وضع بركسات الحديد المأساوي. إلّا أن العاصفة الأخيرة كشفت لنا الغش من قبل المتعهد، خاصة في مجاري الصرف الصحي، لعدم تحملها كمية الأمطار."
وأضاف: أصبحت هذه البركسات بحاجة ماسّة إلى ترميم، علماً أنها أنشئت لسنتين وليس لسبع سنوات، ما دفعنا لمراجعة الأونروا، وإرسال رسائل لها دون تلقي أي نتيجة، فكان الجواب: "لا موازنة.. لا تمويل". وقال: "هذه المؤسسة التي تكذب، تمارس التركيع والإخضاع لشعبنا، وممكن أن تكون سياسة تهجيرية."

أما ناصر أحمد قاسم، وهو أحد قاطني البركسات، يقول لـِ "القدس للأنباء": منذ أربع سنوات لا تقوم الأونروا بالصيانة، بحجّة عدم توفر الأموال. وهذه الحياة صعبة لا تطاق. فكيف سنعيش والفئران تعيش معنا. اضطررت لأن أصلّح بنفسي البركس الذي أسكن به، المبني من خشب خزائن الملابس."
 
لا متّسع للمزيد في البركسات

وتحدث عضو اللجنة الشعبية  جمال أبو العلي عن هذا الواقع، فقال: "في بداية عام 2014 طلبت الأونروا من سكان الأبنية، وعددها 12 عائلة، الإنتقال للسكن في البركسات. ولكن الأهالي واللجنة الشعبية رفضت ذلك، في ظل إصرار الأونروا على الانتقال".

وأضاف: "طرحت الأونروا منذ شهرين على الأهالي إخلاء بركسات الحديد في العبدة، إلى بركسات البطون في بحنين، لأن بركسات الحديد أضحت بحاجة إلى صيانة، ولا تصلح للسكن. وخاصة بعد الفيضانات التي حصلت فيها مؤخراً." مطالباً الأونروا تسريع نقل الأهالي من بركسات الحديد.

وأوضح: "نحن نرفض تصرفات الأونروا في ممارسة الضغوط على القاطنين، وهي مسؤولة عن رعاياها من اللاجئين، ويجب أن يبقى الوضع كما هو، وتستمر في إعطاء هذه العائلات بدل الإيجار، علماً أنه لا يوجد متسع لمزيد من اللاجئين في البركسات." داعياً إلى تسريع الاعمار في المخيم القديم لأنه الحل للتخلص من جميع المشاكل.
 
هل ستقوم الأونروا بتقليص خدماتها ضمن حالة الطوارئ أكثر لتشمل قطاعات أخرى؟ هل نحن أمام اعتصامات وإضربات جديدة؟ أو ستلتزم الأونروا بحالة الطوارئ، حتى إعمار آخر حجر في المخيم القديم؟ الايام المقبلة كفيلة لمعرفة الجواب.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/65955

اقرأ أيضا