واحد وخمسون يوما وغزة تحت النار. واحد وخمسون يوما وغزة تتجرع الحرب، لكنها اليوم تنتصر بدمائها على الجلاد.
الانتصار العسكري والميداني تمهيد لانتصار سياسي ومعنوي، وحاولت فصائل المقاومة ألا تساوم أو تتراجع عن أي طلب من مطالبها التي ما هي إلا حقوق طبيعية، لكن الظرف العربي لم يسمح لها بقطف الثمار الكاملة.
في المحصلة، حصار غزة زائل وهزيمة إسرائيل قد أقرت. وما علينا إلا أن نشكر أبطال غزة رجالا ونساء وأطفالا على كتابه السطر الأول من مرحلة ما بعد "الربيع العربي".
أيضا لم يكن الانتصار لغزة فقط، بل هو لكل فلسطين خاصة الضفة والقدس المحتلة، خاصة أن القطاع انتفض من أجلهما، وكذلك لكل اللاجئين في مخيمات الشتات.
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، كان يعلم أهلها أنهم سينتصرون، فهذه ليست أول معركة يواجهون فيها الآلة الحربية الصهيونية. وبصمود المقاومة، ومن خلفها الناس، منعوا إضعافها وضرب القوة الصاروخية وتدمير الأنفاق الهجومية، كما لم يستطع الاحتلال اغتيال عدد كبير من قادة المقاومة.
وبعدما أفلس العدو من "بنك أهدافه"، باشر استهداف المدنيين. مع ذلك، المقاومة ظلت صامدة على خيارها باستهداف العسكريين، إلى أن اشتدت الحرب وقررت الفصائل خوض حرب استنزاف طالت المستوطنات والمدن الفلسطينية المحتلة بمئات الصواريخ.
غزة أثبتت للعالم أجمع أنه رغم التواطؤ العربي الغربي، فهي شوكة في حلق المشروع الصهيوني في المنطقة. يبقى على المقاومة أن تحرص على يدها مستعدة على الزناد، وكذلك على الإنجاز أكثر في المستوى السياسي. مبدئيا وقف الحرب وفتح المعابر خطوة جيدة نحو تحقيق كل شروط المقاومة، وتبقى العيون معلقة بانتظار الإنجاز على مستوى مطالب الميناء والمطار وتحرير الأسرى.