بعد بزوغ فجر اليوم الـ20 من تموز/يوليو، بدأت معالم المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ مساء أمس في حي الشجاعية شرق مدينة غزة تتكشف، اذ اكتظت مستشفى الشفاء بعشرات من جثث الشهداء الذين استهدفت قذائف الدبابات الإسرائيلية بشكل مباشر، ناهيك عن نزوح الآلاف من سكان الحي إلى المستشفى.
وشكل الأطفال والمسنون والنساء العدد الأكبر من الشهداء الذين وصل عددهم حتى اللحظة إلى 50 شهيدًا، ناهيك عن الجثث التي لازالت تحت الأنقاض، والعديد من الجرحى.
أحد سكان الشجاعية، وشاهد عيان على المجزرة، قال إن "جميع الشهداء الذين ارتقوا الليلة الماضية هم من سكان الشجاعية، مشيرا إلى أن الدبابات كانت تقصف الجميع بلا استثناء ولم تفرق بين أحد".
وأضاف شاهد العيان "العديد من الشهداء من الأخوة وهم أطفال، فهم يتكدسون فوق بعضهم، ولا تستطيع الإسعافات الدخول لنقلهم، وحينما دخل المسعفون لنقل الشهداء والجرحى، قامت الدبابات باستهدافهم واستشهد اثنان من المسعفين وصحافي أيضا".
تشير شهادات سكان حي الشجاعية الذين نجوا من القصف إلى الكثير من القصص البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، أحد سكان الحي، ويقول سلامة بهار، إن "القصف العشوائي الذي بدأ منذ ساعات المساء الأولى من يوم أمس إلى ترك منزلهم الساعة الخامسة صباحا للنجاة بأكثر من عشرين شخصًا، هو تعداد عائلته".
وأشار بهار إلى أن القصف كان يصيب البيوت بشكل مباشر، مضيفا "دفعنا الاستهداف المباشر والقصف العشوائي للفرار، ووصلنا إلى الساحة وسط مدينة غزة، حتى جاءت سيارة بلدية غزة ونقلتنا إلى مستشفى الشفاء الذي آوى كافة الأُسر فيما بعد".
ويوضح بهار في شهادته أنهم حين خرجوا كان الرصاص وراءهم والقذائف أمامهم، مؤكدا أنهم تركوا كل ما يمكلون داخل البيوت "لم نأخذ أي شئ من بيوتنا التي نالت قسطا كبيرا من القذائف، وما حصل الليلة هو إبادة جماعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
من ناحيتها بيّنت ناهد مصبح، 26 عامًا، والتي تقطن بجوار مستشفى الوفاء المحاذي للحدود الشرقية لمدينة غزة، أنهم حينما تركوا المنازل شاهدوا العديد من جثث الشهداء ملقاة في الشوارع، بالإضافة إلى العديد من المصابين.
متابعة "حتى أننا وجدنا الكثير من المصابين في الشوارع والذين لم نستطع إسعافهم، ومن الصور البشعة التي رأيناها إصابة أسرة كاملة كانت تسير أمامنا بقذيفة دبابة واستشهدوا جميعا على الفور، فهذه المشاهد أصعب من هجرة عام 48".
وتصف الحاجة مدللة الديب 46 عامًا، من حي المنصورة في الشجاعية، المجزرة على أنها الأكبر في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه وبسبب كثرة أعداد الشهداء الذين استهدفوا بالشوارع في حي الشجاعية وانقطاع الكهرباء أصبحوا يتخبطون بهم أثناء فرارهم من بيوتهم.
وأضافت الديب "مصابون لا يزالون والشهداء في الشوارع ولم يصلوا إلى المستشفى".
وقالت الديب إنهم لم يخرجوا من بيوتهم إلا بسبب وصول القذائف الإسرائيلية بشكل كثيف إلى بيوتهم، موضحة أن القذائف لاحقت في الشارع ايضا "كنا نسير في الشارع فارّين من الموت، ولازالت القذائف تسقط بين أرجلنا".