/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الظاهر: أول عملية نفذتها في فلسطين شعرت أنني بالجنة

2014/06/03 الساعة 10:17 ص

نشرة الجهاد
في إطار سلسلة الحوارات التي تجريها مع الشخصيات المقاومة، التقت "الجهاد" في هذا العدد، المجاهد احمد علي الظاهر "ابو فادي"، الذي التحق بالعمل الفدائي منذ بداية انطلاقته عام 1965.
فروى تجربته الغنية بالكثير من المعاني والدلالات، بدءاً من العمل السري، مروراً بالتدريب، وصولاً الى البيئة الحاضنة في جنوب لبنان، مؤكداً أن الجهاد واجب على كل فلسطيني قادر على حمل السلاح، لإستعادة أرضه ووطنه من الإحتلال الصهيوني، داعياً الشباب الى نبذ الفرقة والتمسك بالوحدة.


خلايا خاصة
استعاد الظاهر في حديثه ذكرى البدايات فقال: التحقت بطريق المقاومة والجهاد في بداية الثورة في عام 1965، حيث كان العمل المقاوم سرياً في ذلك الوقت، وما  إن علمت بذلك حتى كنت من السبَّاقين الأوائل الذين التحقوا بهذ العمل، لأنني كنت مؤمناً محباً للعمل المقاوم في سبيل تحرير قضيتي، ولأن الجهاد هو باب من أبواب الجنة، وهو فرض على كل من يستطيع حمل السلاح في سبيل قضيته.


وعملت في البداية ضمن خلايا عامة، ومن ثم التحقت بالعمل الخاص، وخضت الكثير من العمليات الجهادية والفدائية في بداية العمل وحتى آخره،  حيث كنا نقوم بعمليات الإستطلاع وعمليات العبور الى داخل الأراضي الفلسطينية، وكنا نقوم بضرب المستوطنات الصهيونية وقصفها بمدافع الهاون، بالإضافة إلى نصب الكمائن وزرع العبوات للآليات العسكرية، وقد كان لمجموعتنا  مشاركة أيضاً مع مجموعات سحب الجحيم ( هذه المجموعات كانت مختصة بضرب الصواريخ والراجمات) في عام 1970، وكانت هذه المجموعات متواجدة في لبنان والأردن.
ويضيف "شاركنا في حرب 73 بقصف المستعمرات الصهيونية بقذائف الهاون والصواريخ، أبان اندلاع الحرب بين سوريا ومصر ضد الكيان "الإسرائيلي".


مصادر السلاح


لقد كان يأتينا السلاح من خلال تمويل مجموعاتنا المتواجدة في الأردن نقلاً إلى سوريا علناً، وكان يدخل الينا إلى لبنان سراً عن طريق التهريب، وكان يصل إلى مجموعات التسليح، ومن بعدها يتم توزيعه على المقاومين، حيث كنا نخبئ هذا السلاح ولا نخرجه إلا عند استعماله.


وعندما أعلنت الثورة في لبنان عام 1969، ودخل رياض عواد إلى بنت جبيل، أصبح العمل علنياً، وكان هناك استقبال واحتضان شعبي من قبل الأهالي في القرى اللبنانية، حيث قاموا باستقبالنا استقبالاً طيباً، وبالمقابل كان لنا دور كبير في تهيئة نفوسهم لهذا اليوم من خلال دعمهم المادي والمعيشي في ذلك الوقت.


في فلسطين شيء من الجنة


يعود الحاج ابو فادي الى التاريخ ويقول: "ذات يوم رأيت جدي وعمومتي يتهامسون سراً أنهم ذاهبون إلى الأرض المحتلة للقيام بعملية فدائية، وعندما سمعتهم تشجعت وجهزت نفسي لأذهب معهم رغم صغر سني في ذلك الوقت، وعندما قاموا بإحضار أسلحتهم وجهزوا أنفسهم للإنطلاق، قلت لهم سأذهب معكم الى فلسطين، وكنت مصراً للذهاب معهم ومشاركتهم في حمل السلاح والقتال، لأنني كنت متشوقاً لحمل السلاح والقتال، فقالو لي حينها إنتظرنا حتى نرجع من عملنا ونعتمدك مقاتلاً أساسياً معنا، وبعدها تستطيع مشاركتنا، ولكني كنت قد أخذت قراري بعدم التخلي عن مشاركتي معهم، ولم يكن هناك أي خيار سوى الذهاب معهم ومشاركتهم، وكانت أول مشاركة لي في عمل جهادي مقاوم على أرض فلسطين، وعندما وصلنا الحدود الفلسطينية ودخلنا إلى كريات شمونة، شعرت وأحسست أن فلسطين فيها شيئ من الجنة، هذا إحساس انتابني عندما دخلنا أرض فلسطين.


ومن ناحية التدريب العسكري، كنا نتلقى التدريبات في مثلث مجدل سلم- تولين- قبريخا في جنوب لبنان، على أيدي مجموعات اليرموك التي كانت تابعة في ذلك الوقت للعقيد ابو موسى، الذي كان يقوم برسم الخطط.


واليوم انصح كل من يعشق باب الجهاد في سبيل الله أن يعتمد السرية في مجموعاته، وأن يكون مخلصاً لقضيته، وأن لا يلجأ إلى التباهي والغرور بالسلاح وبالقيادة، وأن يكون همه العمل إلى قضيته فقط، وعلى هذا الجيل ايضاً أن يتعلم ويستخلص العبر من الأخطاء السابقة التي وقعت بها ثورتنا السابقة، التي لولاها لما وصلنا إلى هذا الحد، وأن يكون همهم تربية جيل واع متمسك بقضيته وأن يكونوا يداً واحدة ولا يكونوا متفرقين، لأن الله تعالى يقول (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص).
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/60141

اقرأ أيضا