/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

أهالي البارد: كل الرهانات سقطت أمام تمسكنا بحق العودة

2014/05/15 الساعة 11:35 ص

القدس للأنباء - خاص
منذ ستة وستون عاماً، ارتكبت العصابات الصهيونية الكثير من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وقامت بتدمير البيوت، والقتل الجماعي للشيوخ والشباب والنساء، والتعذيب الجسدي والنفسي تحت غطاء بريطاني ودولي وعربي، وهجرت آلاف الفلسطينين من أرضهم إلى دول الطوق (لبنان وسوريا والأردن) وتم بناء المخيمات لهم، وراهن العدو على أن "الكبار سيموتون والصغار سينسون".
تعرضت هذه المخيمات لمجازر عدة، لكنها بقيت شاهدة على النكبة الأولى، ومتمسكة بالعودة إلى فلسطين، والكبار يزرعون في نفوس الصغار حبّها، ويروون لهم معاناة النكبة وإجرام العدو.
وكالة "القدس للأنباء" جالت في مخيم نهر البارد على بعض من واكبوا النكبة، والتقتهم وأبناءهم، للوقوف على أرائهم في هذه الذكرى.
حنين للوطن
يقول الحاج محمد أبو حسان (أبو عفيف)، من مواليد فلسطين عام 1931: "أنا فلسطيني من قرية سعسع قضاء صفد مقابل مارون راس، هذه القرية التى عشت فيها ستة عشر عاماً، وبعدها تهجرنا من هذا البلد بالإرهاب والظلم والعدوان، وكل هذه السنين الطويلة وأنا أشعر بالألم العميق، حيث أن الحياه التي عشتها في فلسطين قبل النكبة، كانت ملأى بالخيرات التي لا توصف، من كروم العنب والزيتون وجميع أنواع الفاكهة، وعندما يشعر الإنسان أنه يفقد شيئاً من هذا النوع، يشعر بالألم العميق والفراق، ومهما يتكلم الإنسان يعجز عن وصف الحياه قبل النكبة وبعدها".
ويضيف: " واكبت التهجير وكان عمري ستة عشر عاماً، وكانت المؤامرات من القريب والبعيد، من أوروبا وخاصه بريطانيا، التي كنا تحت "انتدابها" والإرهاب الصهيوني بالتعاون مع جيش الإنقاذ الذي كان يقول للأهالي: (أسبوع وبترجعوا)، وهذا الكلام سهّل الخروج من فلسطين، وها أنا الآن يتجاوز عمري 83عاماً، وأتمنى العودة إلى أرضي،  وعلمت أولادي وأحفادي أن لا تغيب فلسطين عن ذاكرتهم".

سنعود حتماً
ورأى الأستاذ محمود سويدان (مواليد صفوري عام 1947) أن:" النكبة حلت بنا فأصابت كل مفاصل الحياة بكل المستويات، فلسطين كانت مثل دول الخليج حالياً، يأتي إليها الناس من أجل العمل وخاصة من لبنان، وكانت مورداً للرزق، وأنا كفلسطيني خرجت بشكل إجباري من فلسطين محمولاًعلى أكتاف والدتي، حتى وصلنا إلى جنوب لبنان، ومن ثم إلى نهر البارد".
ويضيف: "كل ما أعرفه من أجدادي أن  بلدة (صفورية) أرضٌ واسعة تقع على مفترق طرق، وكان عدد سكانها عام 1948 خمسة آلاف نسمة، ويوجد فيها سهل (البطوف)، وهو من سهول مرج بن عامر، وقلعة لا تزال موجودة حتى الآن وفيها ديرٌ للراهبات، وتشتهر بالبساتين وبكل أنواع الخضار والفواكه خاصة الرمان، وفيها العديد من العلماء والشعراء ومنهم الشاعر محمد علي الذي توفي عام 2013، ولديه عدد من الدواوين الشعرية".
وعن حق العودة، يتابع سويدان حديثه: " كان الرهان بأن فلسطين سينساها أهلها بعد فترة أو بعد موت الجيل الأول وفشل الرهان، لأن الوطن شيء مقدس ومن ليس له وطن ليس له هوية، و(فلسطين لن ننساك ولن نرضى وطنا سواكي)، ومهما طال الزمن وتجبّر الطغاة لا بد أن نعود، والعودة أكيدة إن شاء الله إلى أرض فلسطين، لأنها أرضٌ مقدسة للمسلمين والمسيحين".
تمسك راسخ بحق العودة
من جهته أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اللجنة الشعبية حمزه خضر: أن شعبنا أثبت تمسكه الراسخ بحق العودة، بعد مرور ستة وستين عاماً من النكبة، ليس بالقول والكلام فقط، بل ظهر ذلك عام 2011 في مسيرة العودة إلى مارون الراس،  بسقوط عددٍ من الشهداء، وإذا كان العدو الصهيوني راهن على الجيل الأول بأنه سينسى بعد النكبة فرهانه قد أُحبط وفشل، لأن الجيل الرابع بعد النكبة أثبت تمكسه بأرضه ووطنه أكثر".
خذلنا جيش الإنقاذ
بدوره روى الحاج طه الحسن (مواليد فلسطين عام 1914) من قرية عقبر، ذكرياته في فلسطين قائلاً: "كنا نعيش في فلسطين، ونحن المسلمون الأكثرية بالنسبة لجميع الأديان الأخرى، وعندما أتت العصابات الصهيونية دافعنا عن أرضنا بقيادة الشيخ محمد نمر الخطيب، وهو من رجال عز الدين القسام، وتوفي في المدينة المنورة، ثم أتى جيش الإنقاذ العربي، وطلب إخلاء القرية من الأهالي بحجة عدم تعرضهم لأي أذىًَ من العصابات الصهيونية، وبعد ستة وستين عاماً سنرجع ولكن بعد العودة إلى ديننا". .
خسئت أفكارهم
وتحدث الشاب عمر حسن فقال:" ولدت خارج فلسطين ولكنها أرض أجدادي ومسرى الرسول (ص)، وهي أرضٌ لها أمجاد ونفتخر بها على مدى العقود، وها نحن نمر اليوم بالذكرى الستة والستين للنكبة، وحبّ فلسطين وعشق الجهاد يترعرع في قلبي وقلب كل فلسطيني، ومن يظن أن هذا الجيل الصاعد سينسى القضية فهو مخطئ، ومن هنا نقول لن نتخلى عن أية ذرة تراب من فلسطين. لقد راهن البعض في الماضي على أن هذا الجيل سينسى وطنه، ولكن خسئت أفكارهم، ففلسطين تولد في ذاكرة الطفل في أزقة المخيمات.
لا بديل عن العودة
ولفت بشار النصار إلى أنه " بعد مرور أكثر من جيل على النكبة، نؤكد أن شعبنا وأولادنا لم ولن ينسوا فلسطين، وأكبر دليل على ذلك إحياء ذكرى النكبة، في كل أنحاء العالم، خاصة شعبنا في المهجر، ما يؤكد على أن فلسطين ما زالت في وجدان كل فلسطيني، ولا بديل عن العودة إليها".
تمسك بالهوية
ورأى عضو المجلس الاستشاري للجبهة الشعبية - القيادة العامة في لبنان محمد العامر، "أن شعبنا متمسك بالهوية الوطنية، ومحافط عليها ولم يتخلَّ يوماً عنها، وما زال يتطلع ويناضل من أجل أن يعود إلى تراب أرضه، وسيظل يعمل حتى يستعيد هذا الحق، فعوامل الزمان لم تستطع محو هذا الوطن من ذاكرتنا، وستبقى أجيالنا تتناقل هذه المشاعر من جيل إلى آخر".
في 15 أيار من كل عام، يجدد شعبنا العهد على التمسك بحقه وأرضه، مهما اشتدت الأنواء والأزمات، ويؤكدً تصميمه على الكفاح بكل الوسائل للعودة إلى وطن الآباء والأجداد.
15 أيار من كل عام محطة للتأمل والعمل، وليس للتباكي على الماضي، فشعبنا يرفض اليأس والإحباط، وتاريخه يشهد بأمجادٍ راسخةٍ، وهو مدرسة الجيل الجديد الذي يستعد لتسطير المزيد من صفحات العز.

 

""

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/59212

اقرأ أيضا