/مقالات/ عرض الخبر

مقاطعة (إسرائيل).. السلاح الخفي.. كتب: غسان الشامي

2014/03/27 الساعة 10:11 ص

يتجلى مشهد مقاطعة دولة الكيان الصهيوني بصورة أكبر في الكثير من الدول الغربية أكثر من الدول العربية، مما يزعج الكيان ويجعله كثير التفكير في كيفية مواجهة سلاح المقاطعة الحاد، والذي يتلقى ضرباته من دولة يعتبرها الكيان الصهيوني صديقة وداعمة، وها هي اليوم تشهد حملات كبرى لمقاطعة «إسرائيل»، على الكثير من الصعد منها الأكاديمية، والاقتصادية والمجتمعية وغيرها، ويوميا تنضم جمعيات ومؤسسات أوروبية إلى حملات مقاطعة الكيان الصهيوني .
وتعد المقاطعة الأكاديمية لـ«إسرائيل» أشد إيلاما على الصهاينة من المقاطعة الاقتصادية، لأنها أكثر تأثيرا من المجتمع الأوروبي والأميركي، فضلا عن أن المقاطعة الأكاديمية تشعر الطلاب «الإسرائيليين» بأنهم منبوذون في جامعات العالم.
إن سلاح المقاطعة له تاريخ قديم منذ بدء الهجرات الصهيونية إلى أرض فلسطين، حيث قاطع الفلاحون الفلسطينيون اليهود المهاجرين فضلا عن المظاهرات الشعبية الفلسطينية في وجه الهجرات اليهودية، كما عقدت الجمعية الإسلامية في نابلس عام 1920م مؤتمرا، دعت فيه إلى مقاطعة اليهود مقاطعة تامة؛ والعمل على عزل اليهود عن المجتمع الفلسطيني وعدم التعامل معهم اقتصاديا وتجاريا وتشغيل الأيدي العاملة، و الامتناع عن بيع الأراضي والعقارات لليهود.
كما توالت حملات مقاطعة اليهود في زمن الانتداب البريطاني مع كل ثورة أو هبة فلسطينية ضد الاحتلال البريطاني ورفضا للهجرات اليهودية، وقد استمرت المقاطعة بعد احتلال الكيان الصهيوني أرض فلسطين ولكن التفاعل معها كان بنسب متفاوتة ما بين القوة والضعف، في المقابل بذل الكيان الصهيوني جهودا كبيرة في مواجهة سلاح المقاطعة، ووجه نداءات متوالية للكونغرس الأميركي من أجل دعم «إسرائيل «في مواجهة سلاح المقاطعة، وطلبت من الكونغرس إصدار تشريعات للشركات الأميركية من أجل وقف مقاطعة المنتجات «الإسرائيلية» فيما استمر الكيان الصهيوني بمواجهة سلاح المقاطعة وبذل جهود كبيرة من أجل عقد اتفاقيات السلام واتفاقيات التعاون الاقتصادي من أجل وقف سلاح المقاطعة وتطبيع العلاقات مع الكثير من دول العالم وبعض الدول العربية.
حديثا مع تطورات الاتصال المتسارعة فإن المقاطعة أصبحت سلاحا فعالا، حيث بدأت حملات المقاطعة تلقى تأييدا من الكثير من شعوب العالم، وأن جرائم الكيان الصهيوني التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية بصورة مباشرة ساهمت بشكل كبير بتفعيل سلاح المقاطعة في وجه «إسرائيل».
وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أعلنه معهد «جيوغرافي» الصهيوني أن 67 % من «الإسرائيليين» يعتقدون أن المقاطعة ستلحق بهم ضررا كبيرا، فيما حذر خبراء مال من أن اقتصاد «إسرائيل» سيخسر نحو 20 مليار دولار نتيجة المقاطعة الدولية، وستتضرر نحو 30% من الشركات الصهيونية، كما أن حملات المقاطعة تصعّد موجات العداء لـ«إسرائيل» بحسب وزارة الخارجية الصهيونية، كما أن رئيس الوزراء الصهيوني «نتنياهو» يشعر بالقلق الكبير جراء تصاعد حملات المقاطعة الأوروبية خاصة حال فشل المفاوضات مع عباس وزمرته.
وقد حقق سلاح مقاطعة «إسرائيل» الكثير من المنجزات على سبيل المثال لا الحصر فقد سحب صندوق التقاعد الهولندي أمواله من خمسة مصارف «إسرائيلية»، واجهت شركة «G4S» وهي كبرى الشركات العالمية المختصة بتوفير أساليب الحماية والأمن وهي المتورطة في تزويد سجون الاحتلال وحواجزه ومستوطناته بمعدات أمنية، انتقاداً دولياً متزايداً، فقد خسرت هذه الشركة عقوداً بملايين الدولارات في دول الاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا. كما أنّ مصارف أوروبية كثيرة سحبت استثماراتها من شركتي «فوليا» و«صودا ستريم» المتورطتين في التطبيع مع الاحتلال. وتنظر دولة الكيان الصهيوني بقلق كبير للكثير من النشاطات التي تنفذ في المدن الأميركية والأوروبية، منها ما أطلقه مؤخرا طلاب جامعيون وناشطون تحت عنوان «أسبوع مقاومة الأبارتهايد الإسرائيلي» في 200 مدينة حول العالم، منها مدن في أميركا وبريطانيا، حيث يسعى الطلبة إلى نشر ثقافة مواجهة «إسرائيل «باعتبارها نظام فصل عنصرياً، ودعم حركة مقاطعة «إسرائيل» في كافة أنحاء العالم، وذلك من خلال صور عن جرائم «إسرائيل «ضد الشعب الفلسطيني ومواد فنية وثقافية تدعم حقوق الفلسطينيين في أرضهم .
أمام اشتداد حملات المقاطعة في الدول الأوروبية والمدن الأميركية، هل تعلن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي حملات وفعاليات عربية في كافة الدول والمدن العربية لمقاطعة الكيان الصهيوني، وتكثيف برامج الإعلام والفكر والثقافة في سبيل إنجاح الحملات العربية لمقاطعة «إسرائيل «؟..

 


المصدر: اللواء

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/56245

اقرأ أيضا