/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

مسجد بئر السبع الكبير .. إلى متى

2013/11/11 الساعة 09:23 ص

يعتبر مسجد بئر السبع من اهم مقدسات المسلمين في منطقة النقب وهو ابرز الشواهد على اسلامية المدينة حيث ما زالت مئذنته شامخة تشق عنان السماء تستصرخ المسلمين في كل العالم انني المسجد الاسير انتظر من يفك القيد وينتصر لي.
تراث اسلامي وتحفة فنية تركية
مسجد بئر السبع الذي بني في عهد آصف بيك قائم مقام بئر السبع في نهاية العهد التركي.
وقد اشارت الوثائق الى فرش المسجد المذكور بتاريخ 1329 هـ و 1911 م حيث تم ارسال سبعة سجاجيد لفرش المسجد وكذلك تم تعيين ثلاثة موظفين للمسجد المذكور للقيام بالواجبات الدينية ، كما تم ايضا عمارة المسجد حسب التقارير الهندسية التي قدمت للبلدية في سنة 1929 وفيها .
1- هدم سقف الجامع القديم واستبداله بالباطون والحديد .
2- قصارة سقف الجامع ثلاثة وجوه .
3- قصارة المأذنة والحيطان .
4- تبليط المسجد .
5- بناء بيوت الخلاء .
وغيرها من التعميرات الصغيرة ، وقد تمت المصادقة على هذه التعميرات سنة 1929 ودفع مبلغ 160 جنيهاً على ثلاثة دفعات من قبل المجلس الاسلامي الأعلى حيث كونت لجنة رسمية سميت بلجنة اعمار الجامع، وقامت هذه اللجنة بالتعهد والأخذ على عاتقها القيام بعمارة مسجد بئر السبع على الوجه الموصوف في الكشف الهندسي .
وكما قامت هذه اللجنة بتقديم طلب لدائرة الأوقاف بإصدار الأوامر اللازمة لمهندس الأوقاف او لمن يراه مناسبا لمراقبة سير العمل بين الحين والآخر .
شاهد على احتلال المدينة
مسجد بئر السبع الكبير يعتبر اليوم من الاماكن الاثرية التي تصنفها بلدية بئر السبع كمتحف يحوي لوحات فنيه وتاريخية للعصور اليهودية ووثائق اسرائيلية تتحدث عن تاريخ اقامة الدولة الاسرائيلية وارتباطها بهذه البلاد كما يضم اصناما وتماثيل تجسد الشخصيات اليهودية القديمة والعسكريون الاسرائيليون الذين قاموا بتدنيس المدينة وقادة الجماعات العسكرية الاسرائيلية ولربما وضعت التماثيل لخدمة التاريخ المزيف للاحتلال ولكنها ستبقى شاهدة على هذا الاحتلال وظلمه للمسجد .
وتشير بعض التماثيل والوثائق الى عهد الانتداب البريطاني للبلاد وفترة الانتداب الانجليزي وما رافقه من وسائل تهجير للعرب المسلمين في منطقة النقب عامة والمدينة خاصة
وتستعمل الساحات الخارجية للمسجد كمنتزهات سياحية واماكن خاصة لإقامة الحفلات الماجنة ومهرجانات الخمور التي تعرض من خلالها شركات الخمور منتوجاتها بهدف الدعاية والاعلان.
بلدية بئر السبع واصرار غير مبرر
وتصر البلدية على اغلاق المسجد رغم المحاولات المستمرة لفتحة والدعاوي المقدمة من قبل المؤسسات والجمعيات والمطالبات الجماهيرية والفعاليات والنشاطات التي تقوم بها الحركة الاسلامية من اجل ربط اهل النقب بالمسجد واستمرارية الحفاظ عليه في ذاكرة السكان كمسجد اسلامي خاص لهم الحق الكامل في الصلاة فيه ومنها المعايدة الموسمية في ساحة المسجد وصلاة الجمعة الحاشدة التي امها فضيلة الشيخ رائد صلاح وحضرها الالاف من سكان المدينة العرب والتجار والموظفين وزوار المدينة من المسلمين .
الاف السكان والزوار بلا مكان للصلاة
ويوم مدينة بئر السبع يوميا اكثر من عشرة الاف مواطن عربي من شتى القرى العربية المجاورة ويعتبر سوق بئر السبع المركزي وسوق الخميس احد اهم المراكز التي يتجمع فيها السكان العرب حيث يتواجد يوميا في هذه المراكز اكثر من خمسة الاف عربي يحرمون من اداء الصلاة في المسجد الكبير الذي يبعد 500م عنها.
كما ويسكن المدينة في بيوت خاصة واخرى مستأجره اكثر من ستة الاف مواطن عربي في حارات البلدة المختلفة وجلهم من اصحاب الوظائف العليا كالأطباء والمحامين والمهندسين والمحاضرين وعدد كبير منهم من اهلنا من قرى ومدن المثلث والجليل والساحل حيث تعتبر مدينة بئر السبع مكان العمل الثابت لهم ولهم دور واضح الدفاع عن قدسية المسجد .
مؤسسة النقب : اعادة افتتاح المسجد واجب المرحلة
مؤسسة النقب للأرض والانسان التي بذلت جهدا واضحا في ابراز اهمية المسجد من خلال دعمها للنشاطات والفعاليات المختلفة في المسجد تصر من خلال ايمانها القاطع بأهمية استرداد المسجد واعادة فتحه للصلاة وافساح المجال امام المسلمين من اهل المدينة والقرى المجاورة وتناشد الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني عامة واهل النقب خاصة بزيارة المسجد والاطلاع المباشر على احواله وخاصة هذه الايام التي تقوم بلدية بئر السبع بإنشاء منتزه واماكن سياحية في ساحاته الخلفية المفتوحة بعد اغلاق جميع ساحاته الامامية والجانبية امام الزوار المسلمين ممن يحضرون لأداء الصلوات فيها .
وفي حديث مع مدير مؤسسة النقب احمد السيد قال : ان للمسجد اهمية كبيرة وقدسية عظيمة في هذه المدينة العربية التاريخية العريقة التي بنيت على الطراز التركي وسكنها عرب النقب وعدد كبير من اهالي غزة والضفة قبل الاحتلال الاسرائيلي وما زالت قبورهم في المقبرة الاسلامية شاهدة على حقهم الاسلامي والتاريخي فيها منها قبر جدي وجدتي الذين دفنوا في مقبرتها الاسلامية التي تعتبر المعلم الكبير على عروبة هذه المدينة واسلامية البلد على مر العصور .
الحركة الاسلامية: في النقب ايماننا بحقنا في المسجد اقوى من ظلمهم
الحركة الاسلامية التي ساهمت الى حد بعيد في ربط اهل النقب بالمسجد تعتبر المسجد من اهم الاماكن الاسلامية التي يجب مراعاة قدسيتها والدفاع عن حق المسلمين فيها فقد باشرت بإقامة العديد من النشاطات والفعاليات التي تساهم في احياء الروح الاسلامية للمسجد منها اقامة الاجتماعات العامة ودعوة السكان لزيارة المسجد بعائلاتهم وتنظيم المعايدات ايام الاعياد في ساحاته كذلك مشاركتها بشكل واضح وكبير في تنظيم صلاة الجمعة الحاشدة الكبيرة بتاريخ 5-10 2012 التي اهتزت لها منطقة النقب وشهدت توافدا غير مسبوق من السكان للمدينة .
ويقول الشيخ اسامة العقبي مسؤول الحركة الاسلامية في النقب ان دفاعنا عن المسجد وحفاظنا على قدسيته ينبع من ايماننا العميق وفهمنا الواسع بالحفاظ على اماكن العبادة والصلاة والتقرب الى الله تعالى وحقنا الاصيل في هذا المكان المقدس الذي بنى في العهد التركي كمسجد وبقي كوقف اسلامي لا يجوز لاحد ان يمسه بسوء او يستعمله لغير ما اوقف له.
واضاف ان الحركة الاسلامية ستولي اهتماما كبيرا لهذه القضية وستعمل على اعادة هذه المسجد الى احضان اهله بكل الطرق المتاحة لفتحه امام المسلمين وذلك ايمانا بحقنا الخاص فيه وان ما يجري الان فيه وما يقام في ساحاته انما هو بغي واعتداء على حرية العبادة ومقدسات المسلمين وهذا مخالف لكل الشرائع السماوية والنظم والقوانين الارضية وان اصرار المؤسسة الاسرائيلية ممثلة ببلدية بئر السبع على اغلاق المسجد لهو تعد صارخ وظلم واضح للعرب المسلمين في النقب ولن يهدأ لنا بال حتى يعود المسجد حرا امام اصحابه ليصلو فيه بكل حرية وامان .


المصدر: فلسطينيو 48

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/47433

اقرأ أيضا