تواصل إسرائيل سياساتها الممنهجة لإحراج السلطة الفلسطينية، فبينما تدعي أنها تقدم تسهيلات للتقدم في المفاوضات، ومن بينها الافراج عن أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، تعلن عن بناء وحدات استيطانية جديدة بالتزامن مع كل مرحلة من مراحل اطلاق سراح هؤلاء. هي خطوات يصفها الفلسطينيون بالتحريضية، فيما تقول اسرائيل إنها معروفة سلفاً للفلسطينيين والأميركيين ضمن اطار صفقة "أسرى مقابل استيطان".
وفي وقت تستعد اسرائيل للافراج غداً الثلاثاء عن 26 اسيراً ضمن المرحلة الثانية من اتفاق اطلاق 104 اسرى معتقلين منذ ما قبل نشوء السلطة الفلسطينية، قالت صحيفة "معاريف" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سيعلن عن بناء 1700 وحدة استيطانية جديدة. واشارت الصحيفة إلى أن اسرائيل ستبني 1500 وحدة في مستوطنة "حي شلومو" المقام على اراضي القدس الشرقية، و200 وحدة أخرى في الضفة الغربية.
ومن خلال عملية حسابية بسيطة، يظهر أن إسرائيل تريد مقابل كل اسير تفرج عنه بناء 65 وحدة استيطانية جديدة، وهو أمر اثار غضب الفلسطينيين الذين رأوا في الخطوة "خططاً دنيئة".
ونفت منظمة التحرير الفلسطينية ما تحاول اسرائيل إظهاره، وكأنه "اسرى مقابل استيطان". وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه إنه "لم يكن هناك أي صلة بين استمرار الاستيطان واطلاق سراح الاسرى"، مشيراً إلى أن الخطوة الاسرائيلية "دنيئة وتخرج كلياً عن التفاهمات التي جرت قبل انطلاق المفاوضات". وأضاف في حديثه إلى وكالة الأنباء الفرنسية إن "الجانب الأميركي وعد بالحد من الاستيطان إلى اقصى درجة، ولم يتم تنفيذ ذلك".
وذكرت الوكالة الفرنسية انها تلقت رسالة نصية من مسؤول حكومي اسرائيلي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، قال فيها إن مواصلة البناء في المستوطنات جزء من "الترتيبات"، التي جرت مع الفلسطينيين والاميركيين قبل استئناف المفاوضات. وأضاف ان "اسرائيل ستواصل في الاشهر المقبلة الاعلان عن البناء في تجمعات المستوطنات وفي القدس. والاميركيون والفلسطينيون على علم بهذا الترتيب".
ومن جهته، قال وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع لـ"السفير" إن "الإفراج عن الاسرى متفق عليه منذ أشهر، وإسرائيل تتعمد اعلان بناء وحدات استيطانية جديدة بالتوازي مع هذا الإفراج من أجل إحراج السلطة الفلسطينية، وضمن عمليات التحريض الممنهجة التي تمارس ضد القيادات الفلسطينية، وكذلك لإرضاء اليمين الاسرائيلي الذي لا يريد الإفراج عن الاسرى".
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أن اتفاق استئناف المفاوضات مع اسرائيل كان مشروطاً فقط بامتناع الجانب الفلسطيني عن تقديم طلبات للانضمام للوكالات الأممية المختصة، وليس له أي علاقة بمجريات العملية التفاوضية، أو البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجاء في البيان ان "محاولة إسرائيل ونتنياهو ربط إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالبناء الاستيطاني ليست سوى محاولة مضللة وخاطئة وكاذبة، لتخفيف الانتقادات عليه من قبل شركائه في الائتلاف، وهذا موضوع لا يعنينا في شيء".
ويأتي الافراج عن الاسرى غداً ضمن المرحلة الثانية من اتفاق إطلاق المفاوضات برعاية أميركية في شهر تموز الماضي، الذي يتضمن الإفراج عن كل الاسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاق اوسلو في العام 1994 على أن توافق السلطة على استئناف المفاوضات لمدة تسعة اشهر.
وعلى صعيد قطاع غزة، سقطت قذيفة هاون في جنوب أراضي الـ48 المحتلة من دون أن تسفر عن ضحايا او أضرار. وبحسب المتحدثة باسم جيش الاحتلال، فإن القذيفة سقطت قرب السياج الامني. ولكن في المقابل، قال شهود عيان إنه تم إطلاق قذيفتي هاون باتجاه قوة إسرائيلية تقوم منذ أسابيع بصيانة الشريط الحدودي في شرق مدينة خان يونس..
المصدر: السفير