يرى الكثير من ذوي الأسرى أن الحل الوحيد للإفراج عن أبنائهم من داخل السجون، هو تكرار عملية خطف جنود "إسرائيليين" لمبادلتهم بأسرى باعتبار ذلك الطريق الأنجع لتحريريهم، لان التوسل وانتظار شفقة ورحمة الاحتلال لن يجدي نفعا، مشيدين بأعمال المقاومة الفلسطينية التي لازالت تعمل بشتى الطرق على تبييض سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
ويصادف الثامن عشر من أكتوبر ذكرى إبرام صفقة "وفاء الأحرار" بين فصائل المقاومة في قطاع غزة و"إسرائيل" بواسطة مصرية، التي أفرج بموجبها عن الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط" مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً، حيث تعد الصفقة من أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية "الإسرائيلية".
وتقول زوجة الأسير ناهض الأقرع " كلنا أمل في أن يتم الإفراج عن زوجي وكافة الأسرى من الأسر، خاصة وأنه مبتور القدمين، ولم يتلقى العلاج الكافي داخل السجن، وإدارة السجون لا تعامله كمريض بل تحرمه من تناول الأدوية في بعض الأحيان، حيث يعاني من آلام شديدة بقدميه في أغلب الأوقات ".
وأضافت " أنها كانت تتمنى ولديها أمل كبير بأن يفرج عن زوجها في صفقة "وفاء الأحرار"، ولكن لم يقدر الله له ذلك"، مطالبه الفصائل مواصلة القيام بواجبها تجاه الأسرى داخل السجون، وأن يكونوا على سلم أولوياتهم، حتى تبييض سجون الاحتلال.
خطف الجنود
من جانبها، تتمنى والدة الأسير حسين اللوح الذي المحكم عليه مدى الحياة، وامضي منهم في سجون الاحتلال 11 عاما، حدوث تبادل للأسرى مماثلة لصفقة "وفاء الأحرار" التي جرت قبل عامين حتى يتم الإفراج عن ابنها وجميع الأسرى.
وأضافت اللوح لا بد للمقاومة الفلسطينية أن تعمل جاهدة على خطف المزيد من الجنود حتى تحرير الأسرى الذين يعانون داخل السجون ويعاني ذويهم في الخارج".
وناشدت أم حسين الجهات المختصة والقيادة الفلسطينية وجميع المواطنين أن يهبوا لنصرة الأسرى وقضيتهم،لإيصال صوتهم ومعاناتهم للعالم، وأن يعملوا جاهدين للإفراج عن الأسرى المرضى والنساء والأطفال منهم.
المقاومة السبيل الوحيد
وفي ذات السياق, أوضح والد الأسير أحمد حرزالله المعتقل منذ عام 2004، وحكم عليه بعشرة أعوام بتهمة تنفيذ عملية استشهادية لسرايا القدس، أنه كان يتمني في كل لحظة أن يكون ابنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" ولكن هناك أولويات لا بد منها، كخروج الأسرى كبار السن والنساء والأطفال والأسرى المرضى وأصحاب الأحكام العالية.
وأشاد حرزالله " بعمل المقاومة واستعداداتها للعدو، في إكمال طريقهم في خطف الجنود باعتباره السبيل الوحيد لتحرير الأسرى، سائلا الله أن يفرج كرب جميع الأسرى بالقريب العاجل.
بارقة أمل
بدوره, أكد مدير مؤسسة مهجة القدس ياسر صالح أن الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون ظروفا صعبة ومأساوية، من خلال الانتهاكات التي ترتكب بحقهم، منها سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء، موضحا أنها سياسة ممنهجة تتبعها إدارة السجون ضد الأسرى.
وقال صالح :"في ذكرى صفقة "وفاء الأحرار" يبقى الأمل بإبرام صفقات أخرى لتحرير أسرانا الأبطال الموجودين في سجون الاحتلال، وخاصة أن هذه الصفقة أرغمت العدو على الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة، من بينهم من أمضى أكثر من 30 عاما".
وأضاف " الأسير يبحث دائما عن الحرية وبالتالي أنجع حالات حدوثها في ظل وجود أسر جنود، فعندما يكون هناك جنديا مسجونا تتعلق قلوب وآمال أسرانا الأبطال بالإفراج عنهم في صفقة تبادل مشرفة".
وشدد على أن اكتشاف النفق في مدينة خان يونس الذي يربط غزة بـ أراضي 48 يؤكد أن المقاومة ما زالت تسعى وتبذل كافة الجهود للإفراج عن جميع الأسرى، مبينا أن صفقة "وفاء الأحرار" جاءت على شوق وعطش بعد 26 عاما من صفقة أحمد جبريل في 1985.
المصدر: الاستقلال