خاص/ القدس للأنباء
تُـواجه "إسرائيل" في السنوات الأخيرة ظاهرة المغادرة التي شكّـلت دائماً كابوساً للمشروع الصهيوني ولاستمراره ولمستقبله وضربة لمناعته الديمغرافية، ففي ظل الأكاذيب التي تدور في الدوائر الصهيونية حول تزايد عدد المهاجرين إلى الكيان الصهيوني، جاءت دائرة الإحصاء الصهيونية لتفند تلك الأكاذيب من خلال ما تم نشره من تقارير تفيد بأن المهاجرين الصهاينة من الكيان إلى الخارج في إزدياد مستمر، حيث تعتبر البطالة وارتفاع نسب الضرائب والتهديدات الأمنية أهم الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الهجرة السلبية من "إسرائيل".
فقد أظهرت معطيات السفر التي نشرها مكتب الإحصاء المركزي الصهيوني، الأربعاء، أنه سافر في شهر آب/ أغسطس وحده للخارج 673 ألف "إسرائيلي" وللمقارنة فقد سافر للخارج في الفترة الواقعة بين شهر كانون ثاني /يناير حتى آب /أغسطس 3,3 مليون "إسرائيلي"، وفي الفترة الواقعة بين شهر حزيران /يونيو حتى آب /أغسطس سافر نحو 1,3 مليون "إسرائيلي".
ويتوقع أن يسافر في فترة الأعياد بين رأس السنة وما يسمى عيد العرش خلال الشهر الحالي نحو 1,8 مليون صهيوني، وبهذا يصبح عدد المسافرين في الفترة الواقعة بين تموز/ يوليو حتى أيلول /سبتمبر نحو 40% من إجمالي السكان.
ومؤخراً أظهر تقرير دائرة الإحصاء أيضاً أن الهجرة اليهودية إلى الكيان في تراجع مستمر. وحسب التقديرات، يغادر "إسرائيل" سنويا، لفترات طويلة، حوالى 22 ألف شخص، في حين يعود إليها عبر العام نحو 11 ألفاً إلى 12 ألف شخص بعد غياب سنوات، ما يعني أن عدد من يهاجر سنوياً من "اسرائيل" هو حوالى 11 ألف شخص، ولكنهم يبقون مسجلين في سجل السكان. وقد بيَن سجل أصحاب حق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، أن نحو 620 ألف شخص، أي حوالى 11% من أصحاب حق الاقتراع، هم في تعداد المهاجرين، وهذه النسبة كانت في العام 2009 حوالى 10% الأمر الذي يعني أن الهجرة العكسية هي في ازدياد مستمر.
إن تفاقم ظاهرة الهجرة المعاكسة تكشف زيف الادعاءات الصهيونية بخصوص ارتباط اليهود ارتباطاً عضوياً "بأرض الميعاد". والأهم من هذا أن الهجرة المعاكسة هي في حقيقتها ضربة للمشروع الصهيوني الاستعماري/ الاستيطاني، فاليهود أشد حرصاً على حياتهم وأمنهم مما يحاول الكيان أن يقدمه لهم من إغراءات، إذ أن غالبية الصهاينة الذين يغادرون الكيان لم يعودوا إليه.