/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

العدو يستغل الأحداث بالمنطقة والمفاوضات لمواصلة جرائمه ووأد القدس

2013/08/28 الساعة 08:14 ص

يبدوا أن تسارع الأحداث الدامية التي تشهدها كبرى الدول العربية، قد فتح شهية الاحتلال  الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم والاعتداءات بحق مدينة القدس الشريف وسكانها، فلا يكاد يمر يوماً دون أن تشهد المدينة المقدسة انتهاك صارخ لقدسيتها وكرامة أهلها التي يعتدى عليها ليل نهار.. في محاولة بائسة من الاحتلال لفرض وقائع جديدة على الارض تمهيداً لإقامة هيكله المزعوم..
وكان ثلاثة مواطنين قد ارتقوا شهداء برصاص قوات الاحتلال الصهيوني بمخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، خلال مواجهات اندلعت ، أمس، مع جيش الاحتلال إثر اقتحامه للمخيم لاعتقال أحد الاسرى المحررين. فيما شهدت المدينة المقدسة اليوم مزيداً من الحواجز العسكرية وانتشار مكثف لقوات الاحتلال، فيما شهدت بعض المناطق مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال في ساعات مساء امس وصباح اليوم ..
تاريخ حافل بالانتهاكات ..
وتجدر الاشارة إلى ان الاعتداءات الصهيونية بحق مدينة القدس ومسجدها الاقصى ، لم تقتصر على قتل المواطنين الأبرياء بدم بارد، كما حدث بالأمس، بل انها على مدار السنوات الماضية استخدم الاحتلال الصهيوني شتى الوسائل والطرق لتحقيق أهدافه مستغلاً حالة الهوان والضعف الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية، فبدأ بمصادرة الأراضي، وتغيير أسماء الشوارع والساحات والحارات بأسماء عبرية، وشرع في إقامة آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية حولها وفي قلبها، ومن ثم سارع إلى طرد سكانها وتهجيرهم وتضييق الخناق عليهم، ودهس الاطفال والاعتداء على النساء والشيوخ،  بالإضافة الى الاقتحامات المتكررة للعصابات الصهيونية، و حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم، تمهيداً لهدمه، والإعلان عنها "عاصمة أبدية" للكيان الصهيوني، وكل ذلك يتم تحت أنظار العالم قاطبة، وعلى مرأى ومسمع من العالمين العربي والإسلامي، من دون أي تحرك فعلي وجاد لمواجهة مخطط تهويد المدينة المقدسة الذي بلغ ذروته في الآونة الأخيرة. 
المقاومة نهجنا للدفاع عن مقدساتنا..
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ نافذ عزام، أكد أن الضفة المحتلة ومدينة القدس الشريف  تتعرضا لهجمة صهيونية مسعورة، حيث يقوم جيش الاحتلال بإجراءات تعسفية متواصلة تهدف لوأد المقاومة بشكل عام وتكريس الخطط التهويدية التي تمضي فيها قدماً.
وأشار القيادي في الجهاد في حديث له إلى أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم إزاء هذه الإجراءات التعسفية التي تتخذ بحقه ويستطيع الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل، منوهاً إلى أن المقاومة الشعبية من تظاهرات واعتصامات ومواجهات ضد جدار الفصل العنصري هي شكل من أشكال المقاومة المطلوبة.
وأضاف الشيخ عزام، أن ارتقاء الشهداء والمواجهة هي عنوان للصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني ، وأن ما يحدث في مخيم قلنديا نتيجة لسياسة العنجهية التي يقوم بها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني الذي من حقه استخدام كافة أشكال المقاومة للدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته.
استغلال سافر وخطير..
وبدوره  قال الخبير في شئون القدس، الدكتور جمال عمرو، أن الأعوام والأشهر الأخيرة شهدت ممارسات عدوانية  متصاعدة بحق مدينة القدس وأهلها بهدف تفريغ المدينة المقدسة من هويتها الفلسطينية على كافة الأصعدة، فالجغرافيا تحولت عبر إنهاء بناء العشرات من الكنس الصهيونية لعل أبرزها (كنيس الخراب) الذي تعلوه قبة كبيرة توازي الصخرة للناظر من بعيد للمدينة، وهذا لخلط الأوراق وتغيير المعالم"، مؤكداً أن عامي ( 2012ـ 2013) من أسوأ وأشد الأعوام خطورةً ووطأةً على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك جراء الهجمة الاستيطانية  المسعورة بحق المدينة المقدسة واستمرار ممارسات الاحتلال العنصرية بحقها.
ووصف الخبير المقدسي  الوضع بالقدس بـ"الخطير جداً"،  منوهاً إلى أن العدو الصهيوني  يسعى ضمن مخطط  خبيث إلى انهاء الوجود الفلسطيني داخل مدينة القدس وعزل المدينة عن عمقها العربي المتمثل بالضفة الغربية ومدن فلسطين الداخل المحتل بعد ان عزلها عن قطاع غزة وبعدها العربي والإسلامي.
ولفت إلى استغلال الاحتلال الصهيوني السافر عودة المفاوضات الفلسطينية ـ الصهيونية، وانشغال العالم العربي بأوضاعه الداخلية لبسط سيطرته على مدينة القدس  لفرض امر واقع يصعب تغييره من خلال تحويل التواجد الفلسطيني بالمدينة إلى أقلية ضعيفة من أجل استكمال مشروع تهويدها.
وأشار إلى أن القدس تتعرض لتغييرات عميقة في باطن الأرض من خلال تكثيف أعمال الحفريات التي دمرت التاريخ والآثار الإسلامية، التي لا يمكن إعادتها كما كانت مهما فعلنا، مشدداً على ضرورة وضع خطة استراتيجية عربية و اسلامية مضادة لمواجهة المخطط الصهيوني الخطير بحق مدينة القدس مسجدها الاقصى.
وأد القدس مشروع صهيوني قديم حديث متجدد..
ومن جانبه أكد  رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى ، الدكتور ناجح بكيرات أن الاحتلال الصهيوني لم يتوانى للحظة عن استغلال الانشغال العربي والإسلامي عن فلسطين والقدس لمحوها عن الوجود، مشيراً أن كافة الدلائل والقرائن تثبت تورط قادة الاحتلال الصهيوني بالحريق الذي طال المسجد الاقصى في 12اغسطس عام 1969، وان كان الصهيوني الاسترالي مايكل دنيس روهان هو الأداء المنفذة لهذه العملية الشرسة ، واصفاً الحالة التي وصلت اليها مدينة القدس بمرحلة "الاحتضار قبل الموت البطيء".
وحذر بكيرات، من خطورة المخطط الصهيوني الخطير الذي تعمل المؤسسة الصهيونية على فرضه بصورة حثيثة وكأنها في سباق مع الزمن، موضحاً أن الاحتلال الصهيوني يقوم بسياسة جديدة بغرض التقسيم الزماني والمكاني ، وان الأصوات الرسمية والشعبية  الصهيونية  تتحدث اليوم علانية عن اقتراب الوقت في حساباتهم لإنشاء كنيس داخل المسجد الاقصى على السطح المرواني.
واستنكر رئيس قسم المخططات الصمت العربي والإسلامي على المستويين الشعبي والرسمي ازاء ما تتعرض له مدينة القدس ومسجدها من عمليات وأد وتهويد لهويتها الاسلامية ، داعياً  الكل العربي والاسلامي إلى اتخاذ مواقف وإجراءات أكثر حدة وصرامة إزاء الانتهاكات الصهيونية المبرمجة التي تمارس على قدم وساق ضد المسجد الأقصى.


المصدر: موقع سرايا القدس

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/41037

اقرأ أيضا