تنتشر في أنحاء قطاع غزة برك سياحية وزراعية غير آمنة، تفتقد لمقومات الصحة والسلامة، وتشكل قنابل موقوتة تهدد حياة السكان، سيما الأطفال.
وخلال أسبوعين مضيا، شهد قطاع غزة حالتي وفاة غرقا لفتيين في عمر الزهور في بركتين غير آمنتين واحدة في جنوب القطاع، وهو الفتى أحمد خليل العقاد (12 عاما)، والأخرى في المحافظة الوسطى، وهو الفتى هاشم أبو مغصيب (10 أعوام).
وحسب متابعات مراسلنا، فإن عددا من البرك الزراعية والسياحية في القطاع تفتقر لشروط السلامة، من حيث عدم التسييج، وتفتقد الشروط الصحية من حيث تلوث المياه التي تؤهلها للعمل في أوساط مكتظة بالسكان والأطفال.
متابعة الوزارة
واعترف مدير دائرة السياحة في وزارة السياحة والآثار بغزة رزق الحلو أن وزارته مستنفرة منذ فترة من أجل القضاء على هذا الخطر.
وبالرغم من متابعة الوزارة لهذه الظاهرة وإخطار وإغلاق بعض البرك في فترات سابقة، إلا أن الحلو يؤكد أن عددا من البرك لازال يعمل بشكل غير قانوني, ومخالفا لإجراءات الصحة والسلامة.
وأشار إلى أن عددا من الأطفال والفتيان لقوا حتفهم, وآخرين أصيبوا بأمراض نتيجة المياه غير المعالجة والبرك غير المؤهلة في عدد من مناطق القطاع.
وأضاف "نستشعر خطورة الأمر وأهميته، ولدينا استنفار في هذا الوقت حول هذا الموضوع، وتداعينا نحن والجهات المعنية ممثلة بوزارة الصحة ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة ومصلحة المياه لبحث هذه المسألة".
وبالرغم من إعلان وزارة الصحة على لسان الناطق باسمها مؤخرا عن وفاة فتيان في برك "زراعية"، إلا أن مسئولا بوزارة الزراعة أكد وجود خلط بين البرك السياحية والزراعية.
خلط واهتمام
وقال مدير عام الإدارة العامة للتربة والري المهندس نزار الوحيدي لمراسلنا: "إنه يبدو أن هناك خلطا في وسائل الإعلام بين البرك السياحية والزراعية، البرك الزراعية كلها مسيجة، ولا شكاوى واضحة في هذا الإطار".
وأضاف "البرك التي فيها مشاكل هي البرك السياحية والمسابح التي يتم تأجيرها، لكن على أي حال، ستعقد ورشة قريبا بالتنسيق مع سلطة جودة البيئة ووزارة الصحة ومصلحة المياه ووزارة السياحة بالخصوص".
وفي بيان حديث لها، دعت بلدية خان يونس جنوب محافظات غزة كافة المزارعين وأصحاب برك المياه إلى ضرورة إغلاق البرك غير الآمنة للحفاظ على حياة أبناء شعبنا من الغرق بتلك البرك جراء افتقارها لأدنى شروط السلامة المستوجب وجودها في كل بركة مياه زراعية.
وأكدت البلدية أن الحفاظ على المواطنين واجب ديني ووطني وأخلاقي, وذلك ينبع من تعاليم ديننا الإسلامي الذي حث على ذلك في مواطن عدة من القرآن الكريم.
وطالبت البلدية خلال البيان كافة المواطنين إلى ضرورة اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر من خلال إغلاق كافة البرك الزراعية الخاصة بهم؛ عبر تركيب شبك حماية أو إنشاء الأسوار الآمنة، أو من خلال تركيب النايلون المقوى لضمان عدم اقتراب الأطفال من تلك البرك, التي قد تخطف حياتهم في أي لحظة، كون الأطفال لديهم غريزة حب الاستطلاع.
وبينت أهمية قيام المزارعين وأصحاب البرك باتباع الخطوات الآمنة وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لتجنيب أبناء شعبنا الكوارث الإنسانية المحدقة بحياتهم جراء انتشار برك المياه غير الآمنة في الأراضي الزراعية وبالقرب من التجمعات السكانية ذات الكثافة العالية.
المركز الفلسطيني للإعلام