/الصراع/ عرض الخبر

السلطة تعوّل على جهود كيري.. و"إسرائيل" لا تبالي

2013/07/05 الساعة 02:53 ص

أمضى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نحو 20 ساعة خلال 4 أيام قضاها منذ بداية الأسبوع الحالي، متنقلا بين القدس المحتلة وعمان ورام الله و(تل أبيب)، سعياً لسد الفجوة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي" للوصول إلى استئناف محادثات التسوية.
وأولى كيري، اهتماماً كبيراً من أجل الوصول إلى هذا الهدف، حيث ألغى عشاء عمل في أبو ظبي حول هذا الموضوع لكسب مزيد من الوقت للتنقل بين رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ولم يبد التعب أو اليأس على المسن كيري (69 عاماً)، الذي يقوم بزيارته الخامسة للمنطقة منذ توليه منصبه في شباط/فبراير الماضي على الرغم من النتائج السيئة لجهوده.
ولكن حكومة نتنياهو، فاجأت الجميع، عقب مغادرة كيري المنطقة، لتعلن عن بناء 930 وحدة استيطانية بجبل أبو غنيم بالقدس المحتلة، ما يعني عملياً فشل كافة جهود وزير الخارجية الأمريكي.
عقيمة وهزلية
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، د. عبد الستار قاسم، أن حكومة نتنياهو لا تبدي اهتماماً لجهود كيري حول استئناف عملية التسوية في الوقت الذي تنظر فيه السلطة الفلسطينية لهذه الخطوات بأهمية كبيرة.
وقال: "كما نقول دائماً، نتنياهو غير معني باستئناف المفاوضات، فهو ليس بحاجة لها وليس لديه أحلام يريد تحقيقها من خلال السلطة، بعكس السلطة تماماً التي تحتاج "إسرائيل" للموافقة على حل الصراع وإقامة دولة فلسطينية".
وأوضح أن كل ما تريده "إسرائيل" قد تحقق باتفاق أوسلو، وهو إنهاء حالة التمرد الفلسطيني ضد الاحتلال وقمع المقاومة وتقييدها، ولكن السلطة وبعد أكثر من 19 عاماً من هذه الاتفاقية لم تحصل على شيء وتسعى للحصول على فتات من خلال مفاوضات عقيمة، بحسب المحلل السياسي.
ونوه د.قاسم إلى أن السلطة وفرت أمناً غير مسبوق للكيان الإسرائيلي، ما جعل الساسة "الإسرائيليين" غير معنيين بتحقيق أي أحلام من خلال أطراف أخرى "لذلك لا تسعى "إسرائيل" للتفاوض مع السلطة، بل تبقيها في موضع الحارس على أمنها في الضفة في حين تستمر هي في التوسعات الاستيطانية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
ووصف قاسم، المفاوضات بـ"العقيمة والهزلية"، وبيّن أن المشكلة ليست في محاولة إقناع نتنياهو بالتفاوض وتقديم التنازلات للسلطة، بل في عدم وجود أي أوراق قوة بيد السلطة تجعلها قادرة على فرض وجهة نظرها وجر الاحتلال للتفاوض وحل الصراع.
وبيّن أن نتنياهو لا يلقي بالاً لأي من الجهات الدولية، والدليل على ذلك أنه قام بتشريع بناء أكثر من 930 وحدة استيطانية في ظل الحديث عن تفاوض، ومطالب فلسطينية بوقف الاستيطان.
ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، النظر إلى أن نتنياهو يستغل جولات كيري المكوكية بهدف كسب المزيد من الوقت ،وتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض،وفرض الحقائق في الميدان من خلال بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية ومصادرة الأراضي بالضفة الغربية، وخاصة القدس المحتلة، والقضاء على أي إمكانية لبناء دولة فلسطينية مستقبلاً.
وتابع:"إن كانت السلطة جادة في تحقيق حلم الدولة الفلسطينية، يجب عليها الآن أن تعلم فشل خيار التسوية، وأن تمنح (إسرائيل) مدة زمنية للانسحاب من الأراضي الفلسطينية بكامل استيطانها، وإلا فحل السلطة وقيام انتفاضة فلسطينية ثالثة".
ونوه قاسم، إلى أن أوضاع القضية الفلسطينية خلال مرحلتي الانتفاضتين الأولى والثانية كانت أفضل بألف مرة من هذه المرحلة التي تشهد عقم سياسي وتقييد المقاومة الأمر الذي هيأ فرصة كبيرة لدولة الاحتلال بضرب جذورها أكثر في الأرض الفلسطينية.
عراقيل "إسرائيلية"
من جهته، أكد المحلل السياسي المتخصص في الشؤون "الإسرائيلية"، وديع أبو نصار، أن نتنياهو يضع عراقيل عديدة أمام أعمال كيري، في المنطقة التي تهدف إلى استئناف جهود التسوية، ومن جانب آخر يحاول أن يظهر نفسه بمظهر الداعي والساعي للتفاوض وحل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".
وقال أبو نصار: "نتنياهو ينتمي إلى اليمينية المتشددة، فهو يحب أن يأخذ دون أن يعطي، ولم يمنح لنفسه مجالاً أن يقدم للفلسطينيين شيئاً من حقوقهم المسروقة على مدار سنوات طويلة، فهو يعتبرها غنائم حرب وانتصارات لا يمكن التخلي عنها مجاناً".
وبرأي أبو نصار، فإن نتنياهو لن يفكر في مفاوضة السلطة قبل تحقيق الحلم الاستراتيجي في ضم كامل القدس المحتلة إلى الكيان الصهيوني، والاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية وضم البؤر الاستيطانية إلى الكيان، وتفكيك الضفة بشكل يجعلها عاجزة عن تكوين قوة اقتصادية في المستقبل.
وبيّن أن المعارضة "الإسرائيلية"، حملت نتنياهو مسئولية فشل جولة كيري في التوصل إلى أي تقدم ملحوظ في جهوده لاستئناف محادثات التسوية، مشيراً إلى أنها طالبت الأخير بالقدوم إلى الكنيست وتقديم شرح وأسباب حول مغادرة كيري المنطقة دون تحقيق انفراجة.
ولفت المحلل السياسي النظر إلى أن المعارضة تنظر بخروج كيري دون تحقيق تقدم، بأنه سيقود إلى توتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وزيادة من نسبة تأييد العالم للقضية الفلسطينية، كون نتنياهو رفض وقف الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، خلال المفاوضات مع السلطة.
وأضاف: "هناك نسبة كبيرة من الشعوب في العالم تعتقد أن نتنياهو مراوغ كبير ولا يريد تحقيق سلام في المنطقة، وبالتالي هذه الصورة عززها موقف الحكومة الإسرائيلية من عدم توقف الاستيطان من أجل دفع جهود التسوية".


المصدر: الاستقلال

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/36885

اقرأ أيضا