/منوعات/ عرض الخبر

إلى كلمة سواء ...

2013/04/16 الساعة 09:03 ص


حين نقرأ قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله)  [آل عمران: 63]، ندرك عظمة هذا الدين في قبول الرأي الآخر والطوائف المخالفة له فكراً وعقيدة وشريعة؛ وحكمته البالغة في تكوين الوطن، بل وفي الدفاع عنه كشعب واحد موحد برغم اختلاف مكوناته؛ ونتذكر هنا معاهدة الرسول (ص) ليهود المدينة وهو يكوّن النواة الأولى لدولة الإسلام القائمة على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار أيضاً، والمبنية على المحبة والسلام والتسامح الديني والاعتراف بشرائح المجتمع جميعها.
ولقد ضرب لنا الإسلام المثل الأعلى في الحفاظ على الأقليات الدينية، وعلى معابدها، وكفل لها حرية العبادة.  والدليل هو بقاء هذه الأقليات وتناميها في بلاد المسلمين حتى يومنا هذا.
ويحق لنا أن نتساءل: إذا كنا، كمسلمين، مأمورين بالوصول إلى كلمة سواء وقاسم مشترك مع أهل الكتاب من غير المسلمين، أوليس من الأولى أن يصل المسلمون، على اختلاف مذاهبهم وأحزابهم وتياراتهم إلى كلمة سواء فيما بينهم؛ طالما أن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، وأنهم موحدون لإله واحد، ورسولهم وقرآنهم واحد، وعقيدتهم في أصولها الأساسية واحدة (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر ... ) كما أن عباداتهم واحدة (صلاة وصيام وزكاة وحج ووذكر ودعاء ومعاملات وأخلاق وسلوك قويم نابع من الكتاب والسنة المطهرة)؟!!!!
وإذا كان توحد المسلمين على كلمة سواء في مجال العقيدة والشريعة مستحيل التحقق - لتلاعب الأهواء و المصالح الضيقة بهم - فعلى الأقل يمكنهم التوحد والتلاقي على هدف مشترك، ألا وهو صد الهجمة الصهيونية الغربية الشرسة على الإسلام و المسلمين، والدفاع عن حمى المسلمين و مقدساتهم، وعلى رأسها فلسطين و المسجد الأقصى، أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين.
إن ضعف المسلمين اليوم كامن في تشتت أهدافهم ومصالحهم، وتنوع ولاءاتهم شرقاً وغرباً، وبعدهم عن الولاء لله ولرسوله ولكتابه.
على المسلمين أن يتداعوا إلى كلمة سواء بينهم: ألا يسمحوا لأية قوة بأن تفرق شملهم أو تتطاول على رموزهم الدينية المقدسة، وأن يوحدوا جهودهم كلها للهدف الأسمى، ألا وهوتطهير بيت المقدس من رجس الصهاينة.
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/30095

اقرأ أيضا