قائمة الموقع

الفلسطينيون سيسقطون أحلام ترامب، كما أسقطوا أوهام نتنياهو

2025-02-12T12:43:00+02:00
فوق أرضنا ستهزمون
سمية قاسم*

لطالما كان الشعب الفلسطيني مصدر إلهام للعالم في صموده المستمر في مواجهة محاولات تصفية قضيته وحقوقه منذ أن طرحت "صفقة القرن" التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى والتي كانت تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر فرض حلول جائرة إلى محاولات الاحتلال "الإسرائيلي" بقيادة بنيامين نتنياهو لفرض واقع جديد على الأرض كان الفلسطينيون في كل مرة يثبتون أن عزيمتهم أقوى من أي مخطط سياسي.

وعلى الرغم من العقبات والتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني جراء العدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية والضغوط الدولية التي تحاول فرض حلول غير عادلة فإن الفلسطينيين أثبتوا مرارًا قدرتهم على إفشال كل المحاولات الهادفة إلى النيل من حقوقهم الوطنية.

مع كل مشروع تصفوي جديد يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا في محاولات تصفية القضية الفلسطينية تحت شعارات تبدو براقة لكنها تهدف في جوهرها إلى التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني. أحدث هذه التصريحات كانت بشأن تهجير أهالي غزة في محاولة لإيجاد حل زائف للمأساة التي يعيشها الفلسطينيون، لكن الواقع يثبت أن الفلسطينيين الذين لطالما واجهوا محاولات تجزئة قضيتهم لن يسمحوا لهذه الأحلام أن تتحقق فكما أسقطوا أوهام نتنياهو في نتساريم وغزة ورفضوا مشروعات تصفية حقوقهم والقضاء على المقاومة سيواصلون نضالهم من أجل وطنهم وحقوقهم التي لا يمكن التفريط فيها.

لم تكن هذه التصريحات الأولى من نوعها فهذه هي محاولة أخرى للضغط على الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم وهو ما يتوافق مع العديد من الخطط التي حاولت فرضها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فالشعب الفلسطيني أثبت مرارًا وتكرارًا أن هذه الأحلام التي يروج لها ترامب أو غيره من السياسيين، تحت شعارات إنسانية زائقة، لن تكون سوى أوهام.

لقد سقطت محاولات سابقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأميركا لتصفية القضية الفلسطينية ولم ينجح نتنياهو في تطبيق خططه المزعومة في غزة، في ظل حرب الإبادة الجماعية التي شنها على القطاع مدعوما من كل الدول الاستعمارية، القديمة والجديدة، بل واصل الفلسطينيون مقاومتهم ضد كل محاولات تصفية حقوقهم وأجبروا الاحتلال على التراجع والانسحاب من غزة وتنفيذ صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى رغم حديثه المستمر خلال 15 شهرا على القضاء على المقاومة الفلسطينية وتسليم الأسرى "الإسرائيليين" دون مقابل.

 إن تصريحات ترامب لن تكون أكثر من محاولة فاشلة لفرض صفقة القرن التي تجاوزها الزمن، الفلسطينيون الذين قاوموا على مدار عقود الاحتلال "الإسرائيلي" وأثبتوا للعالم أن لا شيء سيوقفهم عن نيل حقوقهم، سيواصلون إسقاط كل ما يروج من مخططات تستهدف تصفية قضيتهم.

إن حديث ترامب عن "إعادة توطين" الفلسطينيين في مصر والأردن ليس إلا تجسيدًا آخر لسياسات التصفية الاستعمارية التي مارستها الولايات المتحدة لصالح الاحتلال "الإسرائيلي" بهدف إنهاء القضية الفلسطينية في ظل غياب أي ضغط حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته والالتزام ببنود صفقة وقف إطلاق النار لا سيما الشق الإنساني منها.. وتدل تصريحات ترامب على تجاهل كامل للحقوق الفلسطينية التاريخية والشرعية في العودة إلى أراضيهم وتقرير مصيرهم فوق كل شبر من أرضهم..

وجاءت ردود الفعل الفلسطينية والعربية على تصريحات ترامب سريعة وواضحة حيث أكد الفلسطينيون على أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم الوطنية، كما شددوا على أن أي محاولات لتصفية القضية أو لإعادة توطين الشعب الفلسطيني وتهجيره من غزة لن تكون إلا محاولة فاشلة، مؤكدين أن فلسطين ليست للبيع وأن غزة ليست عقارًا للمتاجرة وأن الشعب الفلسطيني سيظل ثابتًا في أرضه رغم كل محاولات الضغط.

وفي الوقت الذي يسعى فيه ترامب للترويج لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة يواصل الشعب الفلسطيني رفض كل هذه الأحلام والأوهام التي يراد لها أن تتحقق وكما أسقط الفلسطينيون أوهام نتنياهو بشأن حل القضية الفلسطينية وفق شروطه  فإنهم سيواصلون رفض أحلام ترامب وكل من يسعى لتصفية قضيتهم.

 القضية الفلسطينية ستظل حية والمقاومة الفلسطينية هي الخيار الوحيد الذي سيضمن حقوق الشعب الفلسطيني في العودة الى كل أرضه الفلسطينية المحررة.

*وكالة القدس للأنباء

اخبار ذات صلة