/مقالات/ عرض الخبر

هل بدأ العدو "الإسرائيلي" مسيرة الغرق في الوحل اللبناني؟..

2024/11/08 الساعة 07:52 م

سمية قاسم - وكالة القدس للأنباء

بعد نحو عام من الحرب المستمرة على قطاع غزة، وسع الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على لبنان بهدف إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة، ونفذ الاحتلال آلاف الغارات ومئات المجازر في المدن اللبنانية لا سيما في الجنوب اللبناني وبيروت والبقاع.

ومن بين أهداف "إسرائيل"  من توسيع العدوان على لبنان احتلال الجنوب اللبناني وصولًا إلى نهر الليطاني، الذي يبعد عن الحدود الفلسطينية اللبنانية 4 كيلومترات في أقرب نقطة، و 29 كيلومترًا في أبعد نقطة، لذا فإن الحديث عن احتلال هذة المنطقة كلها لن يكون سهلًا. اذ ان المقاومة تملك القدرة على القتال في بيئاتٍ وأساليبٍ مختلفة، وتمتلك ترسانة صاروخية ضخمة قادرة على إصابة أهدافها بدقة وتكتيكات حربية قوية، كما اظهرت العمليات تطورًا نوعيًا في أساليب الحرب وقدرة تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية  واستخدام الطائرات المسيرة.

وبعد مرور شهر من توسيع العدوان والحرب على لبنان حاول الاحتلال الدخول إلى عدد من القرى والبلدات الجنوبية، الا أن محاولاته باءت بالفشل وتم اجهاضها من قبل المقاومة. ولم يستطع الاحتلال التقدم بالرغم من القصف المكثف الذي يمارسه على طول الخط الحدودي في الجنوب اللبناني.

واستهدفت المقاومة مواقع عسكرية ومستوطنات في عمق الكيان "الإسرائيلي" معتمدةً أساليب وطرق متنوعة من القتال.

وقد نفذت "إسرائيل" مئات العمليات الجوية من أجل تدمير قدرات حزب الله في القرى والبلدات الحدودية، ولكنها لم تحقق أي هدف من أهدافها ولم تستطع الدخول الى الأراضي اللبنانية.

وإن كانت "إسرائيل" تخطط إلى  احتلال جنوب الأراضي اللبنانية وصولًا إلى نهر الليطاني فإن هذا لن يكون سهلًا وقد تغرق في الوحل اللبناني، وفقًا لعدد من المحللين العسكريين.

وقد أظهرت إستطلاعات الرأي  التي أجراها معهد دراسات الأمن القومي أن هناك تراجعًا كبيرًا في صمود المستوطنين الصهاينة، مقارنة بالأشهر الأولى للحرب. وقبل شهرين كانت نسبة 64٪ من "الإسرائيليين" يؤيدون الحرب على حزب الله حتى لو كان الثمن حربًا إقليمية واسعة ولكن سرعان ما هبطت هذه النسبة في الشهر الأخير الى 46٪.

وقال المحلل العسكري "الإسرائيلي" آفي أشكنازي "إن حزب الله سيواصل محاولة جر الجيش "الإسرائيلي" إلى داخل لبنان ليتحداه في حرب استنزاف طويلة قد تكون معقدة من وجهة النظر الإسرائيلية"، محذرًا من "الغرق في الوحل اللبناني"، متسائلًا عن الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" في ظل غياب الإستراتيجية الشاملة لإنهاء المعركة.

وقال أيال حولتا، المستشار الأسبق للأمن القومي في الحكومة "الإسرائيلية" "إن حرباً كهذه ستؤدي إلى تدمير مناطق شاسعة من لبنان، ولكنها أيضاً ستلحق أضراراً كبيرة في "إسرائيل"، وقد توقع نحو 15 ألف قتيل فيها".

وكانت الحرب البرية على حزب الله قد لاقت تأييدًا كبيرًا في الوسط "الإسرائيلي" لكن سرعان ما تلاشت بعد ان تعرضت القدرات الردعية واستعراضات القوة لضرر كبير تحت هجمات حزب الله المستمرة، وقد بدأ الخوف والمخاطر في الوسط "الإسرائيلي" من ان تصبح عالقة في الوحل اللبناني بعد فشلها لأكثر من شهر من تحقيق أهدافها على الاراضي اللبنانية.

وتقول صحيفة هاآرتس :" الحقيقة المرة هي أنه لا توجد طريقة جيدة للخروج من المستنقع اللبناني".

وحذر خبراء ومعلقون "إسرائيليون" من مخاوفهم من أن تغرق "إسرائيل" في مستنقع الإستنزاف أمام حزب الله لأنها لا تستطيع الصمود في حرب طويلة، ولا تمتلك القدرة والأدوات لتدمير حزب الله مع احتفاظ الحزب بقدرات قتالية فتاكة، ورأوا ان حزب الله يحقق الأرقام القياسية في عدد عملياته اليومية ضد "إسرائيل".

ويتساءل المراسل العسكري لصحيفة معاريف "الإسرائيلية" عن كيفية الوصول الى نقطة النهاية في كل ساحة، ولفت إلى ان "إسرائيل" ليست مبنية لحروب طويلة، أو لحروب إستنزاف، فجيشها مبنيّ على قوات احتياط، واقتصادها يعتمد على رأس المال البشري (الذي أساسه أيضاً قوات الاحتياط)، وبالتالي، الحروب الطويلة قد تؤدي إلى انهيار الاقتصاد والمنعويات الوطنية في "إسرائيل".

في الخلاصة، بعد مرور أكثر من عام من الحرب على غزة ودخول قوات الاحتلال في الحرب على لبنان، لم تستطع دولة الاحتلال تحقيق أهدافها باستعادة المحتجزين والقضاء على المقاومة في غزة ولبنان  واعادة المستوطنين الى الشمال، وصمدت المقاومة وكبدت العدو خسائر فادحة، وهذا ما يدل على فشل الاحتلال في تحقيق اهدافه وحسم الصراع وبات غارقًا في المستنقع الفلسطيني واللبناني.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/210283

اقرأ أيضا