/الصراع/ عرض الخبر

هل بدأ نتنياهو تنفيذ "الخطوة المجنونة" في غزة؟

2025/08/07 الساعة 04:09 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

في تطور دراماتيكي قد يُعيد رسم ملامح الحرب على غزة، يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية الصهيونية (الكابنيت)، مساء اليوم الخميس، جلسة حاسمة لمناقشة مستقبل العمليات في القطاع، وسط انقسام واضح بين القيادة السياسية والعسكرية.

جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سيعرض خلال الاجتماع خطتين: الأولى تقترح مواصلة الحصار والتضييق مع تنفيذ غارات مركزة، بينما تدفع الثانية، التي يروج لها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، نحو احتلال شامل لغزة، رغم التحفظات داخل الحكومة.

مناورة عسكرية ضخمة لاحتلال القطاع

وفقًا للقناة 12 العبرية، خطة نتنياهو تقوم على تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة تمتد من 4 إلى 5 أشهر، بمشاركة ما بين أربع وست فرق عسكرية، تهدف إلى السيطرة على حوالي 20% من المناطق التي لا تخضع حالياً لسيطرة الجيش في قطاع غزة.

وتتضمن الخطة دخول المخيمات المركزية، وحتى مناطق يُحتجز فيها رهائن "إسرائيليون"، "مع محاولة تقليل الإصابات بينهم"، بحسب زعم القناة العبرية

وتشير صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن نتنياهو يطمح لشن “عملية خاطفة” تؤدي إلى “سحق حماس”، دون تقديم تصور واضح لليوم التالي للعملية، مما يزيد الغموض حول مستقبل الأراضي التي قد تُحتل.

أهداف خفية وتخوف من مشروع استيطاني

في أروقة القرار، يزداد القلق من أن تكون الخطة الحقيقية خلف الاحتلال الكامل تهدف إلى تهجير سكان غزة وبناء مستوطنات مكانهم، كما يطالب وزراء من اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير.

وإذا تم تنفيذ الخطة، فإن تقديرات الجيش تشير إلى أن السيطرة ستستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر، في حين أن عملية هدم الأنفاق قد تمتد لعامين، ما يتطلب لاحقًا فرض نظام حكم عسكري لإدارة شؤون نحو 2.5 مليون فلسطيني.

زامير يعارض والجيش يطرح خيار الحصار

رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، سيحذر خلال الاجتماع من تداعيات خيار الاحتلال، معتبرًا أنه سيُعرّض الرهائن للخطر، وسيورط الجيش في مستنقع مُكلف.

ويُفضل زامير خيار الحصار المشدد على مدينة غزة والمخيمات الكبرى، مع استمرار غارات الكوماندوز، لإفساح المجال أمام التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

تحذير وتخوفات من داخل الحكومة

رغم وجود أغلبية متوقعة لدعم اقتراح نتنياهو، إلا أن بعض الشخصيات السياسية، مثل وزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس حزب شاس أرييه درعي، يُبدون تحفظات.

درعي، الذي لا يملك حق التصويت، يحاول التوسط لإيجاد حل وسط بين خطة الجيش ومقترح نتنياهو، عبر اعتماد خطة عسكرية تدريجية بدلاً من احتلال شامل وفوري.

انتقادات داخل المؤسسة العسكرية

صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر عسكرية انتقادات لغياب أي رؤية سياسية للحرب، معتبرة أن العملية الحالية تجري بدون أهداف واضحة، ما يحوّل غزة إلى “فشل ثقيل الوطأة على الجنود” ويُعمّق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي.

وتضيف الصحيفة أن نتنياهو قد يكون حصل بالفعل على ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية، وتحديدًا من الرئيس السابق دونالد ترامب، للمضي قدمًا في خطته المتشددة.

المرحلة القادمة: الحسم أو الانزلاق

في ظل هذه المعطيات، سيُعقد اجتماع الكابنيت الساعة السادسة مساء اليوم، في مقر رئاسة الوزراء بالقدس، لاتخاذ القرار المصيري.

الخيار بات واضحًا: إما احتلال كامل لغزة بما يحمله من كوارث إنسانية وسياسية، أو حصار وتصعيد بطيء بانتظار صفقة الرهائن.

أما الرؤية لما بعد الحرب، فلا تزال غائبة، ما يُنذر بانزلاق إسرائيل في مستنقع لا يبدو له نهاية.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/218380

اقرأ أيضا