/مقالات/ عرض الخبر

ماذا يعني رفع الاعلام الحمراء في دول محور المقاومة؟

2024/08/10 الساعة 11:25 ص

أسماء بزيع – وكالة القدس للأنباء

لقد أدخل نتنياهو كيانه وجيشه في معضلة عميقة لم يتأنّ في دراسة كافة أبعادها الاستراتيجية، وقد ارتكب أكبر خطأ في اغتياله القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو "ضيف عزيز" في العاصمة الإيرانية، طهران، بعد ساعات من المشاركة في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان

وجاء الاغتيال الجبان غداة عدوان "إسرائيلي" غاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت، تسبب بتدمير واسع لأماكن مدنية، واستشهاد خمسة مدنيين، بينهم أطفال ونساء، واغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر، بالتزامن مع عدوان أميركي على بابل العراقية تسبب باستشهاد أربعة من المنتسبين إلى الحشد الشعبي، بينهم قيادي، وبعد أحد عشر يومًا من العدوان على ميناء الحديدة المدني.

ومنذ الساعات الأولى لجريمة اغتيال القائد الفلسطيني المقاوم إسماعيل هنية في طهران، وبمجرد إعلان المرجعيات القيادية في إيران واليمن وحزب الله عن حتمية الرد، رفع المحور "الرايات الحمراء"، وصدحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسؤال عن تلك الرايات ولماذا لا تحمل اللون الأسود الذي يعبّر عن العزاء؟ كما تساءل عدد من الصحف العالمية عن سرّ الراية الحمراء، وهل تدخل في إطار الحرب النفسية التي قد تشنّها إيران ردًا على اغتيال الشهيد؟

وفي الدلالات فإن رفع الرايات الحمراء في مسيرات تشييع رموز مقتولين "ظلماً" وفوق قباب المساجد والعتبات، إشارة إلى الحزن الوطني وواجب الانتقام.

وكانت آخر مرة رُفع فيها "العلم الأحمر" على قبة مسجد في إيران في شهر يناير/ كانون الثاني 2020، عندما اغتيل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الحاج قاسم سليماني، إذ رُفع "العلم" فوق مقام الإمام المهدي ومسجد جمكران في قم، ويُعتقد أن رفع الراية فوق هذا المسجد يجعل من مسألة الثأر "مهمة عامة"، وهي إن دلّت على نفسها، دلّت على ثأر محتوم ولا بد منه.

صحيح أنّ المحور رفع راية الثأر، وأنّه لم يتهيّب ومنذ اللحظة الأولى لبدء طوفان الأقصى من الذهاب إلى حرب إقليمية إن فرضت عليه. فلا خطوط حمر لدى نتنياهو المجنون، هكذا قرأ المحور الرسالة، ولهذا فالقرار هو حتمية الرد.

بمعنى آخر، سيكون المحتل أمام سيناريو يوم القيامة كما يحب "الإسرائليون" تسميته، وسيجعل هذا الكيان أمام مشهد لهجوم مركّب من المسيّرات والصواريخ الدقيقة والصواريخ الانزلاقية وصواريخ التشتيت، التي ستكون موجّهة الى مراكز الثقل النوعي في هذا الكيان المحتل بعشرات الآلاف منها ومن كل حدب وصوب، والذي سيعرّضه إلى خطر كبير يوازي بالحجم قنبلة نووية تكتيكية. ولن تقف الأمور عند هذه الحدود، بل سيكون محور المقاومة مهيّأ لشن هجوم برّي بعد أن تم تحييد القدرات الأساسية التي يعتمد عليها جيش هذا الكيان. وسيكون لقوى هذا المحور القدرة على المناورة البرية بشكل مريح أكثر وسرعة أكبر وبعمق الكيان نفسه.

لذا فقد رُفعت الرايات الحمر، أي الثأر قادم والقصاص، لا مفاوضات، ولا مساومات، ولا قبول بالوساطات عربيةً كانت أو  غربية، إيران ستثأر، هذا ما يجمع عليه المحور وتقوله إيران اليوم. وكما عبّر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، "أيها الصهاينة اضحكوا الآن قليلًا وستبكون غدًا كثيرًا". وها قد بدأ نصف الرد بالانتظار، بالخوف والاستنزاف الذي أحاط الكيان الذي يصف نفسه بـ"أكبر قوة في الشرق الأوسط"، وهو الآن يقف على "رجل ونصف" لفترة غير محدودة، في انتظار الضربة من مختلف الجبهات، مع هلع وقوع الحرب الشاملة غير محسوبة النتائج والتداعيات. ونتنياهو سيدرك أن القوة، مهما عظمت، لها حدود، وأنّ نشوة القوة والنجاح التكتيكي في اغتيال قائد هنا أو مسؤول هناك ربما ستتحول إلى خسارة استراتيجية وحسرة دائمة، وتبقى الأمور في الخواتيم.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207628

اقرأ أيضا