/مقالات/ عرض الخبر

واشنطن تدير ظهرها لنتنياهو

2024/07/24 الساعة 12:36 م

وكالة القدس للأنباء – ترجمة

بعض المساعدين في الكابيتول هيل يقولون إنهم نسوا أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يقوم بزيارة.

مضى اليوم الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن هذا الأسبوع، وقد قوبل وصوله في الغالب بالدهشة وهز الكتفين في الكابيتول هيل.

سيلقي نتنياهو كلمة أمام الكونغرس بعد ظهر الأربعاء، وهو حدث ضخم من شأنه أن يستهلك عادة الأوكسجين السياسي في واشنطن في الأسابيع التي تسبق ذلك. ظهور زعيم يميني متطرف مثير للجدل، يتعرض لانتقادات دولية على نطاق واسع بسبب أسلوب تعامله مع الحرب "الإسرائيلية" المدمرة ضد مقاتلي حماس في غزة، فيه كل العناصر اللازمة لجذب الانتباه.

لكن يبدو أن نتنياهو لم يكن لديه الكثير ليفعله في واشنطن خلال زيارته حتى الآن. كان هناك حاجة إلى تذكير بعض المساعدين على جانبي الممر [داخل أروقة مبنى الكونغرس] بأن الزعيم موجود في المدينة.

قال أحد كبار المساعدين في مجلس النواب: “سألني أحدهم عما أعتقد أن نتنياهو سيقوله في خطابه.. وكان علي أن أقف وأفكر لمدة دقيقة لأدرك أن ذلك سيتم هذا الأسبوع. لقد نسيت تمامًا ما كان يحدث".

بسبب ذروة الأخبار المتلاحقة - كاد أحد المرشحين الرئاسيين الأمريكيين أن يُقتل بينما انسحب آخر من السباق بعد أسبوع - لم يتمكن نتنياهو "حقًا من الحصول على الاهتمام والوقت الذي كان يتوقعهما"، في مجلس النواب، بحسب وصف مساعد آخر.

وشدد مساعد ثالث في مجلس الشيوخ على تأثير الدورة الإخبارية، قائلاً إن زيارة نتنياهو “بالكاد تُلحظ” في الكونغرس. ومُنح الجميع ضمان عدم الكشف عن هويتهم للتحدث بصراحة.

خارج فندق ووترغيت، حيث يقيم نتنياهو، لاحظ مراسل بوليتيكو حلقتين من الأسوار، وطائرات بدون طيار تحلق في سماء المنطقة، وإعادة توجيه جماعية لحركة المرور، ونقاط تفتيش أمنية متعددة وطرقاً مغلقة. ووفقاً لمنشورات على موقع X، تجمع عدد كبير من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خارج مجمع ووترغيت يوم الثلاثاء للمطالبة باعتقال نتنياهو.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن الرئيس جو بايدن سيجتمع مع نتنياهو يوم الخميس، بعد أن أجّل بايدن اجتماعهما المقرر يوم الثلاثاء. ومن غير الواضح متى ستلتقي به نائبة الرئيس كامالا هاريس – التي لن تحضر خطاب نتنياهو – معه. وسيلتقي نتنياهو مع دونالد ترامب في فلوريدا يوم الجمعة، حسبما قال الرئيس السابق على موقع Truth Social  يوم الثلاثاء.

في الكابيتول هيل، درس المشرعون الديمقراطيون ما إذا كانوا سيحضرون الخطاب أم لا، بينما كان الجمهوريون يفكرون في كيفية إظهار الدعم للزعيم المحاصر. وقال السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، وهو من أشد المنتقدين لسياسات إدارة بايدن تجاه "إسرائيل"، يوم الثلاثاء إنه لن يحضر الخطاب.

وقال فان هولين لمجموعة صغيرة من المراسلين في مكتبه، بعد أيام من عودته من رحلة إلى الشرق الأوسط: “أرفض أن أكون داعماً سياسياً في هذا العمل الخداعي لأنه ليس الوصي الأكبر على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

كما تعتزم مجموعة من الديمقراطيين في الكونغرس، بمن فيهم فان هولين والعديد من الآخرين الذين يخططون لمقاطعة خطاب نتنياهو، الاجتماع يوم الأربعاء مع عائلات الرهائن "الإسرائيليين".

"المشكلة هي أن البعض منا، بمن فيهم أنا، لن يحضروا الخطاب ولكنهم يريدون أن يُفهم أن الأمر لا يتعلق بـ"إسرائيل"، ولا يتعلق بالشعب الإسرائيلي". هذا ما قالته النائبة روزا ديلاورو (ديمقراطية من ولاية كونيتيكت)، وقال أحد المشرعين الذين يقودون هذا الجهد لصحيفة بوليتيكو: "كل ذرة من أجسامنا تريد استعادة هؤلاء الرهائن".

وقال فان هولين للصحفيين إنه لا يريد إظهار الدعم لنتنياهو في وقت تقوم فيه سياساته المتشددة وشركاؤه مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير "بتخريب" العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية".

يواجه نتنياهو، الذي التقى بالعائلات بعد وصوله إلى الولايات المتحدة يوم الاثنين، ضغوطاً سياسية في الداخل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار مع حماس.

وقال فان هولين إنه في لقاءاته السابقة مع أقارب الرهائن في "إسرائيل"، شعروا بخيبة أمل لأن نتنياهو “لم يعط الأولوية لإعادة الرهائن. وأثناء وجودي هناك، كانت هناك احتجاجات في الشارع تقول: لا تذهب للتحدث إلى جلسة مشتركة للكونغرس، ركز على إطلاق سراح الرهائن".

وحتى صباح الثلاثاء، لم يكن لدى نتنياهو خطط للقاء مشرعين رئيسيين في مجال السياسة الخارجية. قال النائب غريغوري ميكس، كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إنه منفتح على الاجتماع معه. وقال مكتب رئيس اللجنة، النائب مايكل ماكول (جمهوري من تكساس)، إنه سيكون جزءًا من مجموعة من المشرعين الذين يرحبون برئيس الوزراء ويجتمعون به بعد ذلك، لكنه ليس على علم حاليًا باجتماعات منفصلة أخرى.

تمارس عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة ضغوطًا هائلة على رئيس الوزراء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع مسلحي حماس وإعادة الرهائن إلى وطنهم بحلول نهاية الأسبوع. وقالوا في بيان مشترك إنه إذا لم ينجح فإن ذلك "سيشكل فشلا ذريعا لرحلته".

ليز نفتالي، وهي عمّة أبيجيل إيدان، التي كانت واحدة من الأمريكيين الذين تم إطلاق سراحهم خلال فترة توقف القتال بين "إسرائيل" وحماس، قالت لنتنياهو خلال اجتماع استمر ساعة ونصف يوم الاثنين أنه يجب عليه الدعوة إلى اتفاق خلال خطابه.

وقالت لمجلة بوليتيكو بين اجتماعاتها مع العديد من المشرعين في الكونغرس: "هذا هو الوقت المناسب لعقد هذه الصفقة"... "إذا لم نلتقط هذه اللحظة، فقد لا يعود هؤلاء الرهائن إلى ديارهم".

استضافت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مائدة مستديرة مع العائلات يوم الثلاثاء، أدان بعدها ماكول هاريس والديمقراطيين في الكونغرس بسبب خططهم للغياب عن الخطاب، قائلاً إن الوضع الأمني الذي سيتحدث عنه نتنياهو له تأثيرات على الولايات المتحدة.

وقال في بيان: “مثال على ذلك – استمعت اللجنة إلى عائلات الرهائن الأمريكيين الذين ما زالوا محتجزين لدى إرهابيي حماس هذا الصباح”. "نحن بحاجة إلى أن نظهر للعالم تصميمنا الموحد على القضاء على الإرهاب وإعادة جميع الرهائن إلى وطنهم. آمل أن يعيد زملائي النظر وأن يحضروا هذا الخطاب المهم".

------------------

العنوان الأصلي: Netanya-Who? Washington gives Israeli leader the cold shoulder

الكاتب:  MATT BERG and JOE GOULD

المصدر:  Politico

التاريخ: 24 تموز / يوليو 2024

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207180

اقرأ أيضا