/مقالات/ عرض الخبر

تهديدات غالانت بتدمير لبنان يدحضها الميدان في غزة

2024/07/20 الساعة 10:09 ص
وزير حرب العدو مكبل بأوهام نتنياهو
وزير حرب العدو مكبل بأوهام نتنياهو

أسماء بزيع – وكالة القدس للأنباء

منذ إطلاق المقاومة  شرارة "طوفان الأقصى"، وتلاه تدخل حزب الله في جبهة الإسناد والمشاركة، شكّلت الخطوة صدمة كبيرة لكل الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية في "إسرائيل"، ولم تكن متوقعة. كما حاولت مرارًا وتكراراً، الخروج من هذا المأزق عبر تهديداتها المتكررة وضرباتها العسكرية التي وجهتها بهدف تفكيك محور المقاومة وإفشال استراتيجية "وحدة الساحات"، نظراً إلى المخاطر الكبيرة التي باتت تواجهها، بل وباتت أشبه بسكينة يحز وريدها ويشتد أكثر مع كل جولة صراع أو مواجهة. وبعبارة أدق، الهزيمة التي لحقت بهذا الكيان المؤقّت باتت واقعاً لا يمكنها إنكاره أو حتى استعادة أي من المعادلات التي فقدتها.

فاستطاعت استراتيجية وحدة الساحات تحقيق حالة من العجز والشلل لـ"إسرائيل"، مما أعاق قدرتها على فتح جبهة مواجهة شاملة أخرى بعد فشلها في حسم الحرب عسكرياً في قطاع غزة لصالحها. هذا الأمر أجبرها على الإعلان، مراراً وتكراراً، عن تفضيلها للحل السلمي للأزمة في الجبهة الشمالية بدلاً من الحل العسكري،  و أيدتها أغلبية الأطراف الدولية، التي أبدت مخاوفها الحقيقية من اتساع دائرة الصراع في المنطقة إذا ما اشتعلت جبهة لبنان وفتحت على مصراعيها. وهذا سيؤدي إلى واقع جديد مؤلم وغير مألوف لكثير من الأطراف، عنوانه الهزيمة الاستراتيجية، ليس فقط للكيان المحتلّ بل أيضاً لحلفائه في المنطقة. خاصة بعد نجاح حزب الله في فرض ميزان رعب ومعادلة ردع ليسا تكتيكيين آنيين، بل لهما تأثير استراتيجي على كيانها لسنوات قادمة. وهناك كثير من المراقبين باتوا يتحدثون علانية عن صورة الفشل والعجز الأمنيَّين المستمرّين على المستوى الاستراتيجي.

"بعد مضي تسعة أشهر على الحرب، "إسرائيل" في جحيم، ولا تزال عالقة عميقاً في مستنقع غزة"، هذا واقع كشفته صحيفة "معاريف" "الإسرائيلية" في عنوان على صفحتها الرئيسية، والذي يعكس مدى الأزمة والمأزق "الإسرائيليَّين" في غزة. ويعيش الكيان الغاصب أزمة، في كل المستويات، ومعضلة نتنياهو، التي لا يريد أن يعترف بها، أن الوقائع كلياً متباينة عما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، وأن آلة القتل والإبادة والتدمير لن تجلب له نصراً مطلقاً، كما وعد، وأن الرهان بعد أكثر من تسعة أشهر من الحرب على تحقيق هذا النصر هو رهان خاسر، في وقت باتت دباباته تتحطم في رفح والشجاعية.

وما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده، فالكيان الغاصب وبعد أكثر من تسعة أشهر، أمام حقيقة واحدة، مفادها أن الهجوم على غزة لم يكن لعبة، وأن تجربة الصهاينة مع المقاومة الفلسطينية ستجعلها تفكر ألف مرة قبل توسيع نطاق المواجهة مع الجبهة الشمالية، وفي ظل نجاح استراتيجية وحدة الساحات. أكدتها ما تطرقت إليه أيضًا الصحيفة عن الواقع التي تعيشه "إسرائيل" في ظل استمرار وجود 120 أسيراً في غزة في حوزة المقاومة الفلسطينية، بينما يعاني أكثر من 100 ألف مستوطن النزوح عن مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، في حين قُتل 1592 جندياً ومستوطناً، خلال الحرب على غزة.

جميع الأطراف الدولية، بما في ذلك "إسرائيل" وإدارة الرئيس بايدن، توصلت إلى نتيجة واحدة، وكشفتها خلاصة التقارير الدقيقة لزيارات هوكشتين، مبعوث إدارة الرئيس بايدن إلى المنطقة، مؤخراً، ومفادها أن عنوان الحل تجاه كل ما يجري ليس في لبنان، وإنما في قطاع غزة. ويُعَدّ هذا تحولاً استراتيجياً وتاريخياً في معادلات الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"، وتسليماً من كل الأطراف الدولية باستراتيجية وحدة الساحات، التي سخر وهزئ بها البعض في مراحل الصراع ومحطاته السابقة.

أمّا آخر استطلاعات الرأي "الإسرائيلية" بشأن مسألة فتح جبهة مواجهة شاملة مع لبنان كشفت عن عدم توافر إجماع كافٍ على هذا الخيار بين المستوطنين وداخل "المجتمع" في "إسرائيل". وهذا الأمر يشير إلى أن هناك قناعة متزايدة بأن مثل هذه الحرب، إذا اندلعت، ستكون مصيرية لوجود كيانهم الفاشي في المنطقة، وربما تتطور إلى حرب إقليمية مع إيران. خاصة أن "إسرائيل" فقدت عنصرَي المباغتة والمفاجأة في يومي السابع والثامن من أكتوبر، ما أدى إلى انهيار مفهوم الردع إلى الأبد.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207035

اقرأ أيضا