/مقالات/ عرض الخبر

المشروع الصهيوني لتحويل المسجد الأقصى الى حرم إبراهيمي ثانٍ

2023/09/27 الساعة 01:49 م
يدنسون الأقصى ويعتدون على المصلين
يدنسون الأقصى ويعتدون على المصلين

بقلم: ندى سمير أحمد*

في نهج الحرب الدينية التي نحن بصددها في مدينة القدس تحديداً، يواجه الفلسطينيون مشروع تهويدي خطير من خلال تفريغ القدس العتيقة من ساكنيها الأصليين وإستبدالهم بالمغتصبين المتشددين، فنراهم يطردون الأهالي من بيوتهم وبيوت آبائهم وأجدادهم وإحتلالها بما فيها من أثاث ومستلزمات وأغراض شخصية، في مشاهد تعيدنا الى فترة النكبة في العام 1948 وما سمعناه من أسلافنا عن هجمات العصابات  الصهيونية من الهاغاناه والإرجون والبيتار والشتيرن والبلماخ وإغتصابهم لممتلكاتنا وطردنا بهمجية وسط سكون العالم.

أما المسجد الأقصى فيواجه مصيراً لا تحمد عقباه. بدأت الهجمة الشرسة على الأقصى من خلال مهاجمة المصلين والإشتباك معهم في باحات المسجد، وتدنيس المصليات من خلال دوس جنود الإحتلال ببساطيرهم والعبث بالكتب والممتلكات وتكسير الزجاج والشبابيك المعشقة بالزجاج الملون بأبهى إصدارات الفن العمراني التراثي. وصولاً الى منع المرابطين والمرابطات من تخطي بوابة المسجد الرئيسية لا بل إبعادهم عن القدس القديمة وحتى القدس والضفة الغربية بشكل عام كما حدث مؤخراً مع المرابطة خديجة خويص، وأذكر أيضاً إعتقال الناشطين من شباب وشابات القدس وزجهم بالسجون او إبعادهم بالحبس المنزلي ومنعهم من إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي في محاولة من العدو "الإسرائيلي" لتكميم الأفواه والأعين عن المخطط التهويدي الذي ينفذونه في القدس بوتيرة متسارعة.

 وتطورت إقتحامات مجموعات المستوطنين الى حدّ ممارسة الطقوس الدينية والشعائر التلمودية، حتى النفخ بالبوق أمام ما يدعون أنه هيكلهم المزعوم. ووصل بهم الحدّ الى منع المصلين من أداء الصلوات داخل المسجد الأقصى للسماح للمستوطنين بإحياء ما يسمى "عيد الغفران" مستفردين في الأقصى، ما يضعنا أمام تساؤل كبير، لا سيما في ظل الصمت العالمي والعربي والإسلامي، هل سنشهد بهذا المشروع التهويدي تحويل المسجد الأقصى الى حرم إبراهيمي ثانٍ وسط هذا الصمت المريب والمطبق عن هذا الظلم بحقنا كشعب فلسطيني؟؟

ومن ضمن محاولاتهم الدائمة لطمس الهوية الحضارية الإسلامية والعربية لمدينة القدس وأقصاه، قام الإحتلال "الإسرائيلي" في 21 آذار من العام 1969 بحرق المسجد الأقصى على مرأى العالم، لتقفز أمامنا بكل فجاجة ودون مواربة تزال مقولة رئيسة وزراء الاحتلال غولدا مائير: "عندما حرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، وإعتقدت أن "إسرائيل" ستسحق، لكن عندما حل الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق"، ولا زال بعض العرب في سباتهم ويحاولون الصحيان منه للغوص مجدداً في سبات التطبيع متسترين عن جرائم الإحتلال المستمرة عبر التاريخ... وآخر فصولهم ما ينفذه حكام "السعودية" الذين يستقبلون اليوم وزير السياحة الصهيوني حاييم كاتس، في أول زيارة علنية لوزير "إسرائيلي"، وسيلحقه بعد أسبوع وزير الإعلام "الإسرائيلي" شلومو كارعي ورئيس لجنة الاقتصاد البرلماني، النائب في الكنيست دافيد بيطان...

 لقد مرّ خمسة وسبعون عاماً على نكبتنا إنتظرنا فيهم صحوة حكام العرب والحكومات العربية المتتالية لنكتشف أن المخدر التطبيعي والنقدي قد أغرقهم في "كوما" لن يستيقظوا منها إلا بقيامة الشعوب العربية وإتحادهم خلف المقاومة الفلسطينية العربية التي تعدّ العتاد والعدة وتلبس ثوب الوعد الصادق بتحرير أقصانا وأراضينا الفلسطينية.. إن التحرير لناظره لقريب.

*فلوريدا- الولايات المتحدة الأميركية      

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/198105

اقرأ أيضا