/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

41 عاماً.. مجزرة صبرا وشاتيلا الأكثر إجراماً ووحشية

2023/09/17 الساعة 09:36 ص

وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي

"41" عاماً مرَت على "مجزرة صبرا وشاتيلا"، جريمة العصر التي صنفت على أنها من أفظع الجرائم التي ارتكبت على مر التاريخ الإنساني، وما تزال السطور والتقارير المصورة، توثَق أجزاء من تفاصيلها المرعبة المتجذرة في الوجدان الفلسطيني من اللحظة الأولى لارتكابها حتى الآن...

مكان الجريمة مخيمي صبرا وشاتيلا، في العاصمة اللبنانية بيروت، الزمان فجر السادس عشر من أيلول من سنة 1982، حيث ارتكب العدو الصهيوني وعملائه من المليشيات اللبنانية اليمينية المتطرفة، مجزرة مروعة بحق أكثر من اربعة آلاف ضحية من سكان المنطقة المدنيين الآمنين في بيوتهم، وقد صارت آلة القتل والذبح على أجساد الشباب والشيوخ والنساء والأطفال لتقتلهم بوحشية بانتهاك صارخ  لكل المحرمات، وعلى مدار ثلاثة أيام.

الهدف إبادة جماعية لكافة سكان المنطقة ولا ينجو منها أحد وطمس معالمها. ولكن مشيئة القدر كانت أقوى منهم فمن بقي على قيد الحياة كان شاهد عيان على بشاعة وفظاعة ما ارتكبته آلة الغدر الصهيونية - الميليشياوية الحاقدة بحق الأبرياء، مستخدمةً كل ألوان القتل والإرهاب، وذلك بعد أقل من شهر على مغادرة المقاتلين الفلسطينيين لبنان، وبعد يومين من اغتيال العميل بشير الجميل، أبرز المتعاملين مع العدو الصهيوني، والذي انتخب تحت رحاب الدبابات "الإسرائيية" رئيسًا للجمهورية اللبنانية، لتكون ذريعة بائسة لمجزرة طالت النساء والأطفال والشيوخ بصورة رئيسية.

الحاجة أم محمد: هذا هو إجرام بني صهيون        

الحاجة أم محمد علي (78 عاماً) من سكان مخيم شاتيلا، شاء لها القدر أن تكون شاهدة على تلك  المجزرة الأليمة، حيث روت لـ"وكالة القدس للأنباء" تفاصيل ما رأته من مشاهد لنساء حوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة.

ولفتت إلى أن "شعورها بالخوف وعدم الأمان كان سبب نجاتها وعائلتها، حيث وفور سماعها الخبر بأن عمليات الذبح تحصل على تخوم المخيم من الطرف الجنوبي، قررت فورًا الخروج من المنزل مع زوجها وأطفالها، وتنقلت من ملجأِ مدرسة أريحا إلى مستشفى غزة، ومن ثم غادرتها وذهبت باتجاه أحياء بيروت الأكثر أمنًا".

وبحزن وآسى شديدين تقول الحاجة أم محمد: "في اليوم الأخير، وبعد ما تأكدنا بأن الذبح قد توقف وانسحبت القوات "الإسرائيلية" وأعوانهم من المكان، ذهبنا إلى مستشفى غزة حيث كانت رائحة الدماء وجثث لنساء وأطفال وشيوخ قتلوا بوحشية بالبلطات والسواطير".

وتضيف: "منظر الممرضات المقتولات وهن يحضن بعضهما، لا أشفى من هول ألمه ولا يزال محفورا في ذاكرتي وكأن المجزرة حصلت اليوم.. لم ولن أنسى النساء الحوامل التي بقرت بطونهن، ولا الشيخ الذي يستند على الحائط وهو مدرج بالدماء".

وتختم الجاجة أم محمد حديثها لوكالة القدس للأنباء بالقول: " شو بدي أحكي شو بدي أقول .. الذي حصل يدمي القلوب وصعب على الإنسان تخيله أو نسيانه.. هذا هو إجرام وحقد بني صهيون لا ينتهي إلا إذا كنا أقوياء واقتلعناهم من فلسطين".

أبو أحمد": أين اخذوا أخي.. لا أعلم!

أما السيد أبو أحمد الحايك فيقول: "رأيت العديد من سكان المخيم يتكدسون بشاحنات ويخرجون من المخيمات إلى وجهات مجهولة لا أحد يعرف ماذا حلَ بهم".

يرتجف صوته ويقول بحرقة: "من بين المفقودين شقيقي سعيد، وحتى الآن لا نعلم عنه شيئًا، هل هو مفقود أو مقتول .. ماذا حل بمصيره، لا نعرف؟".

هيام العلي: نحن شعب كالشجرة!

السيدة هيام العلي، من أهالي المخيم لا تزال تلبس قلادة وضعت فيها صورة أخويها الشهيدين علي ومحمود اللذين قضيا في المجزرة، تقول لـ"وكالة القدس للأنباء": "أنا ببكي بحرقة على فقدان أحبابي، شو بدنا نعمل لازم نضل أقوياء، نصبر ونتحمل. كل بيت بمخيم الصمود فيه شهيد أو مفقود".

وأضافت: "نحن شعب كالشجرة، كلما قطع غصن فرَّخ أغصاناً، وكلما ولد جيل جديدً تمسكنا بحقنا في الأرض والعودة إلى فلسطين".

وأخيرًا، من الممكن أن يكون هناك ضحايا أكثر عددا سقطوا في مكان ما في العالم، ولكن تبقى مجزرة صبرا وشاتيلا الأكثر إجرامًا ووحشية، فصور جثث مئات الاطفال والنساء والشيوخ المترامية في شوارع ومنازل ومدارس ومستشفيات المخيم ستبقى مطبوعة في ذاكرة الفلسطينيين تذكرهم ببشاعة الاحتلال الذي لا يميز بين صغير وكبير وشيخ وطفل أو إمرأة.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/197679

اقرأ أيضا