/لاجئون/ عرض الخبر

خاص / في زمن القحط، موائد رمضان للفقراء وعابري السبيل في مخيم شاتيلا

2023/03/27 الساعة 02:04 م

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

التكافل الاجتماعي من أبرز المظاهر الاجتماعية في مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لاسيما في مخيم شاتيلا في العاصمة، بيروت. حيث تنشط المبادرات الانسانية من خلال تحويلات المغتربين من أبناء الشعب الفلسطيني في بلاد الاغتراب، لمواجهة الصعوبات الاقتصادية في زمن القحط، حيث تواجه العائلات صعوبة في توفير وجبات الإفطار اليومية بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار الحاجيات الضرورية لحياة الإنسان، وغلاء المعيشة، فأكثر من 90 % من اللاجئين باتوا تحت خط الفقر المدقع، الذين هم بالأصل يكابدون البؤس وآلام اللجوء وحالات القهر والحرمان، ف ظل التراجع المحموم لخدمات وتقديمات وكالة "أونروا".

الطعام المجاني، وجبة الإفطار الرمضانية، ترسم ملامح التكافل الاجتماعي والذي يتجسَد  بأشكال متعددة من قبل مبادرات شخصية وتبرعات ومتطوعين، في ظل تقاعس دور "وكالة غوث وتشغيل اللاجين الفلسطينيين – الأونروا" وغيرها من المعنيين تجاه اللاجين الفلسطينيين غير آبهة بمعاناتهم. ولكن أصحاب الأيادي البيضاء والجنود المجهولين الذين يرفضون ذكر أسمائهم في مد يد العون لإخوانهم مكتفين بالتحلي بأخلاقيات المسلمين.

السيد زلفة يعيش في أمريكا والإمارات، يعمل بكل طاقاته لجمع التبرعات وتمويل موائد رمضان في "رابطة أهالي مجد الكروم" منذ أكثر من 23 عامًا. "وكالة القدس للأنباء" حاورته أثناء توزيع وجبات الافطار الساخنة للعائلات المحتاجة وعابري السبيل، والذي رفض ذكر أسمه وهو صاحب الذمَة والهمَة في زمن تقاعس فيه الرجال.

يقول: "أهل الخير من أبناء شعبنا في الإمارات وأمريكا هم الداعمين الأساس لهذه الرابطة. وبعد وفاة المسؤول عن سير عمل الرابطة الحاج يحيى سريس رحمه الله، إضطريت للمجيء إلى لبنان كي أدير الأمور مؤقتًا ريثما ينتهي شهر رمضان".

ويؤكد: "الرابطة كانت ولا زالت مستمرة على التكافل والتضامن الاجتماعي  في مخيم شاتيلا وصبرا ولا تفرق بين اللاجئين وعابري السبيل في حصتهم الرمضانية اليومية".

ويضيف: "بفضل رب العالمين أعيد تشكيل هذه الرابطة وتنظيمها بعد وفاة الحاج يحيى سريس الذي حمل الأمانة على مدار ربع قرن من الزمان، والتي دعت الحاجة إلى تنظيم أمورنا بطريقة شبابية بمجموعات "أبشر" وهي الكلمة التي اعتاد عليها المرحوم".

ويوضح: "أبشر، مشاريع متعددة منها كفالة يتيم ما فوق الـ 62 مكفولين شهريًا بالعملة الأجنبية وذلك بعد تشكيل مجموعة من الصبايا والشباب من باحثين اجتماعيين للنظر في العائلات المستحقة الأكثر فقرًا والأشد حاجة، حيث نعمل جاهدين كما أمرنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم حيث لا تدري اليد اليسرى من يمينها حينما نقدم العطاء والخير".

وختم  السيد زلفة حديثه لوكالتنا مطمئناً بأن برنامج رمضان مستمرً طيلة الشهر الفضيل بتوزيع وجبات الافطار للصائمين وعابري السبيل في شهر الخير، كما سيكون هناك كسوة العيد لأطفال المخيم الأشد فقرًا".

السيد وليد أيوب (أبو خالد) من رابطة أهالي مجد الكروم، مركز الحاج يحيى مناع في مخيم شاتيلا. يقوم بنشاطات رمضانية على مدى 23 سنة، حيث يعمل مع أصحاب الأيادي البيضاء الداعمة، يوضح لـ "وكالة القدس للأنباء" بأن الرابطة تؤمن عملاً لنساء المخيم الذين يقومون بأعمال المطبخ الرمضاني، كما يتكفل بإيصال الوجبات الرمضانية الساخنة يوميًا إلى بيوت العائلات المحتاجة المتعففة داخل المخيم".

ويلفت السيد أيوب في ختام حديثه لوكالتنا، بأن توزيع الوجبات الغذائية الساخنة يبدأ الساعة الرابعة عصرًا في منطقة الزفة على تخوم مخيم شاتيلا.

وفي الختام، لا شك أن الاجتهاد في تقديم أعمال الخير لأهالنا في المخيمات عبر التكافل الاجتماعي هو  أمرٌ ملحٌ وفي وقته ومكانه. ومشكورة تلك الأيادي البيضاء، ولكن يجب العمل على استدامتها واستهداف المزيد من العائلات الفلسطينية المتعففة الصامتة على فقرها ووجعها!

Untitled
 

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/191610

اقرأ أيضا