/منوعات/ عرض الخبر

قرى تنتظر عودة أهلها .. بلدة كفر قاسم

2016/10/29 الساعة 08:23 ص
شهداء مجزرة كفر قاسم
شهداء مجزرة كفر قاسم

وكالة القدس للأنباء – متابعة

سنجول اليوم في بلدة من بلدات وطننا فلسطين وهي مدينة كفر قاسم، لنتعرف على البلدة ، ميزاتها، معالمها، وأحداثها التاريخية.

موقعها الجغرافي:

مدينة فلسطينية تقع شرقي مدينة يافا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1984، وتبعد عن مدينة القدس المحتلة 54 كيلومتر مربع، وترتفع عن سطح البحر 280 متراً، وتبلغ مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة.

نبذة تاريخية:

كفر قاسم تلقب بـ "مدينة الشهداء"، وأسست المدينة في القرن السابع عشر، أي أن عمر البلد يناهز 300 سنة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول "الشيخ قاسم" وهو أحد سكّان قرية مسحة المجاورة والذي سكنها واتخذها مقرًّا لإقامته لزراعة أراضيها التي كانت جزءًا لا يتجزأ من أراضي قرية مسحة، وقليل منها لأهالي القرى الأخرى منها الزاوية وصرطة.

العائلات الأولى التي أسستها جاءت من مختلف مناطق فلسطين، وخاصة من قرية مسحة وحلحول وقرية حجّة وقلقيلية وغيرها، ثم وفدت إليها عائلات بدويّة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

و"كَفر" تعني القرية، فأصبحت تعرف باسم "كَفر قاسم" أي قرية قاسم، إلا أن الكثير من المصادر تشير أن مكان البلدة لم يكن بوراً أو متروكاً، إذ يوجد في أنحائها آثار تعود إلى العصر الروماني ودولة الغساسنة القديمة.

مميزاتها

تمتاز كفر قاسم بمناخ معتدل وجاف صيفاً، وبارد وماطر شتاءً، ولهذا تعد الزراعة من أهم الأعمال التي يقوم بها سكان المدينة، ومن أهم المحاصيل الزراعية: التين والزيتون، واللوز والعنب الحلو، وزعتر الشاي والنعناع، والليمون والبوملي، والبرتقال والجوافة، كما يعتمد سكان المدينة بشكل كبير على تربية المواشي من دجاج وأغنام وغيرها.

وتعتبر التجارة أحد أهم الأعمال التي يقوم بها سكان المدينة، وذلك كونها تقع على تقاطع طرق بين سوريا ومصر، وبين يافا ونابلس وشرق الأردن، حيث أن حركة التبادل التجاري بينها وبين الدول نشطة جداً، فيتم استيراد وتصدير كميات كبيرة من البضائع مثل الخضار والفواكه، والأجهزة الكهربائية والطبية، والصناعات الخفيفة، وغيرها.

معالمها:

يوجد في هذه المدينة العديد من المساجد أهمها مسجد أبو بكر الصديق وهو الأقدم، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد الشهداء، ويوجد فيها العديد من المدارس الإسلامية أهمها مدرسة الغزالي، بالإضافة إلى عدد من المراكز الطبية والعيادات.

ومن أهم المعالم التاريخية: مقام النبي حتّا، خربة كفر حتّا، ومقام الشيخ محمد التركي، ومقام الشيخ عبد الحافظ، وبركة العمود، والجرن المحفور، والمزلقان.

وينتمي إلى كفر قاسم المؤرخ الحاج القيم طه، والشيخ عبد الله نمر درويش، وعضو "الكنيست" إبراهيم صرصور، والشاعر علاء عيسى، والصحافي مجد صرصور، والكاتب نعمان إسماعيل عبد القادر، ولاعب كرة القدم وليد بدير، والرسام عبد التمام طه، والمفكّر البروفسور إبراهيم أبو جابر.

عائلات المدينة:

عائلة عيسى، صرصور، بدير، عامر، فريج، طه، بدوي، الرابي، أبو جابر، مرعب، العقيلي، أبو زايد، أبو بلال، أبو صعلوك، أبو جعفر، ابن بري، عودة، داؤود، أبو سبيت، أبو فاضل.

مذبحة كفر قاسم:

حدثت مذبحة كفر قاسم مساء يوم الإثنين في 29 أكتوبر 1956، والتي قضى فيها 49 من المدنيين العزل على أيدي عصابات العدو الصهيوني، حين أعلن منع التجول وكان الناس حينها في أماكن عملهم خارج القرية، حيث تمّ تطويق القرية وأُقيمت الحواجز العسكرية على مداخلها في منطقة تدعى باسم "الفلماية"، وانتشرت الدوريات العسكريّة في الشوارع، وتم توقيف كل فرد عاد في ذلك اليوم إلى بيته سواءً كان ماشيًا أو مع أغنامه أو راكبًا وقتله بدم بارد.

 وكان القتل جماعيًّا حيث أوقف الجنود السيارات التي تنقل العمال والعاملات وأجبروهم على النزول منها وتمت تصفيتهم دون رحمة، فقتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.

وتمّ دفنهم في اليوم التالي على أيدي مواطنين جلبهم الجنود الصهاينة من قرية جلجولية المجاورة. وقد كشف النقاب فيما بعد عن خطة لترحيل العرب من منطقة المثلث أطلق عليها اسم الخلد.

وفي هذا التاريخ من كل عام يحيي أبناء البلدة ذكرى المذبحة.  وأقامت البلدية نصبًا تذكاريًّا في نفس المكان الذي قتلوا فيه، ومسجدًا يسمى بمسجد الشهداء، ومتحفًا خاصًا لتخليد ذكراهم.

كفر قاسم اليوم:

بلدة كفر قاسم اليوم مثلها مثل باقي قرى ومدن الـ 48، يتم مصادرة أراضي منها، ويلاحق الأهالي الذين يبنون على أراضيهم بيوتًا ليسكنوها، وتهدم هذه البيوت بحجة عدم الترخيص. ولكن تختلف كفر قاسم عن سائر البلدات العربية بأنها فقدت 49 زهرة من زهراتها.  وتتعرض البلدة لسياسات صهيونية تتميز بالظلم والكبت والإجحاف في الميزانيات للبلديات والمجالس المحلية العربية.

وحتى اليوم لا تعترف الحكومة الصهيونية بمسؤوليتها عن المذبحة، وتزور العديد من الشخصيات الصهيونية بشكل مستمر البلدة، وكانت آخر زيارة  العام الفائت، قام بها الصهيوني رؤوڤن ريڤلين. هذه الزيارات ومثيلاتها لا تتعدى كونها تمثيلية لا يحصل من ورائها أهالي كفرقاسم على شيء، بل بالعكس، المستفيد الوحيد منها هي السلطات الصهيونية ذاتها، والتي تسوقها عالميًا على أنها تعتني بمواطنيها العرب وتعاملهم معاملة حسنة .

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/100219

اقرأ أيضا