/مقالات/ عرض الخبر

طعنات "السلطة" لم تقتل "انتفاضة القدس"!

2016/10/02 الساعة 08:32 م
السلطة تعتقل المقاومين
السلطة تعتقل المقاومين

وكالة القدس للأنباء - خاص

بالعودة للوراء.. تحديداً قبل عام من الآن، يتبادر إلى أذهان الفلسطينيين في الضفة المحتلة ذلك المشهد المُحبط، حينما نشرت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قواتها على مداخل مدن الضفة، وبالقرب من مناطق التماس مع العدو الصهيوني.

للوهلة الأولى ظنّ الضفاويون أن تلك الأجهزة ستقف بجانب "انتفاضة القدس" التي كانت لا تزال تمضي في أولى خطواتها، ضد "الجيش الإسرائيلي". إلا أن ظنهم قد خاب فور اعتداء "أمن السلطة" عليهم، وتفريقهم لمنع استمرار المواجهة مع العدو، ومستوطنيه.

السلطة فعلت كل ما بوسعها لحماية نفسها من غضب "إسرائيل" الذي تخشاه، والتزاماً منها بمفاعيل اتفاقية "أوسلو" التي أسست للتنسيق الأمني مع العدو، فلجأت أجهزة السلطة لوسائل عدة، لكبح جماح الانتفاضة التي أخذت وتيرتها بالتصاعد في الأشهر الأولى. وقامت هذه الأجهزة بالتنسيق الكامل مع العدو لتحقيق الهدف "الإسرائيلي"، حيث شنّت حملات اعتقالات بحق المنتفضين، وأي مواطن فلسطيني يحرّض على (إسرائيل) أو يسعى إلى تصعيد الأوضاع في الضفة سواءً كان ناشطا أو غير ناشط في حركات المقاومة الفلسطينية.

ووفقاً لمعلومات مسرّبة من "السلطة" فقد حرصت أجهزتها الأمنية، والاستخباراتية على تزويد العدو بأسماء من تشتبه بنيّتهم تنفيذ أي عمل مقاوم، مما زاد من غضب الشباب المنتفض، فأخذت عمليات الطعن بالانتشار الواسع على الحواجز "الإسرائيلية"، مما جعل العدو في حالة تخبّط كشفتها معظم وسائل إعلامه وتصريحات قادته السياسيين والأمنيين.

في هذا الوقت كان البعض يراهن على عدم استمرار الانتفاضة، معتبرين أنها "هبّة" شبابية ستزول بمجرد مواجهتها، ولكن الواقع كان يثبت عكس ذلك، حيث ازدادت عمليات الطعن، وارتفع معها عدد القتلى والجرحى "الإسرائيليين"، وازداد القلق والهلع في الأوساط "الإسرائيلية" في المناطق المحتلة عام 67 وداخل الكيان الغاصب، جراء ازدياد عمليات الطعن والدهس واستخدام السلاح الناري.

مقابل ذلك، سارعت أجهزة السلطة لتصعيد حالة التنسيق مع العدو، ولم تكتفِ بحملات الاعتقال المتواصلة، بل تفاخرت بإيقافها للمئات من عمليات الطعن التي كانت على وشك الحدوث، وشرعت بمداهمة المدارس، وتفتيش شنط التلامذة بحثاً عن السكاكين والوسائل الحادة، كما كثّفت من تواجدها أمام بوابات المدارس، ومفترقاتها.

وواجهت السلطة "انتفاضة القدس" إعلامياً، بتغييبها عن وسائل الإعلام التابعة لها. فبينما كانت عمليات الطعن تثخن في "الإسرائيليين"، وجد القائمون على "تلفزيون فلسطين" الرسمي في أغاني أم كلثوم سبيلاً لإمتاع المشاهدين!..

كما لا يغيب عنا ما قامت به الأجهزة الأمنية مؤخراً، حينما قمع رجالها مسيرة تضامنية دعت إليها "حركة الجهاد الإسلامي" في جنين، شمالي الضفة، تضامناً مع الأسرى ورفضاً لانتهاكات المستوطنين في المسجد الأقصى، حيث هاجموا المتظاهرين، والصحافيين الموجودين في المكان، وألقوا عليهم القنابل المسيلة للدموع، إلى جانب اعتقال القيادي خضر عدنان.

أما "إسرائيل" فعبّرت عن رضاها الشديد على ذلك، وأكد ضباط في "الجيش الإسرائيلي"، وجهاز الأمن العام (الشاباك) أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" قائم وبقوة، ويشهد تحسناً أكثر من أي فترة زمنية أخرى.

إن الدور الأمني المخزي الذي تلعبه أجهزة أمن "السلطة" لم يكن معزولا عن الموقف السياسي للسلطة ورئيسها، الذي حاول استثمار الانتفاضة لممارسة الضغط على العدو، واقتناص الفرص لتحقيق مكاسب سياسية تؤدي لاستئناف مسيرة التفاوض... لكن ذلك لم يحل دون استمرار تصريحات عباس المستنكرة للانتفاضة وأحاديثه المسهبة عن "إنجازات" أجهزته الأمنية التي عطلت - كما قال مسؤول الأمن في السلطة ماجد فرج - أكثر من 200 عملية فدائية، وصادرت أكثر من ستين سكيناً من شنط تلامذة المدارس التي داهمتها أجهزة السلطة الأمنية.

إن دخول "انتفاضة القدس" عامها الثاني بالرغم من إجراءات العدو ومساعي السلطة لإجهاضها، دليل على أن شعلة الانتفاضة التي أججت الغضب الفلسطيني على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة (48 و67) نصرة للقدس ومقدساتها والأقصى الشريف لن تنطفيء.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/98781

اقرأ أيضا