/الصراع/ عرض الخبر

الداخل المحتل (48).. شريك في "الانتفاضة"

2016/10/02 الساعة 08:31 م
عملية ديزنغوف نشأت ملحم
عملية ديزنغوف نشأت ملحم

وكالة القدس للأنباء – خاص

شكل انخراط الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 بأعمال وفعاليات "انتفاضة القدس" مفاجأة غير سارة لقادة العدو الصهيوني، الذين وجدوا في ذلك إنذاراً حقيقياً وجب الوقوف عنده والعمل لتلافي استمراره وتصاعده بكل السبل والوسائل، لما يمثله من دعم حقيقي وفعال لأعمال الانتفاضة وللمرابطين الذين يواجهون مخططات التهويد، ومشاريع التقسيم المكاني والزماني، ومحاولات المستوطنين الدائمة لاستباحة حرمة المسجد الأقصى المبارك.

ولقد تجاوزت عملية الشهيد نشأت ملحم إبن بلدة عارة بالداخل المحتل عام 48، والتي هزَّت تل أبيب، قلب الكيان الغاصب وأطرافه، وأدخلت نحو مليون صهيوني إلى الأسر "الطوعي" لأكثر من أسبوع... تجاوزت عملية "ديزنغوف" كل توقعات قادة العدو الأمنيين والعسكريين والسياسيين وأجبرتهم على الاعتراف بحجم الإرباك الذي حل بهم، وبعجزهم عن مواجهة موجة العمليات الفدائية التي تجاوزت كل الحواجز والمعوقات المفروضة بالضفة المحتلة ووصلت إلى عمق الكيان.  

عملية نشأت ملحم عمقت أزمة العدو

طبع الداخل المحتل بأحزابه وهيئاته ونوابه وأجياله كافة بصمة قوية في مسار "انتفاضة القدس"، ودوَّن في سجلها فعاليات ونشاطات وعمليات غطت معظم المدن والقرى الفلسطينية من الجليل إلى النقب، ذكَّرت بالدور الكبير والفعال الذي لعبه أبناء الداخل المحتل بانتفاضات: يوم الأرض والحجارة والأقصى.

واتخذ حضور الداخل المحتل في ميدان الانتفاضة، أشكالا متعددة من وقفات التضامن والتأييد لأبطال الانتفاضة والأسرى المضربين عن الطعام، إلى اعتصامات التنديد بممارسات العدو الفاشية والإعدامات الميدانية التي طالت عشرات الفتيات والفتية، وصولا إلى الزحف البشري باتجاه المسجد الأقصى والمرابطة في باحاته، ومواجهة استفزازات المستوطنين وتدنيسهم لساحاته، وصولا للمساهمة بعمليات الطعن والدهس واستخدام السلاح الناري من قبل فتية وفتيات الداخل والتي توجها نشأت ملحم إبن بلدة عارة بعملية "ديزنغوف" التي هزت قلب تل أبيب، وكلّفت الكيان الصهيوني خسائر مادية ومعنوية فادحة، أدخلت قادة العدو في إرباك ومأزق، دام نحو أسبوع، ولم يخرجوا منه إلا بعد اغتيال منفذ العملية.  

وكان للناشطين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي دورهم البارز في دعم الانتفاضة وحشد التأييد الإعلامي والشعبي لها والدعوة للمشاركة في النشاطات والفعاليات، وكشف ممارسات جيش العدو وإظهار فاشيته بمواجهة أطفال الانتفاضة، وفضح قرارات الحكومة والكنيست العنصرية التي تستهدف دور أجزاب وهيئات ونواب الداخل المحتل...

وقد تعرض الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للملاحقات الأمنية والاعتقال والسجن المنزلي   بتهمة كتاباتهم المؤيدة للانتفاضة، التي اعتبرتها سلطات العدو تحريضا على الإرهاب، كالشاعرة دارين طاطور التي قبعت ثلاثة أشهر في السجن، وتم تحويلها إلى الحبس المنزلي على خلفية كتاباتها. طاطور لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فهناك الكثير من الناشطين الذين ينتفضون ضد العدو الصهيوني بواسطة سلاحهم الإلكتروني، الذي يحرك مشاعر العالم  بصور الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات العدو بدم بارد، واعتقال الأطفال حتى أولئك الذين لم يتجاوزوا الاربع سنوات وما دون بأبشع الطرق وأكثرها عنفا وفاشية وإرهاباً.

حظر "الحركة الإسلامية"

وعلى غرار الملاحقات والممارسات الفاشية التي ينفذها جيش العدو وأجهزته الأمنية في مدن وقرى الضفة والقدس المحتلين، عملت السلطات "الإسرائيلية" على مواجهة أبناء الداخل المحتل وأحزابه وهيئاته وصولا لنوابه، في محاولة لإرهاب فلسطينيي الداخل ووقف نشاطاتهم الداعمة والمؤيدة لانتفاضة القدس وللأسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات "الإسرائيلية" وفك الحصار عن قطاع غزة.

ولعبت قرارات حكومة العدو والكنيست دورا بارزاً في التضييق على نشاطات الأحزاب والهيئات والنواب العرب، واتسمت المرحلة بهستيريا القوانين العنصرية، والتي تسعى لمحاصرة الوجود والذاكرة الفلسطينية، وتضييق حدود العمل السياسي والمدني.

من جملة هذه القوانين، قانون النكبة وقانون المقاطعة، واقتراحات لقوانين تستهدف الحد الأدنى من الحريات السياسية لقيادات التيار الوطني كمحاولة تمرير قانون لمنع ترشح كل من زار "دولة عدو" للانتخابات، أو محاولة تعديل قانون المواطنة بهدف سحب مواطنة كل من تتهمه إسرائيل بـ"خرق الولاء للدولة"، وقوانين أخرى تستهدف منظمات المجتمع المدني والأهلي. وهو ما أسفر عن حظر الحركة الإسلامية وحل هيئاتها وسجن رئيسها الشيخ رائد صلاح وملاحقة "التجمع الوطني الديمقراطي" ونوابه وكوادره بحجج واهية...

إن هجمة العدو الصهيوني الأمنية على أبناء الداخل المحتل هي حلقة مكملة لسلسلة الممارسات العنصرية والفاشية المغلفة بتصريحات قادة العدو من نتنياهو إلى ليبرمان وبينيت وغيرهم، وكبار حاخامات العدو الداعية لقتل العرب وطردههم وترحيلهم... إن هذه الهجمة لن تنجح في دفع الفلسطينيين للتنازل "عن هويتهم الوطنية مقابل كل أشكال الترهيب والترغيب" كما قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا - وهي الهيئة التمثيلية العليا لفلسطينيي الداخل- مشددا على أن فلسطينيي الداخل ليسوا "لقمة سائغة"، ولن يسمحوا بالعودة لفترة الخوف في الخمسينيات والستينيات.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/98780

اقرأ أيضا