/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

بالصور أهالي "الرشيدية" يستذكرون القصف الصهيوني الأول لمخيمهم: معنوياتنا كانت عالية

2016/05/19 الساعة 05:36 ص
صورة توضيحية
صورة توضيحية

وكالة القدس للأنباء - خاص

التاسع عشر من أيار كل عام، لا يمر على سكان مخيم الرشيدية الواقع جنوب مدينة صور، بشكل اعتيادي، فهو يحفر في ذاكرتهم ساعات رهيبة من القلق والذعر، حيث تم قصف مخيمهم بحراً وجواً لأول مرة من قبل العدو الصهيوني العام 1974، سقط بنتيجتها شهداء وجرحى.

جاء هذا القصف الإجرامي، عقب عملية نفذها الفدائيون الفلسطينيون ضد مستعمرة "معالوت – ترشيحا" في الداخل المحتل عام 1948، وسيطرتهم على مدرسة للتدريب العسكري واحتجاز مئة طالب ثانوي، وقد روى عدد من أهالي المخيم لـ"وكالة القدس للانباء" تفاصيل هذا القصف المفاجيء وما خلفه، وردود الأفعال عليه.

فقال أبو حسن عسقول: "أثناء القصف كانت الفترة التي عدنا بها إلى منازلنا وتناولنا غداءنا وتجهزنا للعودة إلى المدرسة في وقت العصر، ما يقارب الساعة الثالثة، وفجأة سمعنا أصوات القذائف تتساقط على المخيم، وكانت للمرة الأولى التي نسمع بها قصفاً، إضافة إلى المرة الأولى التي يتعرض لها المخيم إلى القصف الصهيوني من الزوارق الحربية".

وأشار عسقول إلى أنه "عندما سمعنا أصوات القصف، بدأنا بالاختباء في أي مكان نجده أمامنا، وبدأت النسوة والأطفال بالصراخ والركض مذهولين مما يحصل، حيث استمرت عملية القصف ما يقارب الساعة، ساد المخيم خلاله حالة من الهلع والخوف والرعب"، موضحاً أن القصف تركز على نقطتين في المخيم ( شارع السيسو – وشارع شريف )، لأنه كان يضم أكبر تجمع لمراكز "جيش التحرير الفلسطيني".

وأضاف: "عندما هدأ القصف، سمعنا وشاهدنا سيارات الإسعاف التابعة للجيش اللبناني تدخل المخيم للإطمئنان على الأهالي ونقل الجرحى، حيث ذهب الكثير من الناس ليتفقد ماذا جرى".

 

سقوط شهداء وإحداث دمار

ولفت الحاج أبو عماد، من مخيم الرشيدية، "أنه ما بين الساعة الثانية والثالثة عصراً قامت الزوارق الصهيونية بإطلاق عدة قذائف صاروخية على مخيم الرشيدية بشكل عشوائي، ولم تكن تركز على القواعد العسكرية للفدائيين، بل طالت المدنيين، حيث هرع الأهالي إلى البساتين المجاورة، ومنهم من ذهب إلى خارج المخيم خوفاً من القصف، ما جعل الأهالي يسودهم حالة من القلق والخوف والرعب والإرباك، لأنهم لأول مرة يتعرضون لمثل هذا القصف.

وتابع: "بعد ساعات من توقف القصف وعند حلول المساء، عاد الأهالي إلى منازلهم ليتفقدوا ما حدث وماذا جرى للمخيم"، مشيراً إلى أن "أهالي المخيم رغم القصف البربري كانت معنوياتهم عالية".

وقال الحاج أبو جلال: "كنا جالسين في مكاتبنا العسكرية حين أطلقت أول قذيفة، فقمنا مسرعين لنتفقد مكان سقوطها، وكانت قد سقطت على منزل الحاج أبو أكرم معروف وأصيب الحاج أبو أكرم إصابة مباشرة حيث شطرته نصفين، أما القذيفة الثانية فسقطت على دكان أبو محمد قدورة، ما أدت إلى استشهاده وإبنه".

وأشار إلى أنه "بعدما هدأ القصف من قبل الزوارق الصهيونية، كان هناك تحليق كثيف للطيران المروحي، حيث كان على ارتفاع منخفض، لذلك ساد المخيم حالة من الرعب للأهالي، لأنها كانت المرة الأولى التي يتعرض لها المخيم للقصف، ويسقط شهداء من المخيم".

وأضاف الحاج أبو جلال: "كانت الزوارق الحربية الصهيونية على مقربة من الشاطئ، فقامت بعض الرشاشات المتوسطة للفدائيين بإطلاق النار عليها والتصدي لها، ما أجبرتها على التراجع إلى عرض البحر"، موضحاً أنه "كان يوم مرعب للكثير من أهالي المخيم، الذين لم يكونوا معتادين على هذا القصف".

 

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92942

اقرأ أيضا