وكالة القدس للأنباء - متابعة
كلما أحرزت المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت خطوة إلى الأمام، عادت للتعثر مجدداً بسبب تضارب الرؤى بين المتحاورين، وكشفت الوقائع اليوم الثلاثاء، عن انسحاب وفد الرياض من الجلسة الرئاسية الصباحية، تهرباً من الإلتزام بالضمانات السياسية، فيما واصلت الأمم المتحدة والكويت اللذين يرعيان التفاوض مساعيهما لتذليل الصعوبات.
ولفت المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى أن "النقاش لا يزال جاريًا حول الطريقة الأفضل للتوصل إلى مسار سلمي في اليمن، مع دخول مشاورات السلام في الكويت يومها الـ 26 دون تحقيق أي تقدم ايجابي"، مفيداً أن "الوفود المشاركة في المشاورات، تظهر تجاوبًا "من حيث المبدأ"، داعيًا إياها إلى "التركيز على الأولويات".
وأكد ولد الشيخ أن "هناك أرضية ممكن البناء عليها، وهذا ما نعمل عليه الآن"، مشيراً إلى أن "المشاركين في مشاورات السلام اليمنية – اليمنية، استكلموا لقاءاتهم من خلال جلسات متعددة ومطولة اختتمت بجلسة جمعت الوفد الرئاسي الرباعي من الطرفين بتيسير المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة".
وشهدت أجواء المشاورات أمس تعثّراً ، حيث فشل انعقاد الإجتماع بين وفدي صنعاء والرياض لمناقشة حلّ قضية الأسرى والمعتقلين. وبعدما بدا أن حلّ هذا الملف بات قريباً في ضوء تصريحات ولد الشيخ عن إطلاق سراح 50% من الأسرى قبل شهر رمضان، وعطّل وفد الرياض انعقاد جلسة مسائية للجنة الأسرى والمعتقلين، حين طالب بتأجيلها بسبب "عدم اكتمال قوام أعضائهم ومندوبيهم للجنة". إلا أن مصادر مواكبة للجسات التفاوض قالت إن الانسداد المتواصل في المشاورات أدى إلى فشل اجتماعات مشتركة كان من المقرر أن تناقش ترتيبات للإفراج عن الـ50%.
وصباح أمس، انعقدت جلسة منفصلة بين وفد صنعاء والمبعوث الأممي جرى خلالها مناقشة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى جانب تفنيد الوفد اليمني طروحات استمرار الرئيس المستقيل على رأس السلطة، كذلك جرى استعراض البدائل لنقل صلاحيات الرئاسة وفقاً لمبدأ التوافق.
وناقشت الجلسة التصورات والرؤى المحتملة للمرحلة الانتقالية، إذ أبدى وفد صنعاء تمسكه بمبدأ التوافق السياسي "كمدخل أساسي يضمن نجاح التسوية وطيّ مرحلة العدوان وآثاره الواسعة في مختلف المجالات". وجدد الوفد مطلبه تشكيل حكومة توافقية تدير شؤون البلاد في المرحلة المقبلة. كذلك، أكد الوفد الذي يمثل حركة "أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي العام" ضرورة الرجوع إلى لاتفاقات المبرمة بين القوى السياسية في كل المراحل، والتي استندت إلى "مرجعيات معروفة" مثل اتفاق "السلم والشراكة" ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن. من جهة أخرى، التقى ولد الشيخ بوفد الرياض الذي جدد من جهته التمسك بـ"الشرعية"، في إشارةٍ إلى بقاء الحكومة الموالية لهادي في السلطة، و"استعادة الدولة في المقام الأول قبيل الدخول في أي نقاش سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة جديدة"، في إشارة إلى أسبقية تسليم السلاح والمؤسسات إلى حكومة هادي.
ميدانياً: ذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن قوات الرئيس هادي مسنودة بالتحالف السعودي استهدفت بالقصف المدفعي مناطق مبدعة وبني بارق وملح بمديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
يأتي ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات الرئيس هادي إلى مقربة من فرضة نهم وفق ما تحدث به مصدر عسكري يمني.
وفي الجوف شمال شرق اليمن تحدث مصدر عسكري يمني عن إطلاق قوات الرئيس هادي قذائف على منازل مواطنين بمديرية المتون التي تشهد مواجهات متقطعة وقصف متبادل بالمدافع والصواريخ.
وفي مأرب المحاذية للجوف شمال شرق اليمن تحدث مصدر محلي عن استمرار تحليق طائرات التحالف السعودي فوق وادي عبيدة والأشراف ومديرية صرواح إلى الغرب من مدينة مأرب.
يأتي ذلك بعد استهداف قوات هادي مواقع للجيش واللجان الشعبية بمناطق متفرقة من مديرية صرواح وفق ما تحدث به مصدر عسكري.
وفي تعز جنوب اليمن يستمر التحليق المكثف لطائرات التحالف السعودي فوق المدينة على وقع اشتباكات متقطعة.
وفي الضالع جنوب اليمن قصفت قوات الرئيس هادي مواقع الجيش واللجان الشعبية بمديرية مريس شمال المحافظة.
أما في محافظة الحديدة غرب اليمن عاودت طائرات التحالف تحليقها المكثف فوق مناطق متفرقة من المحافظة الساحلية.