/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

أم راشد.. تؤمَن خبزها من "تبرعات" الناس بالخردة !!

2016/05/17 الساعة 10:01 ص
أم  راشد أمام منزلها
أم راشد أمام منزلها

وكالة القدس للأنباء - خاص

أقعدتها السنون "80 عاماً"، وأرهقها المرض وتخلى عنها الأهل نتيجة ظروفهم المادية الصعبة، لكنها لم تسمح لليأس أن يكسرها، قاومت أزمتها بالإيمان والإعتماد على الله و أهل الخير.

تجلس عزيزة مرزوق (أم راشد) أمام منزلها في مخيم شاتيلا  يومياً تستند إلى عكازها، تحيطها أكوام من قطع البلاستيك وعلب الكرتون، تنتظر تعاون أبناء المخيم معها من خلال إحضار ما يتوافر لديهم من مخلفات منازلهم .

ملامح وجه أم راشد التي تركت قسوة الحياة بصماتها عليها، وعيناها التي تخبئ الكثير من الحسرة والألم، تختصر ليس حياة إمرأة أو عائلة فقط، إنما تختصر حكاية شعب تعرض للظلم والقهر والتشرد.

هذه الملامح تكفيك عن طرح العديد من الأسئلة، فهي كافية لأن تبوح بالكثير الكثير، ومع ذلك أفصحت لـ"وكالة القدس للأنباء" كل ما يجول في ذاكرتها وما تختزنه في صدرها، فقالت:" أنتظر الأجاويد كل يوم حتى يجيبولي شوية خردة بلاستيك وكرتون وأنا بجمعهن وبنادي لتبع البورة ليجي يوخدهن".

وأضافت:"أنا بضطر أعمل هيك لحتى ألاقي لقمة خبز وأدفع أجار البيت اللي مآويني لحتى ربنا ياخذ الأمانة ".

بصوت خافت وبروح مرحة تحدثت عن واقع عائلتها المرير :"عندي أولاد وما عندي! والله يعين كل واحد على ما إبتلاه، وأزود من هيك ما رح أحكي".

ثم صمتت قليلاً، وبدأت تشكو لي أوجاعها والعمليات الجراحية التي أجريت لها والتي جعلتها تلازم منزلها الذي هو عبارة عن غرفة صغيرة متواضعة، وقالت:"الشرايين الرفيعة سكرت وما عدت قادرة على المشي ".

وأشارت إلى أكوم البلاستك وعلب الكرتون :"كل هاد يا دوب يؤمن لي لقمة الخبز، وأنا بنتظر أسبوع وأسبوعين لحتى يكتروا لأبيعهن بخمسين ألف ليرة، وهاد ما بخليني أقدر أدفع أجار البيت، وأنا بنتظر فطرة رمضان لحتى يجي أهل الخير ليزكوا عن أنفسهم وأولادهم ويعطوني شيء أقدر أسكر فيه الإيجار المكسور عليَ من ثلاثة أشهر".

وختمت عزيزة مرزوق كلامها وهي تدعي لمن أراد مساعدتها من الخيَرين المتبرعين وقالت:"بدعي كل الخير لأهل الخير ولكل من قدم لي مساعدة أن يلقى أجراً عظيماً عند الله ".

هذا المشهد بما يحويه من بؤس وحرمان، هو برسم "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" التي بدأت تتخلى تدريجياً عن القيام بمهامها، وتعمل على تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين الذين يتعرضون للجوع والمرض، وينتظرون مساعدات المحسنين، وبعض ما "تجود" به حاويات القمامة، ونسأل : إلى متى يستمر مثل هذا الوضع المؤلم، وما العمل للأخذ بيد المحتاجين من أبناء شعبنا، وبخاصة المسنين منهم، وتوفير حياة كريمة لهم؟



a76ee865-b9b9-4e3f-9383-a7b4cf9f9635

1c23f2dc-4b99-4b0d-9031-5d6857c43309

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92841

اقرأ أيضا