قائمة الموقع

أهالي شهداء "مسيرة العودة":فلسطين ستعود بفضل دماء الشهداء.. وتضحيات المجاهدين

2016-05-14T22:05:42+03:00
شهداء مسيرة العودة
وكالة القدس للأنباء - خاص

العودة إلى فلسطين ليست مجرد شعار يطالب به اللاجيء الفلسطيني، الذي يشارك في هذه الأيام بإحياء الذكرى الثامنة والستين للنكبة، بل إنه قرار يعتبره من الثوابت التي لا مجال للتلاعب بها أو حرفها أو نسيانها، ولا يضيع فرصة لترجمة هذا الشعار إلى أفعال منذ كانت النكبة في الخامس عشر من أيار، ومنذ كان التهجير واللجوء.

وفي سياق إحياء هذه الذكرى، شارك اللاجئون الفلسطينيون في العام 2011، بمسيرات العودة التي اتجهت نحو الحدود مع فلسطين المحتلة في لبنان وسوريا والاردن والقطاع المحاصر، وتمكن لاجيء فلسطيني من مخيمات سوريا من عبور الأسلاك الشائكة في الجولان المحتل، واختراق الحواجز الأمنية الصهيونية والوصول إلى مدينته حيفا، فيما نجح اللاجئون في لبنان من هز الاسلاك الشائكة في منطقة مارون الراس، وواجهوا رصاص العدو بصدورهم العارية، العامرة بالإيمان وبكل مشاعر التحدي والإصرار على العودة إلى أرض الأباء والأجداد. وسقط من بينهم شهداء رووا بدمائهم الزكي طريق العودة.  وهم: عماد أبو شقرا (من مخيم عين الحلوة)، محمد سمير الصالح (من مخيم البرج الشمالي)، خليل أحمد (من مخيم الجليل)، محمود محمد سالم (من مخيم البص)، عبدالرحمن صبحة (من مخيم عين الحلوة) ومحمد أبو شليح (من مخيم عين الحلوة)

لقد مضى على "مسيرة العودة إلى فلسطين" خمسة أعوام، وما تزال ذكراها حية تزهر مع كل ربيع ورودا تملأ أجواء مارون الراس عبقا يعبر الحدود حاملا الأمل الدائم بالتحرير والعودة، مؤكدا أن راية فلسطين لا تسقط مع مرور الزمن، ولا تتوارى بموت الكبار... فالصغار لا ينسون. وهم يسقطون مقولة غولدا مائير ورهاناتها بموت الكبار ونسيان الصغار، مع كل رمية حجر او عملية طعن او دهس او زرع عبوة أو إطلاق رصاصة على صدر العدو أو زرع شجرة زيتون ...

في ذلك اليوم من العام 2011 استشهد على أرض مارون الراس الرابضة عند الحدود مع فلسطين المحتلة ستة شبان فلسطينيين وجرح العشرات، برصاص جنود العدو الصهيوني، في ابشع مجزرة بحقهم، فارتوت بدمائهم الطاهرة ثرى الحدود مع فلسطين.

في هذه الذكرى التقت "وكالة القدس للأنباء" أربعة عوائل لشهداء سقطوا على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، في حين تعذر اللقاء مع عائلتين ان عائلتين بسبب تغيير السكن.

فقد أشار أبو نبيل صبحة والد الشهيد عبدالرحمن، أنه  "يتذكر اللحظة الأولى والتى ارتفع  خلالها إبنه شهيداً على طريق فلسطين، وكيف شعر وقتها بالعزة التي ما زالت  تسكن قلبه، وقال: "أشعر بالفخر عندما أجد جهات فلسطينية توفد مندوبيها إلينا كل عام، وهي الوفية على العهد والوعد. وهذا الإهتمام  من جانبها  بشهادة إبني يدفعنا لبذل الأرواح أكثر على طريق  فلسطين".

وأضاف صبحة، أنه يشعر بالإعتزاز لأن "حركة الجهاد الإسلامي" لديها ترابط ديني، وعاطفي مع عوائل  الشهداء، كما أنها وفية  منذ  انطلاقتها  لنهج الجهاد والإستشهاد، ويؤكد عملها على وحدة الدم والدين مع  أبناء  شعبها  وأمتها.

أما شقيقة الشهيد عماد، بطل عملية خرق الأسلاك الشائكة على حدود فلسطين، فقالت: "منذ خمس سنوات استشهد كوكبة من الشهداء على طريق فلسطين، ومازلت اتذكر شهادته بكل تفاصيلها"، موضحة، أنها  "تجهز وأهلها  للقيام بما يستطيعون من أجل الإحتفال بشهادته، وأننا سنقوم بزيارة قبره،  ونقرأ له الفاتحة،  كما سنصنع  الطعام  للأهل والأقارب عن روحه".  وبيَّنت أن "عماد استشهد على طريق فلسطين، حيث قدم روحه لها، وأن  طريق الشهادة التي سار فيها هي الطريق الوحيدة لعودة المقدسات". كما أكدت أنها "وكل أبناء الشعب الفلسطيني لا يقبلون السلام مع العدو الصهيوني، وأن الجهاد والمقاومة المسلحة هي الكفيلة بعودة الحقوق كاملة، وبعودة قرية زويا بقضاء صفد، وأرض أهلي وأجدادي، وهذا ما أجمع عليه أبناء شعبنا في الوطن والشتات".

واعتبر والد الشهيد أبو محمود سالم، "أن ذكرى استشهاد نجله محمود تذكره بأشياء كثيرة، منها وأهمها نكبة فلسطين التي فرقت شمل الشعب الفلسطيني وجعلته ينتشر في بقاع الأرض"، مضيفاً، أن "ذكرى استشهاد محمود أثبت لهذا العدو وقادته أن الشعب الفلسطيني هو شعب حي متمسك بالقضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، كما أننا نريد أن نكون شهداء كأمثال محمود ورفاقه على أرض فلسطين، لنبرهن لهذا العدو أن مقولة رئيسة وزرائه غولدا مائير مقولة لا أساس لها كما زعمت أن الكبار يموتون والصغار ينسون، بل أن هذه المقولة أثبتت العكس، وخير شاهد على ما نراه من الشباب والفتيان الذين يتمسكون بالأرض ويعشقون الشهادة من أجلها".

وأضاف: "وأنا كوالد شهيد في هذه الذكرى أتذكر الشهيد محمود ورفاقه الذين سقطوا معه في ذلك اليوم الذي لم نكن نتوقعه، كما يذكرنا في كل النكبات التي مر بها شعبنا"، مشيراً إلى أن "فلسطين بفضل دماء الشهداء سوف تعود حتماً آجلا أم عاجلا، وهذا العدو الصهيوني إلى زوال على أيدي المجاهدين".

وتقول أم الشهيد محمد سمير صالح "إن مسيرة العودة كأنها اليوم، إنني أعيشها في هذه الأيام، وهذه الأيام هي الأصعب في حياتي. فبعد استشهاد ولدي بدأت أعيش النكبة بكل معانيها، في السابق كان يوم النكبة زيارة إلى الحدود، ونتذكر فيه كيف خرج آباؤنا في فلسطين. لكن بعد "مسيرة العودة" (إلى مارون الراس)، أصبحت أعيش النكبة كأنني أنا من خرجت من فلسطين، طيف محمد يلاحقني فيتمثل لي المشهد  بمشهدين أرى محمد وهو على الحدود فترتبط صورته بفلسطين".

وأضافت "حتى إن التغيرات الجديدة على الحدود لم تستطع تغيير الصورة في ذهني ففي زيارتي للحدود أتخيل الأشجار كأنهم الشباب، وبعدها أتذكر مشهد الشهداء، وبعد مسيرة العودة أصبحت النكبة نكبتين، ليضيف على النكبة التي مر عليها 68 عاما، شهادة أبنائنا لتصبح النكبة ومسيرة العودة جزءاً واحداً، متماسكاً ومترابطاً".

اخبار ذات صلة